سيف الدين حسن ..زعيماً لقوى الإبداع الوطني

مدخل.. كدنا أن نختنق من دخان عوادم التيارات السياسية، بحيث كانت دعوة الأخ المخرج سيف الدين حسن أمس الأول بمثابة انتشال من حالة الإحباط السياسي، (لنتنفس هواء إبداع وطني نقي)، دعوته لحضور جلسة مشاهدة/ مدارسة/ لفيلمه الوثائقي الأخير/ سليل الفراديس/ رؤية سودانية/ الفيلم الوثائقي السوداني الذي أحرز الجائزة الأولى في مهرجان تونس الأخير للأفلام الوثائقية/ متقدماً على كثير من الأفلام الوثائقية العالمية، ويكفي أن نعلم بأن دولاً بإمكانية الصين الشعبية وقطر الخليجية، قد تنافستا على المركز الثاني… بعد أن انتزع (سودان سيف حسن)، المرتبة الأولى باقتدار …..

* حقيقة لقد أشفقت جداً على مستقبل المخرج السوداني سيف الدين حسن بعد صعوده إلى قمة (أرض السمر)، متسائلاً… ماذا سينتج سيف بعد ذلك… ورأيت أنها لا محالة بداية رحلة النزول التدريجي من القمة، غير أن سيف قد فاجأنا (بسليل الفراديس)، على أن هنالك فوق القمة قمماً أخرى …

* إن المخرج الوثائقي السوداني سيف الدين حسن قد بنى مجده الوثائقي قشة قشة كما القماري/ وعلمينا يا قماري سر الأغاني/ وذلك عبر سلسلة ممتعة من الوثائقيات/ رث الشلك / صائد التماسيح/ مراكب الشمس / الضفة الأخرى / درب الأربعين / أرض السمر .. السودان كما لم تره من قبل … وغيرها من الأفلام الوثائقية المبهرة جداً، على أن أربعة عشر من أفلامه الوثائقية قد تمكنت من إحراز جوائز عالمية.. و…. و….

*سيف الدين حسن يرجع نجاح مسيرته الوثائقية من جهة لمجموعته المبدعة، ويذكر في هذا السياق الأسطورة عبد الحفيظ مردود، الأمين العام لهذا التجمع الإبداعي، ومن جهة أخرى يسند المخرج سيف حسن ظهر نجاحه على ثراء التراث الثقافي والطبيعي السوداني المتعدد والمتنوع و… و….

*ومن جهة أخرى، قدم الأستاذ السر السيد الناقد الفني المعروف، رؤية نقدية فنية جديرة بالاهتمام، وذلك عقب مشاهدة الفيلم، سليل الفراديس، كما أتيحت بعض الفرص للحضور من أهل الإعلام والاهتمام و… و….

* مهما يكن من أمر، فإن عملية تبوّؤ الوثائقي السوداني هذا المقعد العالمي المتقدم، وحصده الجوائز الذهبية الإقليمية والدولية، يفتأ يقلب كثيراً من (الخلاصات السياسية والاقتصادية الزائفة) بأن السودان دولة فقيرة، على أن بلداً بهذا الثراء التاريخي والجغرافي والثقافي لا يمكن ان يكون فقيراً، إنما الذين ينقبون باسمنا في مكنونات (بلاد النيل والشمس والصحراء)، هم بالأحرى فقراء المشاعر والأفكار والأشواق، فبلادنا غنية متى ما وجدت مخرجين سياسيين وافتصاديين، بدرجة مشاعر وأشواق ورغبة المخرج سيف الدين ومجموعته، رغبتهم في كتابة تاريخ جديد لوطن سلسل الفراديس …. وليس هذا كل ما هناك …..

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى