فوز السودان في مجلس حقوق الإنسان.. رسائل لمن يهمّه الأمر

فوز السودان في مجلس حقوق الإنسان.. رسائل لمن يهمّه الأمر

تقرير- مريم أبشر

أعادت الجمعية العامة للأمم المتحدة، الثلاثاء الماضي، 14 دولة من بينها السودان في مجلس حقوق الإنسان لفترة جديدة 2023 ــ 2025، ممثلاً لمجموعة شرق أفريقيا.

وقال رئيس الجمعية العامة، تشابا كوروشي، إن 14 دولة فازت بعضوية مجلس حقوق الإنسان في الانتخابات من بينها السودان وجنوب أفريقيا والمغرب وألمانيا.

واعتبرت وزارة الخارجية السودانية، في بيان لها إعادة انتخاب البلاد لفترة ثانية لعضوية مجلس حقوق الإنسان فوزاً مستحقاً.

وأشارت إلى أن السودان وَاجَه حملةً شرسةً لعرقلة إعادة انتخابه في عضوية المجلس، مما دعاها إلى قيادة تحرُّكات دبلوماسية واسعة في إطار التعاون الوثيق مع الدول الصديقة والشركاء الدوليين.

وأضافت: “أسفرت الحملة الدبلوماسية عن الفوز الساحق الذي حققه السودان بحصوله على 157 من أصل 190 صوتًا، أهّلته للفوز بجدارة لعضوية مجلس حقوق الإنسان”.

ويتألّف مجلس حقوق الإنسان من 47 دولة، مسؤولة عن تعزيز حقوق الإنسان وحمايتها في كافة أنحاء العالم وتناول حالات انتهاكات الحُقوق وتقديم توصيات بشأنها.

وتستند عضوية المجلس إلى التوزيع الجُغرافي، حيث تحوز الدول الأفريقية على 13 مقعدًا ومثلها للدول الآسيوية، فيما تُحظى دول أوروبا الشرقية بـ6 مقاعد، بينما تصل مصاعد دول أمريكا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي إلى 8، اما بقية المقاعد الـ7 فهي لدول أخرى وأوروبا الغربية.

وقالت وزارة الخارجية إنّ فوز السودان يؤكد التزامه بالقوانين والاتفاقيات الدولية المعنية بحقوق الإنسان.

وتمتد ولاية أعضاء مجلس حقوق الإنسان لثلاث سنوات، غير قابلة للتجديد مُباشرةً لأيّة دولة شغلت فترتين مُتتاليتين.

أمس واليوم

لكن المُتابعين لتداعيات انتخاب السودان عضواً في مجلس حقوق الإنسان للمرة الثانية، اشاروا إلى ان انتخاب السودان في 2019م، كانت نتيجة التصويت وضعت السودان في المرتبة الأولى من بين جميع المترشحين بما فيهم عدد من الدول الغربية، حيث نال السودان 175 صوتاً متقدماً بذلك على كل من ألمانيا (174)، هولندا (172)، اليابان (165)، البرازيل (153)، بولندا (124) وفنزويلا (105). وعزا المتابعون، الأسباب في تلك الفترة والتي  دفعت أعضاء الجمعية العامة للأمم المتحدة في أكتوبر 2019م للتصويت بقوة لصالح السودان لتفجير الشعب السوداني لثورة ديسمبر السلمية المجيدة التي أبهرت العالم، إلى جانب الحكومة المدنية التي كانت تقود البلاد برئاسة الدكتور عبد الله حمدوك، والسياسة الخارجية المُتوازنة التي انتهجتها الحكومة، توقيع وزارة الخارجية السودانية لمذكرة تفاهم مع مفوضة الأمم المتحدة السامية لحقوق الإنسان بفتح مكتب قطري للمفوضية بالبلاد، خروج السودان نهائياً من نظام الإجراءات الخاصّة بمجلس حقوق الإنسان، انضمام السودان لعددٍ من الصكوك الدولية لحُقُوق الإنسان ومن بينها اتفاقية مُناهضة التعذيب واتفاقية حماية الأشخاص من الاختفاء القسري، إجازة مجلس الوزراء لانضمام السودان لاتفاقية سيداو مع تحفُّظات، ولبروتوكول موبوتو وتوقيع بروتوكول تعاون مع المحكمة الجنائية الدولية، انضمام السودان لعدد من الاتفاقيات الأساسية بمنظمة العمل الدولية، اعتماد الحكومة السودانية لأول خُطة وطنية لتنفيذ قرار مجلس الأمن 1325/2000 “المرأة والأمن والسلام”، اعتماد مجلس الوزراء ومجلس السيادة لعدد من مشاريع القوانين الخاصّة بالمُفوضيات المُستقلة “العدالة الانتقالية، السلام، مكافحة الفساد واسترداد الأموال العامة”، تعديل قانون مكافحة الإتجار بالبشر.

فيما دفع التصويت الحالي بدولة جنوب أفريقيا لتكون في المرتبة الأولى (182 صوتاً) والسودان في المرتبة التاسعة (157).

ورأى المراقبون أن هنالك جملة أسباب جعلت السودان يتراجع عن الحفاظ بالمرتبة الأولى، أبرزها أهمها إجراءات 25 أكتوبر وما ترتّب عليها من خطواتٍ بما فيها حل الحكومة وتعليق العمل بمواد رئيسية في الوثيقة الدستورية واستخدام العُنف وتعليق عضوية السودان في الاتحاد الأفريقي، الأمر الذي دفع بمجلس حقوق الإنسان لتعيين خبير مُستقل لحقوق الإنسان بالسودان، ويرى المُراقبون أن على السودان وفقاً للعضوية الجديدة تنفيذ كل التعهُّدات الطوعية التي تقدم بها للفوز بعضوية مجلس حقوق الإنسان، وأهمها استعادة الحكم المدني، تنفيذ قرارات مجلس حقوق الإنسان وتوصيات  الخبير المستقل وبعثة فولكر وآلية الاستعراض الدوري الشامل.

تواجدٌ دوليٌّ

فوز السودان وبهذا العدد الكبير من الأصوات في الجمعية العامة لحقوق الإنسان (157 من جملة 190) صوتاً، يعني أن هنالك عملا كبيرا ومجهودا مكثفا قامت به الوزارة وإداراتها وبعثتها الدبلوماسية بالخارج تحت إشراف قيادة الدولة وفق ما يراه السفير عبد الرحيم خليل الناطق الرسمي باسم وزارة الخارجية في إفادته لـ”الصيحة” أمس، مضيفاً أن هذا الفوز اعتراف للمجتمع الدولي بالتطور الإيجابي لحالة حقوق الإنسان في السودان، فضلاً عن التأكيد على التزام السودان بالاتفاقات والتعاهدات الدولية المؤدية لتطور حالة حقوق الإنسان.

ويرى الناطق باسم الخارجية أنّ الفوز للمرة الثانية بمقعد في مجلس حقوق الإنسان يؤشر على التواجد الفاعل في المنظمات الدولية وتعاونه مع المُجتمع الدولي مجال حقوق الإنسان، وبالتالي يؤهله للحصول على الدعم الفني والتدريب لمزيد من تحسين حالة حقوق الإنسان.

رسائل

خبير دبلوماسي  اعتبر فوز السودان وبهذه الطريقة الظاهرة، مؤشراً مهماً، لجهة أن 157 دولة تصوِّت لصالح السودان في محفل دولي عالمي، وهو فوز غير عادي، لأنه لم يتحقّق بالحد الأدنى، يُعد إنجازا كبيرا وأن المجتمع الدولي يقدر ما يقوم به السودان، وأضاف الخبير أن يحقق هذا الإنجاز وهو مرشح عن المجموعة الأفريقية، يُؤكِّد أيضاً وقوف دول القارة مع السودان ودعم الحَاضِنَة له رغم تجميد عضويته، فضلاً عن أن الفوز يمثل تقديراً لكل الجهود التي تبذلها الحكومة في إرساء دعائم السلام والاستقرار وحماية حقوق الإنسان، ويرى الخبير في إفادته أنّ الفوز ينطوي على مؤشر سياسي مهم وهو  مُحاولة لتشجيع كل الأطراف للمضي قدماً والسعي لتحقيق الوفاق والاستقرار، وأن يستمر الالتزام بالمعايير الدولية والتعاون مع المُجتمع الدولي في مجال حقوق الإنسان.

مراقبون يرون أن فوز السودان وللمرة الثانية بمقعد في مجلس حقوق الإنسان، وفي اجتماع جرت كل فعالياته بنيويورك، يمثل امتداداً للجهود والاتصالات والجُهود التي بُذلت إبان مُشاركة السودان في اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها 77 والتي شارك فيها بوفد رأسه رئيس مجلس السيادة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى