عبد الله مسار يكتب : عبد الرحمن بن عوف في عام الرمادة

22 أكتوبر 2022 م
تقول السيدة عائشة رضي الله عنها وعن أبيها مر علينا عام الرمادة في عهد الخليفة عمر رضي الله عنه وأرضاه جاع فيه الناس وفي بيتي تميرات قليلة فركنت إلى قيلولة وقت الهجير، وبينما أنا نائمة استفقت على صوت جلبة عظيمة تعالت فيها أصوات الناس ونظرت إلى السماء فلمحتها حمراء وقد زاد الهرج والمرج، فقلت لجويرية عندي اذهبي وانظري لي ما يجري واستعجليني الخبر.
وبعد برهة عادت الجارية تخبرني بأن قافلة لعبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه وقوامها سبعمائة بعير عادت من الشام محملة بالسمن والبر والزيت والزبيب والخل والكساء وبضائع أخرى كثيرة، فقلت ولِمَ هذه الجلبة؟ قالت يتفاوض التجار على شرائها فيدفعون الضعفين والثلاثة وعبد الرحمن بن عوف لا يبيع.
فقلت والله لئن صدفته لأقرعنه على فعلته لقد فسد أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم بعد محمد.
وبعد ساعة زمانية طرق بابي فقالت الجارية بأن عبد الرحمن بن عوف بالباب ويريدك، فقلت لقد ساقه الله إلي وجاءني برجليه فو الله لأقرعنه.
فتحاملت على نفسي وقربت الباب وعليه حجاب وقلت نعم يا ابن عوف؟ فقال أتذكرين يا ابنة الصديق حديث رسول الله عني حين قال ندخل الجنة ويتخلف عنا عبد الرحمن بن عوف يحاسب على ماله ثم يدخلها حبوا عسى الله أن يطلق ساقيه؟ قلت نعم أذكره،
قال إن هؤلاء القوم يدفعون لي في البضاعة خمسة أضعاف وأنا لا أبيع.
فهممت أن أقاطعه لأعاتبه وادعوه إلى الشفقة واللين بحال المسلمين، لكنه استرسل قائلاً اتسمعينني؟ فقلت نعم أسمعك؟ قال فقلت لهم هنالك من يدفع لي أكثر لعلمي بأن الحسنة بعشرة أمثالها فأخبرت أبا حفص عمر رضي الله عنه وأرضاه أن يوزعها على أهل المدينة ومن حضر في سبيل الله واني تشهدت الله وأشهدت عمر وأشهدت ابن أبي طالب رضي الله عنه وأرضاه وأشهدك على ذلك فعسى الله أن يطلق ساقي ومضى!!
فرجعت أجرجر أذيالي وأنا أتمتم، أبا أصحاب رسول الله تظنين الظنون؟!!
فليتك ما كنت ولا كنت
إنه أحد العشرة المبشرين والرائحين إلى الجنة.
قالت فلبست وخرجت لأشهد الحدث فوجدت علياً
يصف الإبل ومعه رهط من الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وقد أفرغوها من أحمالها ووزعوها على أهل المدينة وبقيت الإبل تصفر في الهواء وعبد الرحمن يقول لعمر مالي وهذه الإبل؟ أجعلها في إبل الصدقة.
تقول السيدة عائشة فو الله ما بات ليلتها في المدينة جوعان.
أين نحن من هؤلاء (رجال صدقوا ما عاهدوا الله…).
تحياتي،،،

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى