ما السن المناسبة لحصول طفلك على أول هاتف ذكي؟

ما السن المناسبة لحصول طفلك على أول هاتف ذكي؟
الصيحة- وكالات
ما السن المناسبة لحصول طفلك على أول هاتف ذكي؟ هذا السؤال وجهه أحد قراء مجلة “فوربس” (Forbes) الأميركية إلى الكاتبة وطبيبة الأطفال ناتاشا بورغرت، فقالت “من المستحيل أن نربط تحديد أفضل وقت مناسب لتخصيص هاتف ذكي للأطفال بعدد الشموع الموجودة على كعكة عيد ميلادهم، لأن استخدام الهاتف الذكي يحتاج إلى مهارات اجتماعية وعاطفية ومعرفية وسلوكية، تختلف من طفل إلى آخر، بصرف النظر عن السن؛ فالطيف الواسع لأعمار الأطفال، يعكس مدى تعقيد توقيت القرار تزويدهم بهاتف ذكي”.

الاستعداد التنموي وحكم الضرورة

تقول الخبيرة ديفوراه هيتنر، مؤلفة كتاب “سكرين وايز“، إنه عندما يتعلق الأمر بتحديد الوقت المناسب لحصول الأطفال على هاتف ذكي، فهناك عوامل عدة يجب وضعها في الاعتبار لمعرفة مدى استعدادهم لهذه المرحلة، وعلامات استقلالهم ونضجهم.

فبدلاً من التفكير في سن معينة كمعيار، توصي بورغرت بوضع مدى استعداد الطفل تنمويا في الاعتبار، قبل شراء هاتف ذكي له؛ من خلال التأكد من قدرته على التفكير والتعامل مع ما يقابله من أفكار، وفهمه لنبرة الصوت والتعبير والسخرية.

وأيضا، من قدرته على إظهار التعاطف أو التفكير في الآخرين، وشعوره بالصواب والخطأ، والالتزام بالحدود، والتعبير عن الرغبات والحاجات، فإذا بدأ طفلك إظهار هذه المهارات التنموية، أو كانت هناك ظروف عائلية تجعل اقتناءه لهاتف ذكي ضروريا، فقد حان الوقت لذلك، بحسب بورغرت.

إشراك الطفل في القرار

فقد تكون للطفل أسباب وجيهة للحصول على هاتف شخصي، ما يجعل المناقشة حول الأمر مفيدة في تحديد مدى استعداده للالتزام بالقواعد؛ وخصوصا عندما تتضمن بعض الأسئلة التي يجب طرحها قبل الحصول على الهاتف، وفقا لكل من بورغرت وهيتنر، وأهمها ما يلي:

لماذا تحتاج إلى اقتناء هاتف ذكي خاص بك، وفيمَ ستستخدمه؟

ما مقدار وقت استخدامك للهاتف يوميا؟

وهل هناك أوقات يمكنك الاستغناء فيها عن استخدامه؟

ما قواعد استخدام الهاتف في المدرسة، وماذا ستفعل به هناك؟

ما الأشياء التي تستمتع بها قبل اقتنائك الهاتف، وكيف ستواصل الاستمتاع بها، بعد حصولك عليه؟

ما العواقب التي تتوقعها إذا فقدت هاتفك؟

وإذا لم تكن مرتاحًا لإجابة الطفل عن أسئلتك أو وجدت نفسك غير جاهز لمنحه الهاتف، فلا بأس من تأخير هذه الخطوة. أما إذا كان قرارك بالرفض، فمن الأفضل أن تحدد لطفلك بوضوح، الخطوات أو السلوكيات التي تنتظرها منه، ومساعدته على فهم ما تريده بالضبط، لكي تعطيه فرصة أخرى.

بدائل للهاتف الذكي

تقول كاثرين بيرلمان، مؤلفة كتاب “الهاتف الأول” والمتخصصة الاجتماعية المعتمدة “نظرا إلى الانتشار المتسارع للتكنولوجيا، فلا مفر من تعرض الطفل للهواتف في كل مكان”. فإلى أن يصبح طفلك جاهزًا لاستخدام الهاتف الذكي، يُفضل ألا تحرمه من الخيارات الأخرى للاتصال والتواصل بأمان؛ بحيث يمكن استخدام الأجهزة اللوحية المتصلة بشبكة “واي فاي” (Wi-Fi)، أو الساعات الرقمية، مثل “آبل ووتش” (Apple Watch)، لإرسال الرسائل النصية واللعب مع الأصدقاء.

7 التزامات أبوية

وتوصي بورغرت الأهل قائلة: إذا رأيت طفلك جاهزًا لخوض التجربة، أو كانت ضرورة عائلية لشراء هاتف ذكي له، فيجب وضع هذه الالتزامات الأبوية في الحسبان:

مارس دورك كأب، بمراجعة نشاط طفلك على الهاتف، وقراءة النصوص، والتحقق من الصور، وتطبيقات الوسائط الاجتماعية.

 قم بإعداد هاتف طفلك، بحيث يكون مقتصرًا على الميزات التي يحتاجها؛ ثم أضف مزيدًا من الميزات، بقدر ما يظهره من يقظة والتزام.

استخدم أدوات الرقابة الأبوية الموجودة في نظام تشغيل الهاتف، لمساعدة طفلك على البقاء بعيدًا عن الأخطار، وقصّر فترة استخدامه اليومي له، وفق ما تختاره العائلة.

ضع حدودًا واضحة للوقت الذي يجوز فيه استخدام الهاتف أو العكس، كإبقاء الهاتف خارج غرفة نوم الطفل فترة الليل، أو بعيدًا عن مائدة العشاء، إذ تعتبر بورغرت هذه الفترات الخالية من الهاتف أمرًا مهمًا لتطوير قدرة الطفل على التنظيم الذاتي لاستخدامه.

ضع عواقب واضحة قبل تقديم الهاتف لطفلك بالفعل، تتضمن ما سيحدث إذا فقد هاتفه أو كسره، أو انتهك قواعد الاستخدام التي قررتها الأسرة؛ ولكن من دون تهديد للطفل، أو تلاعب به.

تحقق بانتظام من تأثير الهاتف على حياة طفلك الواقعية، وتعرّف على كيفية استخدامه للهاتف وما يستفيده منه، وادعم الأشياء التي تضيف قيمة إلى حياته اليومية، وساعده على اجتناب التطبيقات أو التجارب التي تبدو غير مفيدة. “لأن التطبيقات تميل إلى الإدمان بطبيعتها، بينما تميل النشاطات الأخرى إلى التراجع مع استخدام الهاتف”، كما تقول الخبيرة، مارني ريبيلو.

راقب مزاج طفلك وسلوكه، وما إذا كان الهاتف يؤثر عليه عقليا أو عاطفيا، أو يعكس عدم ارتياحه؛ وإذا لاحظت تغيرات كبيرة في أحواله المعتادة، فربما يكون الوقت قد حان للتراجع والانتظار.

خطوات يجب اتباعها

بينما تنصح الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال “بوضع قيود على استخدام الأطفال للوسائط الإلكترونية من سن 6 أعوام فما فوق”؛ أظهرت البحوث أن غالبية الأطفال يحصلون على هاتفهم الذكي الأول في عمر 10 سنوات تقريبا، وأنه ببلوغ الـ12 عاما، يمتلك 50% من الأطفال حسابات على وسائل التواصل الاجتماعي.

وبحسب مركز “بيو” للبحوث، فإن 16% فقط من الآباء يعتقدون أنه يمكن السماح للأطفال حتى سن 9 سنوات، بأن يكون لديهم هواتفهم الخاصة. أما ملياردير التكنولوجيا بيل غيتس، فلم يسمح لأي من أطفاله بالحصول على هاتف خاص حتى سن 14 عاما.

لكن بورغرت تقول إنه لا يوجد سن محددة أو مفضلة لحصول الطفل على هاتف محمول؛ ولكنها طرق علمية وخطوات يجب اتباعها لإدخال هذه الأداة القوية في حياته، جنبا إلى جنب مع مساعدتنا ودعمنا؛ فمعظم الأطفال يمكنهم الاستمتاع بالمزايا والمتعة التي يوفرها لهم الهاتف الذكي.

* الجزيرة نت

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى