بستان الحلنقي

 

أميقو

حينما نرجع بالذاكرة الموسيقية للوراء قليلاً تطل بعض الأسماء وتظهر كالنقوش لا تعرف الغياب .. فهي توقع دائماً على دفاتر الحضور ولا يمكن نسيانها مطلقاً .. ولعل الموسيقار الراحل عبدالله إبراهيم أميقو .. واحد من تلك الأسماء التي حفرت في ذاكرة الناس أجمعين .. فهو واحد من قلائل سكنت الموسيقى كل دواخله وأحبها بصدق عارم .. الموسيقار الراحل عبد الله إبراهيم أميقو, ذلكم الباحث والمنقب والمثقف جداً في مجال الموسيقى السودانية, والذي بدأ حياته الفنية عضواً بفرقة فنون كردفان, ومن ثم جاء يحمل أشواقاً وآمالاً ليلتحلق بالمعهد العالي للموسيقى والمسرح, ليتخصص في آلة (الكلارنيت).

محمد عثمان كجراي

* ما ذهبت لمدينة كسلا إلا وحملتني الأنفاس إلى مجلسٍ تعوَّد أن يقصده الشاعر الراحل المقيم محمد عثمان كجراي ليتناول قهوته الصباحية وسط مجموعة من زملائه من أبناء قبيلة البني عامر، فيمد يداً طالما قاوم صاحبها بفكره وقلمه كل من حاول أن يمس شعرة من ضفائر توتيل. قال لي عنه شاعر البحر القديم مصطفى سند: ما أجمل تواضع العباقرة في عينيه المرهقتين.

رئيس الوزراء الكوري

*تفاجأ عدد من المسؤولين في مطار الخرطوم أن الفرقة الشعبية الكورية القادمة للسودان لأداء بعض من العروض التراثية للشعب الكوري على خشبة المسرح القومي بمدينة أم درمان تفاجأوا أن الفرقة تضم بين أعضائها من الموسيقيين نائب رئيس الوزراء الكوري عازفاً على آلة (الساكس) كان ذلك في عهد حكومة الرئيس الراحل المقيم جعفر محمد نميري فأصابهم الذهول عن الكيفية التي يتعاملون بها في مثل هذه الظروف، خاصة وأنهم يستقبلون رجلاً يعتبر رمزاً لدولة كبرى، إلا أنه وفر عليهم ذلك حين نظروا إليه متجهاً إلى الباص ضمن زملائه من الفرقة الموسيقية ليقلهم جميعاً إلى المقر المخصص لهم في أحد فنادق الخرطوم إنه شعب يتنفس موسيقى.

توفيق الحكيم

*رزق الكاتب المسرحي الساخر توفيق الحكيم بولد كان غرامه أن يكون عازفاً للجيتار ضارباً عرض الحائط بكل أمجاد والده الأدبية، وبما أنه كان يسكن في الغرفة المجاورة لمنزل أبيه، لم يكن الأديب الكبير قادراً على كتابة حرف واحد بسبب أمواج من موسيقى العزف الردئ قادمة إليه من كل الجهات، مما جعل الحكيم يفضل الخروج ليلاً من منزله بحثاً عن اتكاءة ينعم بها ثم يعود بعد ساعات من الرهق كأنه يجر تابوتاً.ً عدد ليس بالقليل من أبناء المبدعين في بلادي ليتهم اسقطوا عن حسابهم أنهم مبدعون ليتهم فعلوا مثل ما فعل ابن توفيق الحكيم اتجهوا في البحث عن أي عمل آخر غير الإبداع ولو كان ذلك عزفاً على جيتار قديم

ود القرشي

معلوم أن مهنة الشاعر الراحل محمد عوض الكريم القرشي الشهير بود القرشي كانت تجارة الماشية «الأبقار» التي يأتي بها بائعاً من الأبيض إلى ود مدني ثم الخرطوم، وكانت ود مدني سوقاً تجارية رائجة يحل بها ود القرشي ويقضي بها أياماً.. والرجل وهو شاعر وملحن تسيطر عليه هذه الموهبة التي تجلّت في أغنية «يلاك يا عصفور» شَعَرَ بعدها بفراغ بعد أن فارق أحمد المصطفى وكان يبحث عن صوت متميز يؤدي أغانيه فوجد ضالته في الشاب «الخير عثمان» في سنة 1945م.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى