محمد طلب يكتب: أنا بحبك موت يا رشا (1)

محمد طلب يكتب: أنا بحبك موت يا رشا (1)

خطر لي أكثر من عنوان لهذا المقال وتردّدتُ كثيراً في البداية لعدة أسباب أهمها أنه إلى الآن لا يوجد من يعرف من هي رشا، وربما وفي أحسن الأحوال يذهب عقل القارئ الكريم لـ(كتكوتة بابا) وأمورته الجميلة (رشا)… ولا تثريب على من يقول “عجوز متصابي” فهو لايدري مصابي.

المهم أخيراً فرض علي هذا العنوان نفسه، ووفقاً لذلك قرّرت أن يكون المقال أكثر من مقال واحد وأن يتم تقسيمه لأكثر من حلقة فهيا بنا للحلقة الأولى:

(الصلات الطيبة) والصلاة على النبي

أولاً نبدأ بسم الله والصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، ونترحم على روح المبدع الراقي الجميل الإعلامي المحترم والفنان الشفيف والإنسان عالي الإحسان الأستاذ محجوب عبد الحفيظ مُعِد ومُقدِّم البرنامج التلفزيوني الشهير الراقي (الصلات الطيبة) عندما كان التلفزيون السوداني جديراً بالمشاهدة يقدِّم برامج عالية المستوى تبدأ بالقرآن وتنتهي بالقرآن قبل أن تحوله الجبهة الإسلامية وحكومتها الانقلابية (الإنقاذ) إلى (مجروس) لا شئ به سوى (عسكر وجلالات) ثم فضيحة (بجلاجل) عندما ابتدع مدير التلفزيون وقتها (شبكة) لتغطية ما يرونه ولم نره من زنود وسوق وأفخاذ وربما غيرها من أجساد الممثلات بغض النظر عن المحتوى و(حجاب) لقطات الحب (الساخنة أو حتى الباردة) والأغرب حذف الترجمة وتغييرها في الأفلام الأجنبية، والمحير في الأمر لماذا تم شراء هذه الأفلام والمسلسلات أصلاً ومن مال الشعب طالما أنها (غير لائقة إسلامياً) ولماذا سمحتم لأنفسكم بالمشاهدة ثم الحذف لما ترونه خادشاً للحياء أم أنه (فقه الضرورة) أم أنهم (قليلو الحياء)؟؟ لا أدري لكني أقول ما قاله أمير الشعراء:

أحرام على بلابله الدوح وحلال للطير من كل جنس؟؟

لا أدري ولكني أعرف أن (جلاجل) سيدة مصرية (رداحة) وذات مهارات في الترويج والدبلجة والتذويق للفضائح وإضافة (الشمارات) والبهارات، وعندما يقولون (فضيحة بجلاجل) فهذا مثل الترويج للحفل فيقال (الحفلة بفلانة) ويذكرون اسم أشهر (قوونة)…. بعد أن اصبح تلفزيون السودان تلفزيون القونات بامتياز.

لقد كان تلفزيون السودان قبل سنوات (التيه والضلال) يقدِّم تشكيلةً رائعةً ومتنوعةً من البرامج راقية المستوى مثل (طبيعة الأشياء) و(الكون ذلك المجهول) و(العلم والإيمان) و(محراب الآداب والفنون) و(صور شعبية) و(فرسان في الميدان) و(فنان وجمهور) و(طبيب الأسرة) و(مسابقات المدارس) قبل أن تصبح المدارس خاصة والطبيب خاص جداً، وأصبح كل الجمهور فنانين واختلط الحابل بالنابل و…… بـ…… وهلم جرا.

في رحلة علاجي بالقاهرة وأنا (أحمل نصفي مشلولا) لاحت لي صور من برنامج المبدع محجوب عبد الحفيظ (الصلات الطيبة).

ولا أدري  لماذا لاحت لي تلك الصور واللقطات من برنامج ذاع صيته في ثمانينات القرن الماضي ومات مع وفاة معده ومقدمه في 1991م، ولماذا خرجت من قاع الذاكرة وفي هذا التوقيت تحديداً؟؟ لا أدري ربما أكون في حاجة لبعض (الصلات الطيبة) أو بعض من عبق ذاك الزمان ورحيقه ولكن هيهات…

كان المرحوم محجوب عبد الحفيظ سابقاً لزمانه وقدّم برنامجاً مختلفاً حصد الكثير من الجوائز على مستوى الوطن العربي فقد كان البرنامج يهتم بذوي الاحتياجات الخاصة.

أما (رشا) فهي بطلة حلقة من حلقات ذلك البرنامج مع معاقي (متلازمة داون)، وهذا موضوع المقال القادم إن شاء الله.. وأنا جاييك من بعيد يا رشا..

سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى