ياسر زين العابدين المحامي يكتب ك   تشكيلة الوطن الغياب

23 يناير 2023

وقفت الثورة بمنعطف تاريخي…

لم تتقدّم بنقاء الفكرة ونبلها…

واختطفت سمبلة ونحن نيام…

فكرة العبور رسمتها العقول ورفضتها جهاتٌ عدة…

اندفاع نحو صفوفها لتوجيه حركتها…

لحرف مسارها عن ثوابتها ومبادئها…

بغية تحقيق أغراض وأهداف وإشباع رغبات وأهواء…

تشابكت خيوط وانكشفت وقائع…

والشعب بين ما التقطته العيون وما سكن بالقلب…

بين عاطفة مشبوبة بحلم بعيد المنال…

حلّ الشك محل اليقين…

العيون تحث النظر تخطو نحو هناك…

الخلاف عنوانٌ أبرز، أغرقنا بالدهشة…

السلوك ما اتّسق مع مبادئ الثورة…

تضخّمت الذوات، وهم فراعنة الهوى…

عقّدوا المشهد بأزمة وجهها مُختلف… النتيجة ركامٌ مخيفٌ لينزف الوطن…

والثوار بالشارع لأجل تنفيذ المطالب

(القبيل)…

وبدت سراب، ومن يحفل بها؟؟؟

القَتَلَة يمشون بهدوءٍ دفعوا الشباب للمعركة بلا دروع…

رائحة الموت غشيت الأمكنة، بياناتهم تترى لصب الزيت على النار…

الاختيار بعناية مضى لغاياته…

بدأ النعي، ودموع التماسيح تفرز غبناً…

هزموا الفكرة، المبدأ، وضحك الظلام

بلا عنوان…

لم نتحرّر من توجُّس مجهول يتجهْمنا

جهاتٌ تُخطِّط بروح المُؤامرة بوقاحة…

يُديرونها، يغذونها، يشعلون ثقابها…

وتبدو مُنفصلة عن بعضها البعض…

بحساب السياسة هي مُترابطة…

رسموا الخارطة برؤيةٍ مُريبةٍ…

رغبتهم الاستئثار بالكيكة وحدهم…

وكلما عبرنا سألنا لأين نمضي…؟

لا إجابة إنما صمت غبيٌّ…

خيبةٌ تعترينا ولا نرى إلا الأسوأ…

مَن باع، مَن اشترى، مَن خان، مَن سرق…؟

مَن على جادة الطريق، مَن ضل…؟

مَن اعتلى المنصة، وقال هلموا للمدنية

نفاقاً…!!

المدنية أكلها الذئب مع الغنم القاصية

الشعب يأمل بتغيير مُفضٍ للنهايات…

البداية…

بإنزال شعارات الوعد القديم…

الأوراق الجافّة المُعلّقة بساق الشجرة

ستسقط…

سيذهب الزبد جفاء ويبقى ما ينفع الناس في الأرض…

لا مكان لأبطال النهاية، الأبطال الوهم…

مَن هرف بأن لا طموح له بالسلطة ثم (لحس) وعده عرفناه…

ومَن رَسَمَ واقعاً وردياً مفضياً للجنون عرفناه…

مَن أغرقنا بوجع العمالة عرفناه، ومَن قيّدنا بسلاسل الغل، وهتف مُداهنةً أيضاً عرفناه…

مَن انتظر على أحر من الجمر ليحجز منصبه…

بتشكيلة الوطن الغياب أفرز الأزمة الراهنة…!!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى