بعد أن وقف علي ما حدث بدارفور.. (حميدتي) يضع النقاط فوق الحروف

بعد أن وقف علي ما حدث بدارفور.. (حميدتي) يضع النقاط فوق الحروف

الخرطوم- صلاح مختار

وضع نائب رئيس مجلس السيادة الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي)، تفاصيل ما حدث في دارفور، فور وصوله الخرطوم بعد زيارة لولايتي جنوب ووسط دارفور امتدت لـ(4) أيام، وقف خلالها على مجمل الأوضاع الأمنية بعد الحوادث التي اندلعت في الولايتين.

(حميدتي) وضع الرأي العام في الصورة بشأن حقيقة الأحداث التي وقعت في مناطق بولايتي جنوب دارفور ووسط دارفور، وكشفت حقيقة الأحداث وخلفياتها والمخفي عنها. ورغم الدور الكبير الذي قام به حتى عاد الأمن والاستقرار لطبيعته, إلا أن الوفد حرص على تمليك الرأي العام للحقيقة المجرَّدة. حيث اقتصر حميدتي حديثه حول أحداث مدينة بليل بجنوب دارفور، لكنه أكد أن القوات المشتركة ألقت القبض على المتهم ولكن بعد ذلك جاء الفزع وتطوَّرت الأحداث.

وقف العدائيات

قال حمديتي: كان لدينا رأي في وقف العدائيات, بأن لا يتم أي صلح أو وقف للعدائيات إلا بعد الوصول إلى نتيجة التحقيق, الذي يجري الآن, وقال: رغم التوقيع على وقف العدائيات ودفع الديات لم نسأل عن سبب المشكلة الذي أدى إلى القتل والحرق. وشدَّد على ضرورة الوصول إلى سبب المشكلة في هذه المرة. بيد أنه عاد وقال: الحكماء وأصحاب الرأي في المنطقة، قالوا لسبب إغلاق الطرق والأسواق وتكدُّس المركبات التي تحمل البضائع كان لابد من وقف العدائيات, وقال: اقنعونا بالتوقع على وقف العدائيات على أن تستمر المطاردات للمجرمين.

تأجيج الصراع

وأكد حميدتي وجود مخطط يمضي لتأجيج الصراع في زالنجي، وقال: بعد (2019) تأكد بوجود فعل فاعل, وهناك غرف شغالة, وقال الموضوع ليس ظناً وإنما بالأدلة والحقائق، مبيِّناً أن الغرف التي تعمل لتفكيك السودان, ولكنه أقسم بالله، بأن رأيهم لن يمر ومخططهم لن يتحقق. وقال: (أي زول يفكِّر في فرتقة البلاد عشان يجمعها مرة ثانية ما حيبقى) وقال: نؤكد لهم تأكيداً تاماً هذه القضية لن تمر مرور الكرام. وقطع بأن التحقيق في قضية الهجوم على بليل سيكون مختلفاً تماماً عن سابقاته، وأكد إشرافهم المباشر على عملية التحقيق, ووجه النائب العام بسرعة البت وإنهاء التحقيقات وتقديم الجناة في زمن محدَّد، وقال: أول ما يطلع النتائج سنعلنها أمام الكاميرات. واعتبر أن حادثة زالنجي عادية ولكنها تطوَّرت لمشكلة داخلية, وقال: الموضوع الجديد في ذلك أن هناك مخطط (ماشي) ضدهم  واعتبر موضوع إدارة الصراع غير عادي وتساءل لماذا لم يكن من زمان وقالوا عام 2009 سيكون هنالك صرع عربي عربي.

ضرب المهاجمين

وشدَّد حميدتي على ضرورة إظهار مجهودات الدعم السريع في الفترة المقبلة, وكشف بأنه لأول مرة تصدر تعليمات بضرب المهاجمين مباشرة، بفضل الإجراءات الأمنية أصبحت (100) قرية مؤمَّنة. وأن زالنجي آمنة تماماً الآن بعد الترتيبات التي وضعت، وأكد أن الدمقاوي هو المسؤول عن القبائل في زالنجي. وقال: كل القبائل مسؤول عنها شخص واحد. وقال: لأول مرة يشترك الشباب  في تأمين الولاية، وحث على ضرورة العمل على نجاة أهلنا في السودان من الموت. وقال: الحكاية دي ماشه للخراب وما محصورة على جهة بعينها .

أفريقيا الوسطى

ولفت حميدتي إلى ما يثار حول أفريقيا الوسطى، مؤكداً أن المعلومات في السابق أكدت وجود مجموعة أو نواة لتمرد بالمنطقة، غير أنه قال: (ضد منو ماعارفين)، لذلك قررنا إغلاق الحدود في ذلك الوقت ووضعنا جيراننا في الصورة.  ولكن أكد تكرار نفس السيناريو قبل (4) أشهر، لكنه مختلف ومدعوم من ناس كبار. وقال: نحن شايفين عربات ودوشكات وزخائر بالمنطقة, وقال في شهر 12 العام الماضي، قررنا إغلاق الحدود بعد ورود معلومات ودلائل دامغة تشير إلى تورط ناس كثيرة في الموضوع, وأوضح بالتحري وبالدليل تثبت ذلك, وقال: لدينا أدلة وفيديوهات جاهزة يمكن نشرها، ولكن لا نريد مشاكل ونريد جوار آمن. وقال: قررنا إغلاق الحدود ومستعدين لذلك خلال 15 يوماً. وأضاف: (حالنا ما حال زول يدخل في مشاكل ولن نسمح بذلك) واعتبر موضوع أفريقيا الوسطى فخ كبير. مؤكداً أن كل الأجهزة تتحرى من الموضوع، وشدِّد إذا لم يصل التحري إلى نتائج يحقق القانون والعدالة سوف نعلنها للناس.وكشف عن مؤتمرات للإدارة الأهلية في الفترة المقبلة.

أصحاب المصلحة

من جهته أكد عضو المجلس السيادي د. الهادي إدريس، عضو الوفد حرصهم على إشرك أصحاب المصلحة في عمل اللجان التي تكوَّنت لحل المشكلة, مشيراً إلى تحويل مقر الحكومة بمنطقة الأحداث في قرية أموري إلى مقر للجان, للتأكد من السير عملها. وقال: الحياة بالمنطقة بدأت تعود لطبيعتها. وقال: حرصنا على زيارة مناطق الأحداث حتى نجعل أهلها يعودون إلى مناطقهم. مؤكداً أن أغلب الناس عادت. وأكد إدريس عودة الهدوء النسبي نتيجة للتدابير التي وضعها الوفد،  مشيداً بسرعة تحرُّك القوات المشتركة في إحداث زالنجي التي حدت من انتشار الأحداث. وقال: وجهنا القوات المشتركة بضرورة اتخذ الإجراءات الاحترازية.

عدة ملاحظات

وأبدى إدريس عدة ملاحظات حول الأحداث الأخيرة في جنوب دارفور ووسط دارفور، وقال: الملاحظة الأولى طريقة وسيناريو الأحادث كانت واحدة وسرعة تنفيذها، مبيِّناً من شأنها أن تتحوَّل إلى حرب واسعة الانتشار، وقال : الملاحظ السرعة الفائقة لإلحاق الضرر بالضحايا في (18) قرية، وصل الوفد إليها في 3 أيام، أما الملاحظة الثانية أن معاناة القوات المشتركة من قلة الإمكانيات، أما الملاحظة الثالثة هو انتشار المتفلتين في دارفور وسرعة انتقالهم بالمواتر ما يشكِّل تهديداً أمنياً خطيراً.

خطوة أولى

وأكد إدريس، أن المخرج من الأزمة هو تنفيذ بند الترتيبات الأمنية، وقال: إن المخرج له علاقة بالأزمة السياسية، داعياً إلى تنفيذ الاتفاق الإطاري لمعالجة الأزمة السياسية. وقال: كل الزيارات التي تتم لمناطق الأحداث والإجراءات التي تعقبها, عبارة عن مسكنات  ما لم تعالج الأزمة السياسية وأن يكون للناس حكومة تتخذ قراراً، معتبراً الاتفاق الإطاري خطوة أولى لمعالجة الأزمة السياسية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى