ناصر بابكر يكتب : البرازيلي العجوز

22فبراير2023م

 

“تياغو ازولاو” مهاجم برازيلي يكمل في مارس القادم “35 عاماً”، يحتل حالياً الترتيب الثالث في روليت هدّافي النسخة الحالية من دوري أبطال أفريقيا بتسجيله خمسة أهداف في ستة مباريات مع فريقه بترو اتليتكو الأنغولي الذي تعاقد معه قبل ثلاث سنوات.

في موسمه الأول مع الفريق الأنغولي “2020 – 2021” شارك “ازولاو” في عشر مباريات في دوري أبطال أفريقيا وسجّل هدفين فقط بمعدل (هدف كل خمس مباريات) مع العلم أن الهدفين في المراحل الأولية، حيث لم يسجل في مرحلة المجموعات.. وفي موسمه الثاني “2021 – 2022” شارك مع الفريق في “14 مباراة أفريقية” وسجّل “سبعة أهداف” ليرتفع معدله التهديفي إلى “هدف في كل مباراتين”.. وحالياً يخوض موسمه الثالث وهو يقترب من بلوغ معدل هدف في كل مباراة بتسجيله (خمسة أهداف في ست مباريات) وهو على مشارف “35 عاماً.”

سيرة المهاجم البرازيلي “تياغو ازولاو” شبيهة بسيرة “باولو سيرجيو”، بل أن الأخير يتفوّق باللعب في بداياته لفلامينغو، إلى جانب اللعب في الدوري البرتغالي الممتاز واللعب لبطل كوريا الجنوبية وبطل آسيا مرتين، إلى جانب اللعب في دوري المحترفين السعودي، وهي كلها دوريات بغض النظر عن نجاح اللاعب من فشله فيها لا تتعاقد مع لاعب ما لم يكن متميزاً.

سيرة “ازولاو” وما صنعه مع بترو أتليتكو غيض من فيض نماذج مشابهة عديدة للاعبين أجانب بدأت مسيرتهم بشكل متعثر مع أنديتهم الجديدة التي بدأت تجني لاحقاً ثمار الصبر عليهم.. ومجرد نموذج من فيض نماذج تبرهن أن العمر يبقى مجرد رقم لا يمكن على ضوئه الحكم على عطاء اللاعب.. ونموذج من فيض نماذج تثبت أن الصبر هو أهم مقومات أي نجاح فردي أو جماعي في كرة القدم.

 

لو كان “تياغو ازولاو” لاعباً للمريخ، لربما غادر قبل أن يكمل نصف الموسم الأول بعد أن يُحكم عليه بالفشل من مبارياته الأولى، ولربما غادر معه المدرب الذي استجلبه تحت تُهمة “السمسرة”، ولما تمكّنت إدارة النادي من إضافة المزيد من البرازيليين في الموسم التالي.. فالانطباعية التي تحكم الأشياء في السودان، والاستعجال “العدو الأول للنجاح” الموجود في السودان، والنهج الذي يتم من خلاله تقييم الأمور في السودان، والعقلية السائدة في السودان، لا شبيه لها في أيِّ مَكَانٍ بالعالم.

 

أغرب ما في انتقادات البعض لمدرب المريخ بشأن “باولو سيرجيو” ، أن “ريكاردو” هو ذات المدرب الذي استجلب “اليكس سيلفا وسيرجيو رافائيل وماتيوزينهو” ومن قبلهم هو من استجلب الظهير الأيسر “ليما” الذي يُصنّف حتى يومنا هذا من أفضل الأجانب الذين مروا على الكرة السودانية، رغم أن ذات الآراء التي تحكم على “باولو سيرجيو” بالفشل الآن، طالت “ليما” في بداياته مع ذات الأوصاف لمدربه “ريكاردو” ليثبت التاريخ ما بين “2012 و2023” أننا ما زلنا في ذات النقطة رغم تغيُّر أرقام السنوات، وإننا نُفكِّر بذات الطريق، ونطلق الأحكام بذات الكيفية، ونتمسّك بذات النهج، ونعلق بعد ذلك شمّاعة الإخفاق على “مدرب سمسار” و”محترف ماسورة” دون أن نقر ونعترف أننا أصل وأساس “الموسرة”، وإننا لا نمتلك شيئاً من فضيلتي “الصبر” وهو أساس النجاح ، أو “الاعتراف” بالذنب وبالخطأ وهو أول خطوات التصحيح.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى