حادثة مطار الخرطوم.. هل تؤثر على تماسك الاتحادي الأصل؟ 

حادثة مطار الخرطوم.. هل تؤثر على تماسك الاتحادي الأصل؟

الخرطوم- عوضية سليمان

تطوَّرت خلافات أسرة مولانا محمد عثمان الميرغني، إلى درجة بعيدة عقب إبعاد السيد محمد الحسن الميرغني، من استقبال والده أمس الأول، بمطار الخرطوم.

وقال بعض المراقبين إن الخلاف بين أشقاء السيد محمد عثمان الميرغني، هو خلاف داخل الأسرة وفي بيت الختمية، وتساءلوا عن الأسباب التي جعلته يخرج إلى العلن، وأوضحوا أن ما حدث بمطار الخرطوم أدى إلى اهتزاز البيت الختمي.

غضب

كشف المستشار القانوني  للسيد الحسن الميرغني، حيدر حسن أبَّشر، عن سبب بوادر الخلاف بين الحسن وبين والده مولانا محمد عثمان الميرغني، وقال في تصريح سابق لـ (الصيحة): لقد كان هنالك اجتماع مطوَّل بين الرئيس المعزول البشير والحسن الميرغني، داخل القصر الرئاسي، وقتها، حيث تم في الاجتماع  تكليف الحسن الميرغني، بأن يذهب إلى القاهرة لينقل رسالة شفهية إلى نظيره الرئيس عبد الفتاح السيسي، يطلب منه التدخل وإيجاد مخرج بعد أن فقد البشير  كل شيء، مساعديه والمؤسسات التي كانت تحميه، وقال: ذهب الحسن إلى السيسي دون أن يخبر مستشاريه، لأنه كان يتوقع رفضنا وعاد يحمل رداً من السيسي لا نعرف عنه شيئاً، وأصبح سراً يموت به البشير والحسن الميرغني، وأوضح بعدها علم مولانا بهذا التكليف وغضب غضباً شديداً من الحسن، وهذا هو سبب الخلاف الذي لم يغفره الميرغني للحسن.

بوادر الخلاف

وحول ماحدث في مطار الخرطوم حول إبعاد الحسن الميرغني، من استقبال والده   كشف مصدر مقرَّب جداً للحزب عن أسباب الخلاف بين الشقيقين جعفر والحسن، وقال: تعود أسباب الخلاف بين الحسن وجعفر الميرغني إلى تنافس بينهما حول مقعد الخلافة ومن الذي يقود الاتحادي الأصل في المستقبل، موضحاً بأن الحسن كان يتمتع بمنصب أمين القطاع ونائب الرئيس قبل تعيين جعفر، وأضاف قائلاً لـ (الصيحة): حينما كان مولانا الميرغني في لندن انضم الحسن الميرغني إلى حكومة الإنقاذ  سنة 2010 واتفق معها دون الاتفاق مع قيادات الداخل، وعندما تم معارضته قام بمجزرة رهيبة جداً بفصله (17) قيادياً، من الحزب، أبرزهم: بخاري الجعلي وطه علي البشير وبابكر والمرحوم تبيدي وميرغني بركات، وبعد ذلك أصبح الحزب دون قيادات، مؤكداً تجدد الخلاف مرة أخرى مع المجموعة المفصولة التي قامت بالاتصال بطه عثمان الذي كان وقتها مدير مكاتب الرئيس وصاحب نفوذ حيث قام بقص أجنحة كل الذين كانوا مع الحسن الميرغني وهذا التصرُّف أغضب الحسن كثيراً.

أضر بشقيقه

وكشف المصدر بأن الصراع تصاعد بعد قيام الثورة رغم مبادرات الصلح، حيث تم تعيين جعفر الميرغني نائباً لرئيس الحزب نتيجة لعدم رضا مولانا الميرغني عن الحسن، وقال: إن جعفر تسانده مجموعة من شخصيات مخضرمة بينما الحسن تسانده مجموعة شبابية، وأضاف إن الحسن لديه نشاط كبير جداً، وقال: إن سبب الخلاف أن حسن الميرغني وقع مع مبادرة اللجنة التسييرية لنقابة المحامين بينما مولانا وجعفر في الطرف الثاني يرفضان المبادرة.

تصارع الأبناء

وفي ذات السياق قال القيادي عبد الله مسار: إن حزب بهذا الحجم والزخم وهذا التاريخ يجب أن لا تتقاذفه الأمواج وأعاصير الفرقة والانقسام، ولا تؤول أموره إلة وراثة خاصة وأن جيل الأجداد والآباء ليس كجيل الأحفاد، حيث أن الحزب الآن يتصارع فيه الأبناء الأشقاء ظاهرياً، ولكن مصالح ومطامع دول، خاصة أن الأب الزعيم مازال حيَّاً وأن الصراع بين السيد جعفر الميرغني والحسن الميرغني، ليس صراع زعامة محلية لمن تؤول من الأشقاء بعد الأب السيد محمد عثمان الميرغني، ليس صراعاً سياسياً لزعامة فقط، في ظل دورات القيادة وليس حظاً شخصياً فقط، ولكن يبدو أن الرياح الإقليمية والدولية تهب على الحزب الاتحادي الديمقراطي، وأن أعاصير الصراع العربي تدور أو تلامس هذا الحزب العريق، وعليه فإن الصراع الآن في الحزب الاتحادي يقع بين فكي دولتين عربيتين وسنرى ذلك ودوافعه .

كشف الملابسات

إلى ذلك أصدر المكتب القيادي بالحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل محمد الحسن الميرغني، بياناً حول ملابسات استقبال مولانا السيد محمد عثمان الميرغني بمطار الخرطوم، وقال: تم اقتياد موكب الحسن الميرغني بواسطة عربة الشرطة المرافقة إلى منزل غير معروف بالقرب من القيادة العامة وفي المطار تعرَّضت له ولمرافقيه مجموعات أدعت أنها من الاستخبارات العسكرية والشرطة والاحتياطي المركزي، وجاء في البيان الصادر، شاهد العالم من خلال الوسائط ما تعرَّض له السيد محمد الحسن الميرغني، من مضايقات واعتداء وهجوم خلال توجهه إلى لاستقبال والده، حيث تم اقتياد موكب سيارته بواسطة عربة الشرطة المرافقة إلى منزل غير معروف بالقرب من القيادة العامة، وطلب منه الدخول بمفرده إلى المنزل، ولكنه رفض وتوجه مع الوفد المرافق له إلى المطار، وأضاف البيان عند وصول طائرة الميرغني لمطار الخرطوم وخروج محمد الحسن الميرغني إلى استقباله تعرَّضت له ولمرافقه مجموعات أدعت أنها من الاستخبارات العسكرية والشرطة والاحتياطي المركزي لمنعه من استقبال والده، وبدت مظاهر من العنف المعتمد والاشتباكات مع مرافقي سيادته، حيث تم ركل وضرب بعضهم، وكان جلهم من كبار خلفاء الطريقة الختمية من ولايات  السودان المختلفة، ومضى البيان عندها قرَّر الحسن مغادرة المطار درءاً لفتنة واحتراماً لمقام والده. وتابع البيان وعليه فإننا ندين ونستنكر هذا السلوك المشين والازدواج في المعايير والانحياز والتدخل السافر في شؤون الأسرة الميرغنية والطريقة الختمية والحزب الاتحادي الديموقراطي الأصل الذي مارسته الجهات التي تولت تنظيم وترتيب استقبال السيد محمد عثمان الميرغني .

خلاف أسري

المحلِّل السياسي عبد الرحمن أبو خريس، في حديثه لـ(الصيحة) قال: إن الخلاف بين أبناء الميرغني يعتبر خلافاً أسرياً، وأن ابنه جعفر الميرغني صرَّح في تصريحات كثيرة بأنه وريث والده في رئاسة الحكم ومازال قوياً بأوامره في شأن الحزب، وأضاف: إن الخلاف الذي حصل في مطار الخرطوم لا يؤثر على الحزب الكبير، وهذا يعتبر خلافاً بين الابن ووالده، بعيداً عن شأن الحزب وتنظيمه والعمل السياسي، وقال: إن الوالد مولانا الميرغني قد أوكل ابنه لحسم الفوضى والخلاف، لذلك هم متفقون في الحزب ومختلفون أسرياً.