ياسر زين العابدين المحامي يكتب : محمود والنمر وساسة القرية!!

26يناير 2023
ثار الشعب الروماني بعد قهر طويل ضد الطاغية تشاوسيسكو…
رغم حشوده الأمنية التي لا تعرف الرحمة انتصرت الثورة…
لم تجف دموع الفرح حدثت المفاجأة…
إعلامهم رسم ببراعة واقعاً جديداً غير ما يتمنّاه الناس…
والإعلام صناعة ترسم الأحداث، تصنع من كل شيء صورة طبق الأصل…
روّجوا للخوف، للانفلات، للموت…
رسموا صُورةً مُخيفةً للأمن…
خلقوا حالة ذهنية، نفّذت الخطة بذكاءٍ عبقري…
تمدّد الرُّعب بكل الأمكنة وصل لغرف النوم…
صار الشعور العام، ما حدث ما كان ينبغي أن يحدث…
بدأ تخريب مؤسسات الدولة بعناية…
تلاشت شعارات الثورة، ذابت بالزحام..
طغى الندم على الثوار…
فما حدث لا يساوي مطالبهم فاستوى عُود الخُطة….
خبأ الوهج بنفوسهم كفر بعضهم…
الإعلام مضى بتنفيذ خُطته المشئومة
عاد من باب موارب..
علا صراخ الثوار لا تسرقوا الثورة… لكنها سرقت بذكاءٍ وخُبثٍ غريبٍ… عادت واجهات ووجوه قديمة…
التاريخ يحفل بالمُثير الكثير الخطر…
الشعوب تتّعظ، تتعلّم من أحداثه…
بتفكير جمعي، بعقل، بقلب مفتوح…
تقرأ المحاذير، الاحتمالات تضعها بسياقها…
بعض المشاهد تكرّرت بالكربون…
الإعلام أفضى لركام الخراب والحريق
فئة تُدبِّر مؤامراتها بالظلام ضد الثورة ومَن يحميها…
من ليس بقلبه غرض أو هوى أو أجندة
مَن خرج لأجل شعارات الثورة حقاً…
مَن رفض جرح خاطر الوطن..
من لا يمضي بتنفيذ ثأراته الذاتية…
جهة ما تحت الأقبية ترسم كل شيء…
تزرع اليأس، الخَوْف، الندم….
تُروِّج لفكرة، المطالب لا تستحق ما حدث وما يحدث…
هتفت الحلاقيم الكبيرة قالت…
الثوار دمي حرّكتها خيوط المصالح…
استغلوا إيمانهم لتحقيق أجنداتكم…
ما زلنا بالبداية… بدأت المعركة للتو…
إحسان الظن بزماننا هذا ليس بسد منيع…
المؤامرات تُدار بمنتهى الذكاء…
بالإعلام جبهة الإنقاذ برومانيا وأدت الثورة…
بالتضليل والزيف وتغيير الوقائع…
صدقها الشعب، أعتقد بأنها حقيقة… بأن الثورة حادت عن مبادئها…
فصمت الجميع، ووجوه قترة عادت…
هيّأوا المنصة بزينتها لتكتمل فصول المسرحية…
حرّكوا البيادق بدقة مُذهلة…
بعضهم طارد السّراب فقبض الريح…
الإعلام رسم لوحة سريالية بدقة…
الوهم نائمون سادرون بالتمني…
هناك من صاح، هَجمَ النمر والقرية نائمة في اللا وعي…
ما كذب محمود، النمر على المشارف…
محمود لم يأكله النمر إنما أكل ساسة القرية…
السّاسة يتنفّسون الكذب شهيقاً، ثم زفيراً ولا يرف لهم جَفنٌ…
تَبّاً لساسة ما همّهم معاناة وطن بحاله… إنما ذواتهم…
نعم، إنّهم في الدرك الأسفل من النار مع المنافقين…

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى