ياسر زين العابدين المحامي يكتب : بيع الفوط الصحية

16  اكتوبر 2022م

 

حدث لم يسترع اهتماماً، ومَرّ مُرُورَ

الكرام…

نلتفت لما هو خارقٌ للعادة أو مثير للغرابة…

فوز الإسلاميين بانتخابات النادي

الثقافي بشندي…

ما جرى بشندي له معانيه ومؤشراته..

رسالة لقحت، وبقية فتات لا قواعد له…

لتعرف الأمر نتائجه مَحسومة…

وتعرف، وزنها، وحجمها وقُدراتها..

فتفضّل انتخابات بعيدة، تتبرّم عند السؤال عنها…

ومهما فعلت فإنها آتية لا ريب فيها…

لم يستفيدوا من تجربة الحكم الفائتة

وما جرى فيها…

وقد حكموا بعقلية ناشطين بلا خبرة…

لم يستعدوا بكوادر قادرة ومُدرّبة…

ذات بُعد نظر تقرأ، تُحلِّل وتُرتِّب…

تُدير الانتقال للوصول لبر الأمان…

تدخل المضمار بثقة، بقدرةٍ، باستعداد

يضمن المُشاركة…

تحسم جزءاً إن لم يكُ نصيب الأسد…

وقد طلبوا (١٥) سنة قابلة للتمديد..

سراً، ليس بالهواء الطلق، وبالجهر…

طالبوا بدولة مدنية عاجلاً بلا تلكؤ…

لتفكيك نظام الإنقاذ، ولإعداد قانون

الانتخابات فلننتظر قليلاً…

عدّت سنين منذ سقوط الإنقاذ…

لم يُحرِّكوا ساكناً، وقع الفأس بالرأس…

كلما حكمت قحت بعدت من الشعب…

كلما تقلّدت المناصب فشلت بتنفيذ

أهداف الثورة…

ويبحث الشعب عن قشّة تنقذه من

إدمان الفشل…

الهتاف، الجوع ولا الكيزان غاب…

وأي كوز ندوسو دوس، صار أي كوز

نبوسو بوس…

مضى هُنا، وهُناك، جهر به البعض…

وقد يتغنى به الكثير إن لم تعتبر

قحت…

مياهٌ كثيرةٌ جرت تحت الجسر وهي

نائمة…

مواقف، إحباطات، مرارات مشهودة..

القطيع فهم، ثمة سواقة بالخلاء…

استدار الزمن بهيئته الأولى بمعايير

جديدة…

استفاد الإسلاميون من أخطائهم..

ومن أخطاء غيرهم ووظّفوها بعقل…

إلى حيث ميعاد تحسم فيه النتائج…

بَاتَ لهم تأثيرٌ، استعدوا للمرحلة هذه…

يعملون بصمت بينما قحت تبحث عن

سلطة محدودة ومشروطة…

صارت مكشوفة الظهر لا سَنَدَ لَهَا…

تستجدي العسكر خرقة بالية لا تستر..

وتتقارب مع الرباعية، وفولكر، تستقوي

بهم…

هؤلاء لا كلمة لهم، الشعب مَن يقول

الكلمة الأخيرة…

إنهم شتات، بلا اتفاق بكل شيء…

مُنقسمون ويمضون نحو الحريق…

تحسبهم جميعا وقلوبهم شتي…

الحديث يكشف هذا، وقد شيّعهم

لمثواهم الأخير…

الفوز طعمه علقمٌ، سمٌّ زعافٌ، الهزيمة

لها ما بعدها…

حدثٌ صغيرٌ لكن تداعيه كبيرٌ…

هكذا يهربون عند ذكر الانتخابات…

استقبال أيلا بالشرق كشف واقعاً لا

يُمكن تجاهله…

نصرة الإسلامي نافع تقاربت مع ما ذهبنا إليه…

وفدت قيادات ذات وزن، مرّت بهدوءٍ

لم تُهاجم كما حدث بقرطبة آنذاك…

لقد تعدّلت النظرة فالمرحلة غير…

إنّهم سجّلوا نقاطاً مهمةً، ومؤثرةً…

وقحت تتسوّل نذراً يسيراً من سلطة…

وأهم إنجازاتها بيعها الفوط الصحية بنصف القيمة بصيدلية شوامخ…

العهدة على الراوي، الحزب الشيوعي

الذي يسخر دائماً…

الإسلاميون يعدون أنفسهم ليوم نراه

قريباً، قحت تراه بعيداً…

وتهرب إلى الخلف كلما ذكر أوانه…

تفارق خط الجماهير، وتلعب بالحبال…

تسعى للسلطة، لا تكترث لفعلها هذا..

لقد سقطت وذهبت أدراج الرياح…

هل تعتبر قحت وتسمع أم لا…

هل تسمع صخب الرعود أم لا…؟

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى