من هو رئيس الوزراء القادم؟

من هو رئيس الوزراء القادم؟

تقرير- صبري جبور

تشهد البلاد إلى اليوم فراغاً دستورياً بغياب رئيس الوزراء، لأكثر من عام، لاسيما بعد أن عجزت الحكومة في تشكيل حكومة عقب استقالة رئيس الوزراء الأسبق عبدالله حمدوك، في الثاني من يناير الماضي، قد تولي حمدوك السلطة في سبتمبر 2019 بعد نجاح الثورة، بترشيح من قوى إعلان الحرية والتغيير.

أطاح رئيس مجلس السيادة الفريق أول عبدالفتاح البرهان في 25 أكتوبر من العام الماضي، بالحكومة المدنية.. لكن الساحة السياسية -الآن- تشهد حراك غير مسبوق لا سيما بعد التوقيع على الاتفاق الإطاري في الخامس من ديسمبر الجاري، بين العسكر وأطراف سودانية .. في المقابل هناك قوى ترفض الإطاري بشدة، وتعتبره غير شاملاً ولم ولن يفضي إلى حلول لإنهاء الأزمة، فيما يتساءل الكثيرون عن مواصفات رئيس الوزراء القادم، من أين وماهي الجهة التي ترشحه، وهل يكون مصدر خلاف جديد بين العسكر والمدنيين.

شخصية مقبولة

تعليقاً على من هو رئيس الوزراء القادم .. يرى الباحث في الشأن السياسي، الطيب عبدالرحمن الفاضل، أن تكون شخصية  رئيس الوزراء قيادية مؤثرة  في المجتمع كما يتطلب أن يكون أكاديمياً عمل في العمل العام يعرف دروب السياسة وأن تكون شخصية متوافق عليها من جميع الأطراف ومقبولة في حالة لم يكن كذلك لن تبرح الأزمة مكانها.. وسنكون في نفس الدوامة.. كما يجب أن يكون مستقلاً، وفي حياد تام ومسافة واحدة من كل الأطراف.. ولابد يكون حاسماً في قراراته  غير متردد (ما عنده حاجة لزول) كما يقال وهذا ما كان ينقص رئيس الوراء السابق عبدالله حمدوك .

صلاحيات واسعة

قال الفاضل في إفادة لـ(الصيحة) يجب أن  يكون رئيس الوزراء القادم  واسع الصلاحيات محدَّد المهام والبرامج، بجانب له خطة واضحة المعالم. وأضاف “من يختاررئيس الوزراء  دي من أصعب الأسئلة التي تطرح، ولكن أقول يجب أن تتوافق عليه المكوِّنات السودانية بأجمعها وليس أحزاب بعينها وهنا تكمن المشكلة والطامة التي ستقعد البلد..من يرشحه المكوِّنات  السودانية دون تدخل من أي جهة كانت مدنية أو عسكرية أو خارجية وهي آفة البلاد”.

فراغ سياسي

في السياق، شدَّد  الخبير والمختص في العلاقات الدولية، د. محمد أبو السعود، أن رئيس الوزراء القادم، يجب أن يكون من الكفاءات المستقلة تكنوقراط  تتوافق عليه القوى السياسية، بجانب ليس يكون لديه أي انتماء سياسي، فضلاً عن إلمامه بقضايا البلاد اقتصادياً وسياسياً، وقال ” لايكون رئيس وزراء مستجلب من الخارج أو لديه جنسية أجنبية، بل ينبقي أن يكون من أبناء البلد الوطنيين الخلص.

ودعا أبو السعود إلى الاستعجال لاختيار رئيس الوزراء لإنهاء الفراغ السياسي في البلاد  وأضاف ” عام ونصف العام  البلد  من دون  حكومة ورئيس وزراء” .

زعيم قادر

يقول الخبير ومستشار التنمية العالمية د. الوليد آدم مادبو، خلال مقال موسوم بعنوان (من هو رئيس الوزراء القادم؟) لا تحتاج البلاد إلى أفندي، البلاد تحتاج إلى زعيم قادر على تفهم القضايا ومخاطبة أصحابها من منظور بنائي وليس احتوائي. ولعل هذه هي المعضلة. فالزعامة موهبة (من الهبة) تحتاج إلى ثقل معرفي وسند تاريخي اجتماعي – خاصة في بلادنا – حتى تستطيع تجاوز الواقع ومحدِّداته المادية مستعينة بالوجدان وركائزه الروحية. نحن الآن في مفترق طرق: هنالك طرائق القرون الوسطى التي تمثلت في إغواء الناس بالسلطة والمال وتخويفهم بالسلاح، وهنالك مفهوم الدولة الحديثة الذي يتطلب التزام الدستور، تأدية حقوق الناس وتعريفهم بواجباتهم. هذا هو التحدي الحضاري الذي سنحتاج اجتيازه قريباً نيابياً أو عسكرياً.

مناظرات وحوارات

وقال مادبو في ختام مقاله الذي  نشرته صحيفة التغيير الإلكترونية “أتمنى أن تتحلى الجهات المعنية كافة بالصدقية والتجرَّد والوطنية في اختيارها لرئيس الوزراء القادم، لأن ثمن الإخفاق هذه المرة سيكون باهظاً. يجب أن يمنح الشعب ميزة الاختيار من مجموعة ثلاثية تعرَّض لمناظرات ولحوارات يديرها نقاد أكفاء فذلك سيكون بمثابة تمرين ديموقراطي يجنب البلاد شر المفاجآت. ليس المطلوب من هذا السيد أو تلكم السيدة (رئيس الوزراء أو رئيسة الوزراء) التغلب على الصعاب فقط، إنما -أيضاً- تدارك الأخطاء التي شابت العملية السياسية التي كللت بإمضاء الاتفاق الإطاري.

تفاهمات مشتركة

رئيس الجبهة الشعبية المتحدة للتحرير والعدالة الأمين داوود، كشف عن تفاهمات مع قوى الثورة لاختيار رئيس الوزراء من شرق السودان لضمان استمرار مركزية الدولة.وقال داوود خلال مخاطبته (ندوة) سابقة: إن هناك مرتكزات أساسية اتفقنا عليها بأن الشرق لن يكون المدخل أو البوابة لإيقاف الانتقال في السودان، مشيراً إلى أن الإشكاليات في الشرق تستهدف الانتقال وأضاف: (لكن هيهات رغم أن قوى الردة الآن تتكالب في الشرق خاصة في البحر الأحمر، ضد الانتقال).

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى