مونديال 2022.. ما وراء الحدث

مونديال 2022.. ما وراء الحدث

* بله علي عمر

عديدة هي مخرجات مونديال قطر 2022 في مقدمتها أن مجيء مئات الآلاف من أبناء أوروبا وأمريكا  الذين وفدوا لحضور المونديال ، وجدوا من الحفاوة وكرم الضيافة والأمن ما أثار دهشتهم  وأثلج صدورهم .. فمكثوا  بدوحة الإنسانية  شهراً ويزيد ، إن أيدي العائدين من  الدوحة هي التي ستدك  جدران الصلب التي شادتها أدوات الإعلام الغربي وهي تسعى لتشويه صورة العرب والمسلمين.

قضى الوافدون الى الدوحة ومعايشتهم للواقع على حقبة سيطرة الإعلام المعادي للعرب والمسلمين، سيتصدى هؤلاء لأية صحيفة أو قناة تنشر الأكاذيب عن العرب ولن تقدم أية مجلة بعد المونديال على نشر صورة خلفية لرأس عليه شماغ وعقال يعلوه فتيل مشتعل كما فعلت الإيكونومست وهي تدمغ العرب والمسلمين بالإرهاب فتلك حقبة قد ولّت .. ولّت بأمر الشباب العائد من مونديال قطر.

أكدت أيام المونديال القدرة  الاستيعابية الهائلة للبلد المضيف، إذ تشير الأرقام إلى أن عدد الوافدين لحضور المونديال قد قارب المليوني شخص وهو عدد يساوي ثلثي عدد المُواطنين والمُقيمين بالدولة، ما يعني أن عدد سكان الدوحة وهي مدينة ذات جغرافية ومساحة محدودة استقبلت بسهولة مثل عدد سكانها وهو نهج تعجز عن سبل إدارته أكبر المدن حول العالم وبرغم ذلك انسابت الحياة بالمدينة في سهولة ويسر بفضل البنى التحتية الهائلة في كافة القطاعات سواء في الطرق، حيث كان انسياب المرور سلساً بفضل شبكة الطرق والجسور العلوية التي تربط كافة أنحاء المدينة تُساعدها خطوط المترو الذي تم تشييده وفق أحدث التكنولوجيا. وفي مجال الطيران فقد تجاوز عدد الرحلات الجوية الى مطار الدوحة خلال أيام المونديال (500) رحلة وفقاً للـ(بي بي سي)، ما يعني استجابة مطار المدينة لكافة مقومات انسياب عدد هائل من المسافرين في وقت وجيز وهنا تبرز القدرات الإدارية الفذّة للكادر البشري القطري ما يؤهله لإدارة اية متطلبات تنفيذية وإدارية.

وقف حضور المونديال على الثراء الثقافي الهائل للعرب وهو ما ظلوا يجهلونه، ومن أبرز الملامح الثقافية التي أبرزها المونديال قبول القطريين وعموم العرب والمسلمين للثقافات الأخرى شريطة عدم تقاطعها مع موروثهم الديني والثقافي،  وهنا يبرز التيار الغالب بين الحضور الأوروبيين الذين تفاعلوا إيجاباً  مع رفض الدولة المضيفة لأية ضغوطات خارجية تملي عليها قبول ما هو متباين مع موروثها ودينها وأعني هنا رفض قطر للشارة التي ترمز للمثلية الجنسية.

من الأوجه الثقافية البارزة التي وقف عليها الحضور، مكتبة قطر الوطنية وهي تحفة معمارية قام بتصميمها المهندس المعماري الهولندي ريم كولهاس وتضم المكتبة أاكثر من مليون كتاب من مختلف العلوم الإنسانية وبكل اللغات،  إضافة لوثائقيات قطرية موغلة في تاريخ البلاد،  وتعتبر مكتبة قطر الوطنية احد أكبر المكتبات في العالم وكان اللافت لزوار المكتبة هو الحضور الكثيف للأوروبيين الذين كانت تعلو  وجوههم الدهشة وهم يتجولون في أنحاء المكتبة.

أكد المونديال ان قطر ستكون وجهة سياحية للأوروبيين خاصة في نوفمبر وديسمبر ويناير، إذ تتمتع البلاد بدفء يقابله شتاء قارس بأوروبا،  وتتمتّع قطر بقدرات على استقبال السياح، إذ تتوفر الفنادق البرية والعائمة  التي تتمتّع بقدرات عالية في تقديم أفضل الخدمات، كما يجد عشاق التجديف والغوص والألعاب المائية  الفرص مواتية لإشباع هواياتهم،  يساعد على ذلك الانطباعات التي خرج بها حضور المونديال من استتباب للأمن وطيبة أهل البلاد وكرمهم وحُسن تعاملهم مع الوافدين،  وما يساعد في تدفق أفواج السياحة  قُدرة الاقتصاد القطري لمقابلة كافة المتطلبات.

وأكد المونديال قدرة قطر على استضافة كافة القمم والمناسبات الإقليمية والدولية مع توفير كافة متطلبات تلك المناسبات ، كما لمس الوافدون لقطر حُسن  تعامل القطريين مع الأيدي العاملة بالبلاد وفق نهج يؤكد أصالة معدن أهل البلاد وقل ان يكون له نظير في الدول حول العالم.

* صحفي سوداني

[email protected]

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى