بهاءالدين قمرالدين يكتب : البلول يرشح “حميدتي” لنوبل!

جاء في الأخبار الأيام الماضية أن التحالف السوداني، نفى الأنباء عن ترشيحه النائب الأول لرئيس مجلس السيادة والقائد العام لقوات الدعم السريع الفريق أول محمد حمدان “حميدتي” لجائزة نوبل للسلام.

ووصف الناطق باسم التحالف حذيفة البلول في تعميم صحفي حسب صحيفة (متاريس) الإلكترونية؛ الأنباء المتداولة بشأن ترشيح “حميدتي” عارية عن الصحة.

مشيرا إلى أن رئيس التحالف والي غرب دارفور خميس ابكر لم يدل بتصريحات في هذا الخصوص، وقال البلول إن التحالف يقدر “لحميدتي” دوره المفتاحي في تحقيق السلام خلال مفاوضات جوبا مع الحركات المسلحة والتي توجت بالاتفاق!

لقد ألجمت لساني الدهشة وأخرستني المفاجأة؛ وانا اطالع وأقرأ خبر نفي التحالف السوداني وتبرؤه من خبر ترشيح “حميدتي” لجائزة نوبل للسلام!

ومبعث اندهاشي وتعجبي، يرجع لعدة أسباب وملاحظات حول بيان التحالف المتهافت والعقيم والمعتل والمتناقض!

فنحن أولا في صحيفة (الصيحة)؛ لم نقل ان

والي غرب دارفور خميس ابكر أعلن ترشيح “حميدتي” للجائزة العالمية؛ ولم ندع ذلك اطلاقا!

والذي اوردته صحيفتنا في عددها قبل ثلاثة أيام جاء فيه: (ان الجنرال فرح الأمين رزق الله القيادي بالجبهة الثورية بقيادة خميس عبد الله اعلن ترشيح الفريق أول محمد حمدان دقلو حميدتي لجائزة نوبل للسلام).

وجاء ذلك التصريح من ضمن سياق حوار أجريناه مع الجنرال رزق الله ونشر في عدد الصيحة يوم أمس الأربعاء!

إذن فأين خبر خميس ابكر الذي اوردته صحيفتنا، وانبرى (حذيفة البلول) الناطق الرسمي باسم التحالف، لنفيه بحماسة شديدة!؟

إن نفي البلول في غير موضعه؛ وهو (يعرض خارج الزفة)، ويغرد خارج السرب، وهو نفي النفي الذي هو (اثبات) وغير معقول!

ان البلول قوّلنا ما لم نقل ونحن ننفيه جملة وتفصيلا؛ لان هذا أمر غير مقبول وغير معقول!

ويبدو أن البلول لا يقرأ الصحف ولا يطلع على تصريحات قيادات التحالف الذي يعتبر هو ناطقه الرسمي ولسانه المعبر عنه!

ولكن يبدو أن البلول لا يعرف ولا يعي ما يقول!

وإذا كان البلول جاهلا بتصريحات قيادات تحالفه؛ فهو ليس جديرا وليس قمينا، بان يتبوأ هذا المنصب الهام؛ لان ابسط (ابجديات) العمل الإعلامي ومنصب الناطق الرسمي؛ تؤكد على الالمام بكل ما يقول المنسوبون لاي كيان؛ وهذا ما يجهله البلول عرضا و(طولا)!

وإذا كنت جاهلا بما تقول ايها البلول.. فماذا تقول!؟

وتصريح البلول يناقض نفسه بنفسه و(يلحس) تصريحاته بلسانه، فوق ذلك هو يدلل على نكران الجميل الزنيم والمشين وهاكم الدليل!

 

فالبلول يقول إن التحالف يقدر “لحميدتي” دوره المفتاحي في تحقيق السلام خلال مفاوضات جوبا مع الحركات المسلحة والتي توجت بالاتفاق!

وفي نفس الوقت ينفي ترشيحه لجائزة نوبل؛ فهو يقر بدور “حميدتي” المفتاحي والهام في تحقيق السلام؛ ولكن و(بلا خجل) يستكثر عليه جائزة نوبل للسلام؛ فأي تناقض أكبر من هذا؛ وأي نكران للجميل اقبح منه!؟ فأنت يا بلول تعترف وتنكر الجميل وتنفي الخُلق النبيل؛ وهذا غير جميل!

ولكن بتأكيد البلول للدور المفتاحي “لحميدتي” في انجاح مفاوضات سلام جوبا؛ بهذا التأكيد يعلن البلول (وهو لا يعي)؛ يعلن ترشيح “حميدتي” لجائزة نوبل للسلام ويعضد ويتفق مع حديث الجنرال رزق الله ان “حميدتي” هو رجل السلام في السودان ولولاه لما تحقق في بلادنا!

والفرق بينهما ان الجنرال رزق الله يعي جيدا ما يقول، بيد ان البلول لا يعرف ما يقول!

ونحن نسأل البلول لماذا لا ترشح “حميدتي” لجائزة نوبل وانت اعترفت بانه مفتاح اساسي لسلام جوبا!؟ فلماذا تعترض على ترشيحه وتنفيه!؟

ونحن ننصحك ونقول لك؛ يا بلول محص واعرف ما تقول؛ قبل ان تقول حتى لا تعد (جهلولاً) وغير مسؤول!

ونحن نسأل البلول سؤالا (بريئا جدا)، هل لا تزال انت تتبع لحركة (منصور ارباب) العدل والمساواة الجديدة التي تقف ضد السلام، وانت انتميت لها في يوم من الأيام، ووقفت ضد السلام، ام انت مع السلام!؟

وأيضا نسألك متى ومن كون (التحالف السوداني) واين!؟، ومن نصبك ناطقا رسميا له وما هي علاقتك بدارفور !؟؛ نتمنى ان نسمع ردا (مسؤولا) من السيد (البلول)؛ (يعي) ويفهم فيه ما يقول!

ونهدي البلول ابيات الشاعر الرائع محمد مفتاح الفيتوري؛ ونتمنى ان يعي البلول ما يقول:

لم يتركوا لك ما تريد

لم يتركوا لك (ما تقول)

حين يغدو الصمت (مائدة)

وتنسكب (المجاعة) في (العقول)!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى