قصة أغنية: “على قدر الشوق”.. حبسها وردي وحرَّرها الموصلي

 

يرويها: سراج الدين مصطفى

(1)

كان ذلك في منتصف السبعينيات ..وكان وقتها الشاعر محمد أحمد سوركتي، يشارك الشاعر والصحفي والناقد الفني والشاعر سليمان عبد الجليل، في تحرير الصفحة الفنية بجريدة “الصحافة”..وكان ذلك -أيضاً- بعد النجاح الكبير الذي حققته أغنيته ” سلم بعيونك”والتي قام بتلحينها الموسيقار المبدع ناجي القدسي، وقام بأدائها الفنان الكبير حمد الريح..قلت لسوركتي ثم ماذا بعد أغنية سلم بعيونك..فقال بعدها جاءت (على قدر الشوق)..وقد أعجبت هذه القصيدة الأستاذ سليمان عبد الجليل وقام بنشرها في الصفحة الفنية.

(2)

ثم بعد ذلك حملها بنفسه إلى الموسيقار محمد وردي والذي أعجب بها –أيضاً- ..وتمر الشهور والأيام وإذ بالأخ سليمان عبد الجليل، يخبرني بأن محمد وردي فرغ من تلحين الأغنية وإنه بصدد تقديمها قريباً..وبعد فترة قصيرة اتصل بي سليمان عبد الجليل وقال لي استمع لأغنيتك غداً في إذاعة أم درمان.. من المؤكد بأنك كنت متلهف لهذا الغد،هكذا سألت سوركتي فقال: (الغد الذي كنت أنتظره كان هو أول أيام عيد الفطر ..حيث استضاف الأعلامي الكبير علم الدين حامد الأستاذ وردي في صبيحة ذلك اليوم ..ولم أصدق لحظتها أن الأستاذ الكبير محمد وردي سيتغنى بأغنيتي ” على قدر الشوق”وأنا مازلت شاعراً في بداية الطريق وأخطو خطواتي الأولى في هذا المجال ،فقد كان رصيد في ذلك الوقت ثلاث أغنيات فقط هي ـ سلم بعيونك ـ بتقول مشتاق وعشنا وشفنا كتير في الحب للرائع شرحبيل أحمد ..ولم تسعني الدنيا والفرحة وأخبرت كل الأهل والأصدقاء لمتابعة هذا الحدث،مع ملاحظة ذلك الكم الهائل من روائع محمد وردي في ذلك الزمن الجميل.

(3)

قلت لسوركتي كيف وصلت القصيدة للموصلي؟ فقال (ذهبت للأستاذ يوسف الموصلي وسألته من لك بهذه الأغنية ..فقال لي أنه وجدها منشورة في الصفحة الفنية بجريدة “الصحافة”..ولما كانت تقام في تلك الأيام مهرجاناً للأغنية الخفيفة بليبيا شاركت بالمقطع الأول فقط من الأغنية وتركت بقية القصيدة ــ وبالمناسبة مازال باقي القصيدة موجوداً حتى اليوم ـ وعند سؤاله له لماذا هذا التقطيع قال: إن هذا المقطع أغنية متكاملة ولا تحتاج للمزيد..وقد علمت بأنها فازت من ضمن بعض الأغنيات التي شاركت على مستوى المشاركين من الوطن العربي في هذا المهرجان.وأضاف سوركتي: بعد عودة يوسف الموصلي اتصلت به وأخبرته أن وردي قام بتلحينها وقدَّمها بالفعل في أول أيام عيد الفطر، وأنه بذلك أدخلني في حرج شديد مع وردي والذي غضب مني معتقداً بأنني أعطيته و الموصلي النص في وقت واحد.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى