محمد البحاري يكتب: ما بين حميدة أبو عشر والمتنبئ

تباريح الهوى

محمد البحاري

ما بين حميدة أبو عشر والمتنبئ

أجد نفسي دائماً محتفياً بالتفاعل والتعليقات لمقالاتي التي أقوم بنشرها على كل المنصات حتى من يضع لايك فقط أجد نفسي سعيد به أيما سعادة، فذلك دلالة على التفاعل الكبير للمقالات وأجد نفسي أكثر احتفاءً بأهل العلم  والمعرفة لأني أجد عندهم التصويب والمعلومة. ووجد مقالي السابق تفاعلاً كبيراً من الداخل والخارج، فكنت أكثر سعادة بتعليق الدكتورة (سلوى عثمان) الباحث والناقد والمهتمة بشأن اللغة العربية محلياً ودولياً وهي عضو جائزة (الطيب صالح) و للفائدة رأيت أن أنقل تعليقها لتعم الفائدة (دي اسمها نظرية القراءة، المتلقي يتلقى النص ويفسِّره بعيدًا عن المؤلف وعن ملابسات الكتابة ومقصدية المبدع، يفسِّره حسب مزاجه وخلفيته الثقافية. واستحضر هنا قول المتنبئ:

(أنام ملء جفوني عن شواردها… ويسهر القوم جراءها ويختصم)

هو ينظم الشعر والآخرين يسهرون ويختصمون وراء تفسيره  .

مقال موفق أثبت وجود حرية ينتزعها المتلقي في التأويل والتوظيف، وهي زوجة الصديق العزيز الرشيد طيفور وهو من المهتمين بالشأن الثقافي وهي أسرة مهتمة بالرياضة والثقافة، وقد أنجبت اللاعب عمار طيفور لاعب المريخ.

حقيقة تربطني مع هذه الأسرة الكثير من نقاط التلاقي وأبادلهم احترام باحترام أكبر وأعمق.

وامتداداً للمقال السابق (أغنياتنا مفاهيم خاطئة) أو بالأحرى الأغنيات التي تحمل طابع الغزل وهي نظمت في مناسبات اجتماعية لا علاقة لها بالغزل لا من قريب ولا من بعيد ومن تلك الأغنيات أغنية (معبد القدس) هذه الأغنية التي جسَّدت كل معاني الفراق للحبيب وشدة الوجد والتي نظم كلماتها الشاعر المرهف الحس (حميدة أبو عشر) وهو يعد من الشعراء الذين يطوِّعون الكلمة ليصير لها وقع خاص في قلوب المستمعين ونفس هذا الشاعر المرهف هو الذي وضع كلمات الأغنية المعروفة (غضبك جميل زي بسمتك) التي تغنى بها الفنان (عبد الحميد يوسف)، رائد التجديد الحقيقي في الأغنية السودانية والذي كسر رتابة الموسيقى ودائريتها من خلال إضافة ميلودية جديدة لا تكرر ما يقول المغني والكورس.

وأغنية (معبد القدس) التي تغنى الفنان (سيد خليفه) وأضاف لها بعد إبداعي بأسلوبه المتميِّز في الأداء لم تكن إلا بمناسبة عودة شاعرها (حميدة أبو عشر) الذي كان يعمل بمدرسة (حنتوب الثانوية) وطلب منه أن يتحوَّل لمدرسة ثانوية جديدة بمدينة الحصاحيصا وعز عليه فراق مدرسة (حنتوب) التي قضى بها سنين عددا فكتب:

وداعاً روضتي الغناء وداعاً معبد القدس ..

طويت الماضي في قلبي وعشت على صدى الذكرى..

وهذا الدمع قد ينبئ بظلم المهجة الحيرى ..

لماذ الهجر ياحبي

لماذا دهرنا ضن وشيع روحي بالطهر ..

نسيت الماضي ياليلى وماضي الحب والطهر ..

ليالي نقطع الليل بحلو النجوى والشعر ..

ليالي حبنا الأولى..

نسيتي ليل إذ كنا نفدي النفس بالنفس.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى