عبد الله مسار يكتب: دروسٌ في الحياة

9ديسمبر 2022 م
إنّ الحياة هي مدرسة كبيرة، البعض يتعلّم منها بحقه، والبعض الآخر يتعلّم بحقوق الآخرين.
البعض يعرفها في نفسه، وآخرون يعرفونها مما يرون في الآخرين.
فمثلاً قد يكون نصيب زوجة صالحة وطيبة رجل كافر وشرير. فزوجة فرعون بنى الله لها بيتاً في الجنة وزوجها فرعون قال أنا ربكم الأعلى.
وقد يكون زوج صالح وطيب وامرأة شريرة وكافرة أو ابن كامرأة نوح وابنه حيث صعدت معه الحيوانات السفينة وامتنع ابنه وزوجة أو امرأة لوط، حيث كفرت وآمن معه أولاده.
الأمر الآخر قد تكون طيباً ولا يتأثر بطيبتك الآخرون، فلا تترك أحداً يغيرك للأسوأ، ولكن دعهم سيحترمونك وإن بدأوا عكس ذلك، لأنك بطيبتك تذكرهم دوماً
بسويهم.
إن الذين تفعل الشر لأجلهم قد يرافقونك في دروب الحياة، ولكن لا يحترموك، ومعلومٌ العُشرة الطويلة لا تصنع الصداقات، فمنذ سنين والأخشاب ترافق المناشير والمناجل ترافق السنابل، فلم يكن المنشار يوماً صديقاً للأخشاب، ولا المنجل رفيقاً للسنابل.
وهكذا بعض ممن نعاشرهم مناجل، والآخرون مناشير، ولكن السنابل بقيت تعطي القمح والأخشاب تصبح كراسٍ وطاولات.
ولذلك أصنع الخير لأنك أهلٌ له وليس لأن الآخرين أهلٌ له.
الورود تزرع في أرض تصلح لزراعة الورود، ولذلك بناتنا ورود علينا أن نختار لهن أرضاً تصلح لزراعة الورود.
ولذلك قيل النبات الذي تزرعه هو الذي ينبت.
إياك أن تزرع حنظلاً وتعتقد أنه سينتج برتقالاً أو عنباً.
اعمل الجميل ولو في غير أهله.
فلا يضيع جميلٌ أينما زرع.
تعلّم من مدرسة الحياة
قبل أن تُعلِّمك الحياة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى