جدو أحمد طلب يكتب: وهتف إنسان أم رمتة.. صفاً واحداً خلف القائد.. دقلو

20 أكتوبر 2022م

الثامنة صباحاً هي موعد وصولنا إلى منطقة ود السفوري عروس بحر أبيض، الواقعة على ضفاف النيل، والتي تزيّنت وتوشّحت باكراً بوشاح الكرم والجود، والكرم الذي وجدناه في بحرنا الأبيض لا مثيل له، الملايين مُصطفون على أرصفة الطرقات، الشباب، الطرق الصوفية، الفعاليات المجتمعية والسياسية والأطفال في مقدمة الكبار، من خلفهم حواء البلاد التي شكّلت لوحة مجتمعية ضخمة ضاقت بها ساحات ود السفوري الواسعة المترامية الأطراف.. هذا غير المبادرات الشبابية، البناء والتعمير وغيرها التي هي الأخرى كانت حضوراً مميزاً، فضلاً عن الأجسام الثورية المستقلة.. مناسبة قرآنية تنادت إليها كافة قطاعات المجتمع من مٌدن وأرياف بحر أبيض، بعضهم يحمل اللافتات البيض مدون عليها حباب رجل السلام، مرحباً “دقلو” سداد الناقصة، حباب ولد حمدان، صفاً واحداً خلف القائد، بينما يحمل بعضهم على سواعده بوسترات مدون عليها دقلو يمثلني، حميدتي رجل السلام.

الحدثُ الأضخم، الفريد من نوعه هي لحظة وصول موكب نائب رئيس مجلس السيادة، الفريق أول محمد حمدان دقلو، لحظات تاريخيّة لا تُوصف بتاتاً، بداية صُفوف المُستقبلين تبعد عن ساحة الاحتفال ثلاثة آلاف متر تظاهرة مجتمعية فريدة من نوعها، حيث لا تُرى نهايتهم عن البداية، الجميع يهتف هنا وهناك هللت أهلاً ونزلت سهلاً ببحر أبيض يا “دقلو”، هتفوا صفاً واحداً خلف القائد، تحرك موكب “حمدان” قاصداً المنصة، فبدأ المستقبلون مشواراً جديداً مع موكبه، حيث التكبير والجلالة يجعلانك تكاد لا تسمع شيئاً من شدة الصوت، هنا يخطر في بالك سؤال من أي طين هؤلاء الناس؟.

شيئاً فشيئاً، وصلنا نصف ساحة الاستقبال، وهنا مساحة يطيبُ عندها المقام، حيث نُحرت الإبل بمناسبة وصوله، بينما قدح الميارم حاضرًا على رؤوس النساء، يا إلهي ما كل هذا، إنه الكرمُ الفيّاض الذي نسمع به، حرمت تبشر “دقلو” هكذا كان يهتف سُلطان المدينة ومن خلفه الجمهور، بدأ البرنامج وجاءت مساحة الكلام الممزوج بماء الذهب، حيث تحدث سلطان المنطقة ومن بعده شيخ مجمع خلاوي ود السفوري، حديثهم جميعاً كان واضحاً، متناولين جهود “دقلو ” الذي صال وجال مدن السودان المختلفة، مقدماً الخدمات الصحية والتعليمية، فكان عهدهم أن أمضِ قدماً ولد حمدان من خلفك رجال.

وسط أهازيج الفرح وقرع الطبول، بدأ النائب حديثه، مُهنئاً حَفَظَة كتاب الله على التخرج، في الوقت نفسه تبرّع لهم بمدرسة تاج الحافظين مكافأة منه على دورهم الرائد في حفظ القرآن الكريم، من ثم تقدم بصوت الشكر والتقدير والعرفان لأهل ود السفوري الذين حضروا لاستقباله، وهنا توعّد بحلحلة كافة المشكلات التي تُعاني منها المنطقة مع حكومة الولاية، مؤكداً موقفه الثابت تجاه التغيير الذي تم في الحادي عشر من أبريل من العام ٢٠١٩م، داعياً أهالي المنطقة لقبول الآخر، وأوضح دقلو أنه يريد اتفاقاً يرضي الجميع ويوحد السودانيين، لحظة هتف عندها الحاضرون، ثم قالوا بملء الفم “قدام – دقلو” رجل السلام قدام ولد حمدان، ثم واصل حديثه حتى وصل ما تنغشوا تاني، خلونا نصل لاتفاق يخرج البلاد إلى بر الأمان ويوحدنا ولا بديل للسلام إلا السلام الذي أصبح واقعاً معاشاً.

دقلو كان صادقاً في كلامه، وخطابه كان واضحاً، مؤكداً فيه إيمانه القاطع بوحدة تراب البلد والحرص على أمنه واستقراره، وقبل نزوله من المنصة تعهد بإنشاء جسر أبو “حليف” الذي أصبح عائقاً حقيقياً لأهل المناطق الغربية منذ القدم بولاية النيل الأبيض، خطوة مهمة وموفقة وهتف عندها الجميع بصوت عالٍ شكراً (حمدان) شكراً (دقلو).. لحظة نزوله عن المنصة لم يترك الجمهور مساحة له، ضاقت بهم الساحة مجدداً والجميع يريد مصافحة (دقلو) فما كان لـ(دقلو) إلا أن يُصافح شعبه الجميل، لحظات أكثر من متواضعة نالت إعجاب الحضور.. وعند الوداع بدأ مشوار الفرح الآخر من جديد، حيث التكبير والزغاريد ملأت ساحة الاحتفال، غادرنا دقلو ولم يغادر الجمهور بعد، لا يزالون يعيشون فرحة الوصول، تبادلنا معهم أطراف الحديث لمعرفه إن كانوا سعيدين بهذه الزيارة، وجدنا قادتهم وشبابهم والجميع مؤيداً ومختاراً “دقلو”، فكان لسان حالهم “حمدان” رجل الحاضر والمستقبل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى