عبد الله مسار يكتب : بالواضح

16فبراير 2023
قامت ثورة في السودان، وبدأت المعارضة لها تراكمية، انتهت بسقوط النظام في أبريل ٢٠١٩م، وبعد سقوط الإنقاذ تولى الحكم مجلس سيادة عسكري برئاسة الفريق أول ابنعوف، والفريق أول كمال عبد المعروف نائباً وعدد مقدر من الجنرالات من الجيش والدعم السريع والشرطة والأمن الوطني، وبعد فترة قليلة خرج ابنعوف وكمال عبد المعروف وآخرون، وتولى قيادة المجلس، الفريق أول البرهان، والفريق أول محمد حمدان نائباً، وعيِّن الدكتور حمدوك رئيساً للوزراء وعدد مقدر من الوزراء، وذلك بعد الاتفاق على الوثيقة الدستورية في أغسطس ٢٠١٩م، وجعلت الحرية والتغيير المركزي حاضنة سياسية له، وأدخلت حكومة حمدوك البعثة الأممية بقيادة فولكر في ديسمبر ٢٠٢١م.
حل البرهان، حكومة حمدوك وكلف وكلاء الوزارات وزراء تصريف أعمال، وهنا تدخّلت الأمم المتحدة عبر مبعوثها فولكر والآلية الرباعية لخلق اتفاق إطاري وقعت عليه مجموعة حزبية، وهي جزء من الحرية والتغيير المركزي وبعض واجهات لأحزاب، والبرهان وحميدتي وأبعد عن ذلك قوى سياسية ومجتمعية وحركات كفاح مسلح معتبرة رفضت الإطاري ودستور المحامين، وصار الصراع الخارجي محتدماً.
وهنا تدخّلت مصر ودعت قوى سياسية ومجتمعية إلى القاهرة، ونظمت ورشة خرجت بوثائق مهمة جداً وهي الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية ووثيقة مهام وهياكل سلطة الفترة الانتقالية، وصار هنالك كتلتان ومشروعان، وصارت الدول والمجموعات التي تؤيد الإطاري تتململ، وبدأت بعض الدول تعيد موقفها من الإطاري، وبدأت قيادات القوات المسلحة تصرح علناً بأنهم لا يستطيعون تسليم السلطة لأقلية تحكم السودان، ودخلت أحزاب قحت في صراعات داخلها، وكثرت المجابدات داخل الحزب الواحد.
عليه، واضحٌ ان الرباعية لم تعد على قلب رجل واحد، وبدأ بعضهم يصرح علناً، لا بد من توسيع الإطاري، وكذلك الإعلان السياسي (العلني والذي في الأدراج)، واضطرب موقف الدول الأوروبية، وخاصةً بعد ورشة القاهرة، واتضح ذلك في زيارة المبعوثين للسودان وسعيهم لإنقاذ الإطاري الذي مات، واقتنع المبعوثون بذلك.
وجاء الموقف الإقليمي من دول مهمة في الإقليم مع توسعة الإطاري للآلية الرباعية والتي يجب أن تدخل فيها مصر وقطر وجنوب السودان والكويت، لأنها دول قامت فيها اتفاقيات سلام.
وواضح أن المواقف الإقليمية والدولية قد تغيّرت، وحتى دور الاتحاد الأفريقي والإيقاد صار مُغايراً وأكثر تأثيراً، خاصة بعد زيارة فكي رئيس المفوضية الأفريقية ولقائه بالقوى السياسية ورئيس ونائب مجلس السيادة.
إذن، لم يعد هنالك زخم كبيرٌ للاتفاق الإطاري، لأن كل ما ذكرت صار ضده، زد على ذلك موقف الشارع منه ودخول ورشة القاهرة للمشهد من مخرجاتها، والكتلة الكبيرة التي تكونت، ويضاف إلى ذلك أنها مفتوحة للجميع.
عليه، نشأ موقف جديد وهو بالواضح ليس هو ما يريده الموقعون على الإطاري ولا فولكر، واعتقد الورق تم دكُّه، وسوف يُوزّع من جديد.
عليه، هنالك ثلاثة عوامل دخلت المشهد السياسي
١/ دخول مصر في المشهد بعمق عبر ورشة القاهرة وأثر مصر الإقليمي والدولي.
٢/ التغييرات الإقليمية والدولية في العالم تؤثر على العملية السياسية في السودان.
٣/ الرفض الشعبي الكامل لمشروع قحت الخارجي والاتفاق على مشروع وطني ورفض الجيش.
على العموم، الحل في وطن يسع الجميع.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى