(الأوضاع كما هي) (الشرق) .. خلافات وانقسامات

 

تقرير: صبري جبور

برزت خلافات بصورة واضحة للعيان خلال الأونة الأخيرة، داخل أروقة كيانات شرق السودان، لاسيما في مؤتمر البجا والمجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة، إذ تؤثر تلك الخلافات والاختلافات على قضية الإقليم وصعوبة الوصول إلى حلها، في ظل التبيانات بين الأطراف بالشرق .. حيث يرى كل كيان أنه يمثل الإقليم ويتبنى قرارات مصيرية لاتصب في مصلحة الوطن والمواطن الذي ينتظر الحلول العاجلة .. مسار الشرق الذي وقع في اتفاق جوبا للسلام .. أيضاً كانت له تداعيات سالبة تجاه القضية، خاصة وأن البعض ظل يكرر عدم الاعتراف به فيما تأثرت ولايات شرق السودان في الأونة الأخيرة بالصراعات القبلية التي اندلعت بصورة كبيرة عقب ثورة ديسمبر.

العام الماضي ..أغلق أنصار ناظر الهدندوة محمد الأمين ترك طرقاً حيوية وموانئ رئيسة لأكثر من شهر رفضاً لاتفاق مسار شرق السودان .. فيما حذر خبراء ومهتمين بقضايا الشرق، من مخاطر حقيقية واستغلال للقبيلة لتنفيذ أغراض سياسية في شرق السودان، مشيرين إلى أن هذا الأمر قد يولد عنف جديد، مشددين على ضرورة التوافق ووضع خارطة طريق بمشاركة الجميع –لوضع حد لهذه الأزمة.

رؤية توافقية

بدوره طالب رئيس مؤتمر البجا (الأصل) موسى محمد أحمد، بالتنفيذ الكامل لاتفاق أسمرا الذي وقع مع الحكومة السابقة، وأوضح في مؤتمر صحفي عقده (الخميس) أن الاتفاق لم ينفذ حتى اللحظة .

وأشار محمد أحمد إلى عدم حدوث توافق بين القوى المدنية ما أعاق حكومة الفترة الانتقالية ،وذكر أن قضايا الشرق لا تحل بمعزل عن قضايا الآخرين، وقال: إن حلها يتمثل في رؤية توافقية مشتركة وإقامة منبر لطرح قضايا الشرق وإلغاء مسار جوبا لشرق السودان.

وحول الاتفاق الإطاري الذي وقع مؤخراً، قال موسى يحتاج إلى توسيع وإشراك القوى الأخرى لمناقشته،داعياً الفرقاء للتوافق على حد أدنى لإعلاء قيمة الوطن،وأضاف قائلاً : (نحن كسودانيين ندير الآن صراعاً مدنياً وقد يتحوَّل إلى صراع مدني عسكري ثم عسكري عسكري”.

(الحل شرقاوي)

ويقول الخبير والمختص في العلاقات الدولية ، محمد أبو السعود في إفادة لـ(الصيحة) ” نحن نؤمن بأن للشرق قضية ويجب أن تحل بين مكونات الشرق أهل المصلحة” وأضاف فهم أدرى بمرارة الطعم منا نحن أهل المركز لذلك يتمثل الحل منا كخبراء أن يكون الحل شرقاوي شرقاوي برعاية حكومة المركز لنتفق على مبدأ الديموقراطية.. في حل مشاكلنا بعيداً عن المسارات والأجندة الغربية وحفر الأحزاب النتنه التي ما حلت ببلد إلا وشرب من كأس الخراب”، وتابع أبو السعود “لذلك ندعم الحل مع أهل الشرق إذا كان من مصلحة البلد بعيدا عن تعطيل دولاب العمل والتخريب بإغلاق المواني والمطارات فمصلحة الشرق مع السودان الكبير الموحد”.

مطالب مشروعة

رئيس المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة الناظر محمد الأمين ترك، حذَّر من مغبة التلاعب بحقوق الشرق .

وشدَّد على ضرورة حل قضية الإقليم بالطرق الصحيحة، لافتاً إلى أهمية المرحلة التي تحتاج إلى تضافرالجهود، ونصح ترك قيادات الدولة بأن يضعوا بحل مشاكل أهل الشرق أولوية خاصة وأن لديهم مطالب مشروعة.

وقال خلال ورشة صياغة مطلبات ومقررات مؤتمري سنكات الأول والثاني، إن الكثيرمن أهل الشرق ساهموا في بناء الدولة السودانية، داعياً إلى التوافق الوطني وجمع الصف، معلناً عن انعقاد مؤتمر قومي جامع لجميع أهل الشرق قريباً لوضع (النقاط في الحروف) وتحديد جميع قضايا الشرق حسب تعبيره.

توافق الشرق

ويرى الخبير والمحلِّل السياسي د. راشد التجاني، أن الخلافات بين مكونات الشرق حتماً ستعطل حل قضايا الإقليم، مشددًا على ضرورة تحديد جهة واحدة من أجل التحدث باسم الشرق، داعياً إلى عدم تكرار ماحدث في اتفاقية جوبا من خلال توقيع مسار الشرق، حيث وجد رفض من البعض باعتبار أن من وقعوا لايمثلون الإقليم.

ودعا التجاني في إفادة لـ(الصيحة) إلى عقد مؤتمر جامع لكل أهل الشرق من أجل أن يتوافقوا حول قضايا الإقليم، بغية الوصول إلى حل للأزمة في الشرق.

دعم الحل السياسي

في السياق قالت عضو المكتب القيادي لمؤتمر البجا المعارض ستنا محمود في إفادة لـ(الصيحة)، إن رافضي مسار الشرق والاتفاق الإطاري الذي وقع مؤخراً، يرون بأن ليس لديهم مصالح في التحوُّل الديموقراطي والحل الذي ينهي الأزمة السياسية في البلاد، وأضافت ” البلد مامتحملة .. أي وضع يساهم في انفراج الأزمة (ينبغي الناس تدعمه).

دعت محمود إلى أهمية دعم الحل السياسي من خلال التسوية التي أفضت إلى الاتفاق الإطاري الذي يمهد طريق الحل للأزمة السودانية، منوِّهة إلى أن الوضع الحالي سيشهد مزيداً من التعقيد حال لم يتم تداركه عبر التوافق بين المكونات السودانية.

استغلال القضية

رئيس الجبهة الشعبية للتحرير والعدالة الأمين داوود أعلن الشهر الماضي، رفضهم استغلال قضية شرق السودان لإضعاف وتهديد الانتقال الديموقراطي.

وكشف عن اجتماعات تعقدها ما أسماها بقوى الردة بولاية البحر الأحمر تمهد لاتخاذ إجراءات من شأنها إعاقة الانتقال وقطع الطريق أمام الحل السياسي المرتقب.ونوَّه داوود لتفاهمات بين قوى سياسية ومكوِّنات أهلية وإدارات أهلية في الإقليم على التوافق لترشيح رئيس وزراء من مكوِّنات شرق السودان للعمل على معالجة المظالم التاريخية ومشاركة الإقليم بصورة واضحة في السلطة على المستوى الاتحادي.وشدَّد على ضرورة مشاركة جميع القوى السياسية في التسوية السياسية المرتقبة وتضمين ملف قضية شرق السودان بشكل واضح.وأضاف ( لن نقبل أن تظل الأوضاع في الشرق كما هي ويجب أن يكون له دور حقيقي خلال الفترة المقبلة، ولن نشارك في أي تسوية لا تشمل قضيتنا نستطيع أن نؤكد بأننا الآن متفقين فيما بيننا من أجل إحداث تغيير حقيقي في الإقليم).

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى