الغالي شقيفات يكتب : نظافة ولاية الخرطوم

 

قَطَعَ والي ولاية الخرطوم، الذي تُعاني ولايته من تكدُّس النفايات وتراكُم الأوساخ، أن الخرطوم سوف تنظّف طالما هنالك رؤى استراتيجية، وستكون نموذجاً.

وطالب الوالي أصحاب الشركات ورجال الأعمال ومُنظّمات المجتمع المدني بدعم الولاية بآليات النظافة. وقال إنّ الذي حَدَثَ هو خرابٌ ممنهجٌ وفسادٌ إداريٌّ. وأضاف أن النفايات تضاعفت ثلاثين مرة من العام 2000م. وأقر أن الولاية تُعاني عجزاً في نقل النفايات، والآليات مُتعطِّلة، والصيانة تحتاج لأكثر من مليون دولار، وأن هنالك خللاً كبيراً في الهيكل الوظيفي والإداري والتّدريب، وقد تم تدريب خمسة عامل من أصل ستة آلاف. وأعلن وقوفه إلى جانب المظلومين من العاملين وتسكينهم في الهيكل الراتبي. وكان راتب عامل النظافة 1500 جنيه ورُفع إلى ثلاثة آلاف جنيه، وهذا العدد المذكورللعاملين بسيطٌ جداً لولاية يسكنها أكثر من عشرة ملايين نسمة، ويجب أن يكون راتب عامل النظافة الأعلى، والآن الحد الأدنى لأجر عامل النظافة في أمريكا الساعة بـ15 دولاراً أي حوالي 700 جنيه، يعني إذا عمل ثماني ساعات يكون يومه ما يُعادل ستة وخمسين ألف جنيه سوداني، هكذا الأمم المتقدمة.
بالله عليكم رواتب تخجل ولا تُليق بالعمل الذي يُؤدُّونه، والمخاطر التي يَتَعرّضون لها وبلا تأمين صحي ولا تأمين اجتماعي ولا فوائد ما بعد الخدمة، وحسناً فعلت ولاية الخرطوم بفتح باب العطاءات للشركات العالمية ذات المقدرة المالية والإدارية والتي لها الخبرة في جَمع ونقل النِّفايات وإعادة التّدوير والتّخلُّص من النفايات الطبية وفرز النفايات.

واليوم، الوالي أيمن خالد نمر، أضاف لنا معلومة جديدة عن الأطفال الذين يعملون في جمع الحديد والمُخلّفات البلاستيكية أو ما يُطلق عليهم (البركادا)، مؤكداً سعيهم لإيجاد معالجات اجتماعية لـ(البركادا)، مشيراً لإضافة خمسين عربة أخرى لأسطول النفايات العاملة في الخرطوم والسعي لرفعها الى 130 آلية في نهاية العام.

ومحلية الخرطوم أصغر محليات الولاية مساحةً، بحسب الوالي نفاياتها في اليوم 1592 طناً، والعجز في النقل 720 طناً، وجُملة الآليات 161 آلية والمُتعطِّلة 38 والعاملة الآن 63 والعطاء المُنتظر فُرصة كبيرة للشركات المحلية للمنافسة لأنه عطاء بأكثر من مائة مليون دولار، والفرصة أوسع بعد الضمان السِّيادي وقرار رئيس مجلس الوزراء عبد الله حمدوك عن استثناء ولاية الخرطوم، وكذلك الإعفاء الجُمركي من المالية لعربات النظافة والنفايات وهو أمرٌ جيِّدٌ من الحكومة الاتحادية، لأنّ الخرطوم هي وجه السُّودان والعاصمة القومية. كما ذكر السيد محمد بابكر مستشار الوالي، المواطن أيضاً يحتاج إلى تغيير السلوك وهذا يتم بالإعلام والتثقيف والبرامج الإذاعية والتلفزيونية والمُلصقات والغرامات، والآن ربطت الولاية استخراج الرخص والتصاديق بتوفير سلة النفايات، وادوات السلامة وشددت على العقوبات، وهذا الأمر مَطلوبٌ بصُورةٍ كَبيرةٍ، لأنّ بعض المُواطنين لا يحترمون الذوق العام إلاّ بتطبيق القانون، كما تحدثت الدكتورة بثينة  مدير النفايات الطبية عن أهمية التخلُّص من النفايات الطبية بمحارق حديثة. وتحدث أيضاً الدكتور الصادق الزين مدير هيئة نظافة ولاية الخرطوم، ويتّضح جلياً من حديثهما أن المشكلة في المقام الأول تمويل ثم إدارة.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى