الفاتح كرمي يكتب: مبادئ ولحن الحياة في أُغنية

 

هنالك من يتحدثون عن قيمة الغناء والموسيقى، (كمسؤولية اجتماعية ) ومن يتحدثون عنه كله والحديث عندما يعتلي المغني (الفنان) المسرح هو يحمل رسالة ثلاثية الأبعاد والأركان شعراً ولحناً وأداءً.
وهنا فلنضع أحرف شاعرنا قاسم الحاج، عندما امتزج شعره بسماحه التلحين لدى الدكتور يوسف حسن الصديق، وجمال خياله في كل مفرده على حِـدة وكان رحيق وشهد الاستماع في صوت الراحل الفنان المتكامل الجميل عبد العزيز العميري .
فلقد برعوا ثلاثتهم في رسم لوحة للإنسانية الاجتماعية والتي تقوم على أساسها الحياة ليعيش الناس في سلام وأمان ويعزفون جميعاً لحن الحياة مجتمعين فلنتطرَّق لكلمات الأُغنيه بعين الإنسان المتسامح المتماسك اجتماعياً الذي هو يروم الحياة بشكلها الاجتماعي.
الأغنية هي ـــ لوحة إنسانية إجتماعية .. صوفية المنشأ .. اشتراكية التعامل .. دينية في وصفها ترسم لنا خارطة الطريق لصحيح الاتجاه .
ابتداءً حث الشخص عن معنى الحياة،
فقال له: (لو أعيش زول ليه قيمة) حاثاً بذلك الجميع بأن لا تعيش بلا قيمة ثم استرسل في كيفيه تلك القيمهة، (أسعِد الناس بي وجودي) وفصل ذلك بديمومة الإخضرار وفائدة الإنبات في الحياة وفأل الخضرة فيها وكما جاء في الأثر (لو كان في يد أحدكم فسيلة فليغرسها حتى ولو قامت الساعة وهي وصية) نبينا “صلى الله عليه وسلم” .
احتواء اللاجئ في (أبقى دار لكل لاجئ) فإن لم أستطع فلأكن حنان داخل الملاجئ .. ولم يغفل عن تربية النشء والطفولة (وأبقى للأطفال حكاية حلوة من ضمن الأحاجي .. بيها يتهنوا وينموا) ولم يكتف بذلك يكن حارساً طول ليله ساجي مساهراً.
ثم يدلف للأجمل من ذلك (لو أعيش طول عمرى نسمة) (أو مع الأيام سحابة تهطل تروى غابة وتسقي وادي .. ثم دلف للتعامل بحق الارتفاق، في أن (أبقى شجرة ظلالها وارفة تحتي ناس نايمين تعابي) في إشارة لتقاسم خير الفرد للجماعة ونكراناً للذات.. ثم تتعالى القيم في (أبقى للمعتل علاجو وأبقى للفلاح سنابل) فما أجمل الزرع غذاءً للجسد والروح والنفوس.. وكتذكرة للتنمية الوطنية والاجتماعية والانتاجية.
حتى يصل بعد أن سطَّر أساسيات الحياة للأُمة جميعاً في أن نعيش في تكاتف ونعالج نواقص الحياة بشكل جماعي وتشاركي.. وأوصانا ثلاثتهم أن ندافع عن أرضنا في أن نبقى للثوار سلاحهم أعتى من قصف القنابل.. وننشر العدالة بيننا في أن ( ببقى للكادح الملوَّح كل حق موفور وعادل، بما يحقق معنى (انصر أخاك ظالماً أو مظلوماً).
(فيا لجمال الغناء عندما يكون هادفاً.. عامراً بنواصى الكلمة مرشداً لجمال الحياة كمسؤولية اجتماعية جماعية). ولو كان بيدي لطلبت من كل مغنى أن يبدأ أي مناسبة أي كان نوعها بهذه الأغنية (الخطبة المغناة) وهي ( لحن الحياة).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى