محمد علي التوم من الله يكتب: الخرطوم تُودِّع (2022) بمعرض زهور

كلامتير

محمد علي التوم من الله

الخرطوم تُودِّع  (2022) بمعرض زهور

في اليوم الثالث من الشهر الاخير لهذا العام (2022)، تُختتم  فعاليات معرض الزهور الذي تقيمه جمعية فلاحة البساتين السودانية في الحديقة النباتية بالمقرن في الفترة من 11/ 11 الى  الثالث من ديسمبر عام 2022.

لقد سار العام رتيباً حزيناً ليس في بلادنا فقط، وإنما على مستوى العالم ولا الزهور فيه بسمت لينا، ولا حتى لجبابرة العالم  الذين يتصارعون على كافة الأصعدة والويل للحشائش.

تبتسم الزهو فقط في الحديقة النباتية بالمقرن في كرنفال ينسينا مؤقتاً آلام الشقاق والشتات والفرقة والاحتراب والتشرذم وتردي الأحوال المعيشية، ولا تأبى الزهور أن تتفتح أو تبتسم في المناخ الصالح لها، لكن الذين يجبرونها أن تكون حاضرة في مؤتمراتهم ولقاءاتهم الخلافية الكاذبة، نسوا أن تلك التربة لا تصلح فقط زلا لزهور صناعية، فهي دائمة الابتسام والبهاء، لكنها ابتسامة صفراء كاذبة.

المعنى الكبير الذي تستشرفه حديقتك المنزلية او الحديقة العامة انت وأسرتك الكريمة حينما  تهرع إليها بعد عناء يوم أو اسبوع رتيب شاق، لتبدد معاناتك وتنشرح نفسك ويرتاح بالك، وتجدد طاقتك لتحقيق أحلامك.

وكلما كبرت معاناة الإنسان وتفاقمت مشكلاته، كلما دلته فطرته السليمة لهذا الترياق الذي أبدعه الخالق في مخلوقاته، فالإنسان المؤمن التقي بشّره الله بالجنة التي فيها ما لا أذن سمعت ولا عين رأت ولا خطر على قلب بشر. وفيها ما تلذ الأعين، وتشتهي الأنفس. والله سبحانه وتعالى قد خلق في الإنسان حبا للخير والجمال أيضاً.

إنّ معارض الزهور أصبحت ضرورة، والمعرض في حقيقته يعكس مدى تقدم الأمة وازدهار حضارتها. وتتنافس فيها كل مراقي الفنون والإبداع والفكر والعطاء الإنساني.

وإذا كانت الأعوام السابقة منذ عام “كورونا” وعام الحرب الأوكرانية وعام الفراغ الدستوري في بلادنا والتوهان المؤسسي للدولة، فإنّ خيار الخيِّرين المصلحين هو إلا يجلسوا متفرجين حتى تنجلي تلك المأساة ولن تنجلي لوحدها.

إن التفاؤل واحة في صحراء الكدر والجمود. الطبيعة من حولك تناديك. لا يتحولن بصرك عن المعاني الجميلة فيها فستدرك عمق ومدى جمالها، ولا يفقه من عمي  بصره عن المعاني الجميلة و لا يدرك عُمق رسالتها، ولا  يطرب لعذوبة ونداوة ألحانها.

كانت معارض الزهور في بلادنا في أعوام خلت ثلاثة أيام فقط في كل عام، ويقام في كل خريف وربيع، حتى أصبح المعرض اليوم ثلاثة أسابيع، وذلك بفضل الوعي البستاني والتنوع المادي والعلم الاقتصادي في هذا المجال الحيوي، أصبحت فعاليات العرض والتنافس  جاذبة ومطورة متطورة لمختلف مواهب الشباب وإبداعاتهم الذين ترعرعوا بفضل ما وجدوه فيها من خير. مضى عامٌ وعامان وثلاثة على بلادنا، وما زال حصادنا فيها هو الخلافات والصراعات وخطابات الكراهية والحروب.

لكن الطبيعة من حولنا لم تتوقف في ازهارها فتفتح ثمارها، تربتها خصبة، نيلها يجري عذباً معطاءَ.

ماذا تقول الازاهير وهي تودع (2022) في معرض الزهور؟!.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى