مروة علي تكتب: المسافة…

مروة علي تكتب: المسافة…

لنقطع تلك المسافة، احتسي كأس حياة جديدة، بدلاً عن حنينك وأحزانك. جامل، الأصدقاء، ألقِ حملك في البحر، أسعد نفسك بدلاً عن الروتين الثابت. غادر مدينتك بدلاً من أن تظل حارساً لبوابتها. غير نظرتك تجاه النساء بدلاً عن نظرة زائغة..

أنا أعرفك جيداً، أنت إنسان بسيط جداً، تريد أن تمرح، تأكل، وتنام، تحاول التخلص من الأرق بتغيير الوسائد كل ليلة، ولكن بلا جدوي. لذلك لك من الليل آخره، ولك من الصباح أوله، ولك في نوفمبر صورة عن الحنين لا تستطيع النظر إليها، تتدفق منك إليك ويبقى استمرارك رغم عيوبك هو درجة الحنين الحرجة.

ولك في ديسمبر كل الأحزان، ومنظر تراكم الغيوم الكئيب، ينذر بخواتيم غزيرة، لك فيها الكثير من العِبر والعَبرات، ولك في يناير البدايات حياة وميلاد..

أنت  مجاملٌ، وحقير، وطيب، وساخر جداً، تسخر من أصدقائك وحتى من قدرك، وتشبه كثيراً مِرآةً مكسورةً، رغم الكسور ترى صورتك فيها، وفاشل، فشلت حتى في النوم، ولك صورة مع الفشل معلقة على الحائط الذي تقابله عندما تنام، وبهذا تظل فاشلاً طوال رحلة النوم وفي الصباح وفي المساء ويوم اللقاء..

شفتاك أحرقتهما القهوة، وانحسر شعر رأسك من الأمام، وبدت عليك علامات التقدّم بالسن، تعمل ثلاثة أرباع اليوم، تنام تسع ساعات في اليوم، تستيقظ على صوت الصمت، تغفو على ثرثرةٍ جانبية، وأفكار تدور في رأسك منذ زمن بعيد، تحاول الاتصال مراراً وتكراراً ولكن لا تتصل، تفضِّل العلاقات العابرة، ما أصعب الحنين الفاشل والعلاقات العابرة!

تحمل على أكتافك أحلام غيرك وتكافئ نفسك بالضلال البعيد، تحمل صورة إنسان سيئ بداخله إنسان جميل والعكس صحيح. تحمل من الإنسانية ما يكفي لعالمك الصغير. تحمل من المسؤولية ما يكفي لعالمك الصغير. تحمل من الأزمات ما يكفينا ويكفيك.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى