الغالي شقيفات يكتب : ثقافه العنصرية

14  أبريل 2022م
تماشياً مع ثقافة العُنصرية المُتجذِّرة في المجتمعات السودانية، تداولت مواقع التواصل الاجتماعي أمس الأول، مقطع فيديو لهيئة الدفاع عن رموز النظام البائد، وقيل إن أحدهم ينتمي للمؤتمر الشعبي، والآخر وطني أو كلهم حركة إسلامية، وانقسم الكيزان إلى تيارين وخاصة الإعلاميين منهم، حيث أدان الأستاذان عبد الماجد عبد الحميد ومحمد حامد جمعة بشجاعة يحسدان عليهما، سلوك منسوبي تنظيمهم العُنصري البغيض، بينما برّر آخرون ذات السلوك خاصة ان بعضهم قد يصفونهم في يوم من الأيام بذات الصفات التي وصفت بالأستاذ لقمان أحمد، فكان عليهم إدانة أسلوب المحامي، ومع العلم أن هذه الثقافة أصبحت سلوكاً سودانياً يومياً، وقد تسمعه في الونسات العادية، خاصةً المجتمعات المتخلفة. وسب العقيدة في نهار رمضان، كيف يُبرِّره الإسلاميون المدافعون عن الباطل والذين يريدون الانتصار لذاتهم وتنظيمهم على حساب القيم والمبادئ، أليس هذه نميمة وكفر.
عموماً، هذا السلوك مدانٌ وهذه العنصرية القحة مرفوضة، وكامل التضامن مع الأستاذ لقمان أحمد محمد مدير التلفزيون المُقال بأمر البرهان، فعلى دعاة الدين وتجاره أن يتعلّموا كيف حارب الإسلام العُنصرية ووضع التشريعات التي تصون كرامة الإنسان وتحفظ حقوق الضعفاء، ووضع حلولاً ونماذج للقضاء عليها، على منسوبي الوطني المحظور التعلم منها وقال تعالى (وَإِلَىٰ عَادٍ أَخَاهُمْ هُودًا ۗ قَالَ يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُم مِّنْ إِلَٰهٍ غَيْرُهُ ۚ أَفَلَا تَتَّقُونَ) وكذلك الآية ١٣ من سورة الحجرات المعروفة للجميع (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا ۚ إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ (13) فكل هذه الآيات تؤكد أن لا فرق بين الناس ولا دخل للون والعرق في إنزال الناس منازلهم، وانشغال الكيزان بالدنيا والسياسة جعلهم لا يميزون بين الأشياء، وعليهم أن يعلموا أن الله فرض الزكاة لحماية المساكين ووصى باليتيم حتى لا يشعر بالحرمان وأكرم المرأة ورفع شأنها، وقد زوج النبي صلى الله عليه وسلم زيد بن حارثة من زينب بنت جحش سليلة الحسب والنسب ولم تمنعه عبودية الأمس من أن يكون قائد جيش المسلمين في غزوة مؤتة، وكذلك بلال بن رباح يحتل مكانة عالية في قلوب الصحابة والمسلمين، وحتى في الخرطوم سُمِّي مسجدٌ باسمه والغريبة مسجد قديم خالص وكأنّه محروم من الصيانة لاحظ شكله الخارجي في جبرة مربع ١٨.
عموماً، ندعو الكيزان لمراجعة دينهم وإدانة الأفعال والسلوكيات التي لا تشبه أي صاحب رسالة، وعلى اتحاد المحامين، اتخاذ إجراءات رادعة ضد المحامي وإيقافه عن المرافعات، وكما نناشد قادة حركات دارفور وهيئة محامي دارفور بعدم المزايدة في الحدث.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى