اميمة عثمان تكتب : ديك الجن

الخرطوم : منوعات

حتما ستستمرُ الحياة بجرعاتٍ من الأمل…
اعتادت قلوبُنا قبل آذاننا معانقة الهمسَ العميقَ كما تعانقُ الأمُّ فلذةَ كبدها لأول مرة واعتاد عقلي هضم أفكاره من منبع الحرف الحيّ الذي لايموت ،
في هذه الليلة أطلقت على نفسي
ـ « ابنة حرفه ».
كنا نكتب معا وكأننا مسلسلان بقيد حبر ينزف من دواةٍ واحدة وروحان تتنفسان الكتابة
دقَّت عقاربُ ساعتي الثانية بعد منتصف الليل
أخذتني أحلامي نحو مدينة « نسيان. com » لأتلذَّذ بطعمِ الهدوء وأنا أستمع لأغنية
بين الريد والهوى ..عشنا أيامنا سوى
ما قاسينا النوى
ما أحلاك يا هوى ..الهم راح وانطوى
عش ريدتنا استوى
بين ايديه هنايا .. في عينيه منايا
حققنا أحلامنا
والعاشق عقبالو
بيني وبينو حكاية
وللحكاوي صدى يتردد ويرجع
في فوضى الحواس
.. نستسلِم ُ لما تبقّى من رمق ِ الحياة فينا …نغفو على ظلالِ الشوق ِ حالمين بلقاء ٍ يطفئُ أوار القلب ِ …
منتظرين َ بلهفة ٍ رسوم َ القدر ِ آملين َ بصبح ٍ يشرق ُ من أعينِنا ولايغرب ُ إلَّا بتحقيق ِ أحلامنا.
قلت له ذات مساء ضاج بلهفة الترقب
أحتاجك اكثر أكثر من تلك اللحظات المسروقة التي تتقاطع فيها أشواقنا على حافة التذكر
قال لي

أمسيات أحلامنا تعزف سيمفونية صامتة إلا أنها تُحدث صخباً في داخلي
، اقتبست دور المايسترو فوزعت بذكاء العازفين سيمفونية التلاقي النبيل ..
ثم تركت له وحده حرية الغناء بألف حنجرة..طول نهار  وليل
قال لي بنفس الزمان وفي ذات المكان
دائماً ما تجيدين خلط الدلال بالحياء لترسمي جمالاً رائعاً على الطرقات،
لولا خوف ال…. لتمنيت ألا تتوقفي عن العزف على أرضِ تطرب من خطواتك فيطرب كل الكون

فقلت له في ذات المكان وفي ذات الزمان غناءك يفعل الاعاجيب ويدهش القلوب ..

وتذكر عندها قول ديك الجن لمحبوبته ورد :
قولــــي لطيــفـك يـــــنثنـي
عن مضجعي وقت المنام
كي استريـح وتنطفـي
نار تؤجج فـي العظـام
دنـف تقلبـه الأكــف
على فراش من سقـام
أما أنـا فكمـا علمـتِ
فهل لوصلك من دوام ؟
ومازال يردِّد ومازال الصدى يتردَّد
ورد
ورد
ورد

اميمه. عثمان

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى