هل يقبل حمدوك العودة؟

هل يقبل حمدوك العودة؟

الخرطوم: الطيب محمد خير

في ظل الصعوبات التي تواجهها القوى السياسية في توحيد صفوفها كشرط قطعه الفريق البرهان لتسليمها السلطة، سرت أخبار متداولة بأن عودة رئيس مجلس الوزراء السابق عبد الله حمدوك مجدّدًا لرئاسة مجلس الوزراء باتت وشيكة برعاية من دولة الإمارات احد اطراف الوساطة الرباعية التي تضم الولايات المتحدة والسعودية وبريطانيا والامارات.

وبحسب صحيفة اليوم التالي، فإن حمدوك وافق على العودة إلى منصبه، لكن من المتوقع أن يواجه القرار رفضا حادا من الشارع والقوى السياسية التي تجمع على فشل حمدوك،  رغم المساندة والدعم الدولي والمحلي غير المسبوق الذي لم يحظ به رئيس او زعيم سياسي في تاريخ السودان.

وسارع الحزب الشيوعي لوصف التسريبات بعودة رئيس الوزراء السابق عبد الله حمدوك إلى منصبه على لسان الناطق الرسمي باسم الحزب الشيوعي فتحي فضل بأنّها مثيرة للدهشة والاستغراب، مذكراً بأنّ حمدوك أثبت فشله مرتين. واعتبر كبير مستشاري حمدوك أمجد فريد الحديث والشائعات المنتشرة عن عودة دكتور حمدوك لتكوين حكومة ذرا للرماد في العيون للتمويه والتمهيد لتعيين مرشح آخر وربط اسمه بحمدوك كخيار ثان حال عدم نجاح التفاهمات السرية التي تجرى حالياً.

وكان الدكتور عبد الله حمدوك أزيح عن منصبه بقرارات قائد القوات المسلحة رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان  التي حل فيها حكومته بعد فشل مبادرته التي رأى البعض فيها حيلة لذر الرماد في العيون وصرف الأنظار عن الخلاف الموجود أصلاً بينه والقوى السياسية التي ترى أن حمدوك يحاول تجاوزها ليكون رجل دولة فوق الأحزاب السياسية ، خاصة حاضنته السياسية قوى الحرية والتغيير التي ترى انه ضعيف وغير متهامٍ مع برامجها رغم محاولة حمدوك الظهور في عيون المجتمع الدولي بأنه في موقع قوة وانه فوق الجميع وفوق الأحزاب السياسية ورئيس حكومة لكل السودانيين.

لكن يبقى السؤال ماذا وراء تسويق عودة حمدوك مقترناً برعاية الإمارات احد اركان المبادرة الرباعية هل هناك صفقة سرية تم عبرها التوصل إلى تسوية مع القوى السياسية في كواليس تحالفاتها وتسوية خلافاتها  انتهت لاتفاق خفي بتشكيل حكومة مختلطة بين تكنوقراط وسياسيين.

وقالت وزيرة العمل السابقة في حكومة حمدوك تيسير النوراني للصيحة، ان التكهنات السارية الآن بعودة حمدوك شائعات ليس لها اي منطق يسندها، والذي يعرف حمدوك وطريقة تفكيره يعلم تماماً باستحالة عودته مجدداً لتولي منصب رئيس الوزراء. واضافت لا ارى سببا يدفع حمدوك للعودة وهذا ما اكدته زوجته في تغريدة لها نفت فيها هذه الشائعات، لكن ما  يجرى لا يتعدى ان يكون محاولة تغبيش من مجموعات الفلول للتشويش التي عادت للواجهة في ظل الفراغ الماثل الآن.

وقال المحلل السياسي عبد الله آدم خاطر للصيحة ان القوى السياسية جميعها خلال العام الذي اعقب استقالة حكومة وصلت لقناعة ان حمدوك وضعت عليه اعباءً اثقلت كاهله وكان يحمل أوزارا ليست له، وهناك من اعترف بانه اساء لحمدوك واعتذر عن ذلك ، وفوق هذا خلال هذا العام الذي اعقب الاستقالة، توصل الرأي العام الذي كان منقسماً حول حمدوك بين مؤيد ومعارض، اعترف له بإنجازات، اذ استطاع ان يقدم ما يجعله قائدا حقيقيا للبلد باتجاه التحول الديمقراطي ونقلها من العزلة للاندماج في المجتمع الدولي، وأيضاً التحول من خانة الاستهلاك الى الإنتاج، هذه كلها كانت جوانب موجبة واضحة يفترض تحسب لحمدوك، لكن غض الطرف عنها بسبب الكيد السياسي.

وأضاف خاطر بالتالي ان كانت هناك نية لإعادة حمدوك كرئيس وزراء لاستكمال المرحلة الانتقالية لن تكون بإيعاز او دفع من اي دولة، وانما ستكون من منطلق تقييم الشعب السوداني لأداء حمدوك خلال الفترة الماضية، ومقارنة ذلك بما وصلت اليه حالة البلد من وضع مزر تعيشه اليوم، وهنا لا بد من الإشارة الى انه لا يمكن ان يتفق جميع السودانيين على حمدوك او العكس لا يمكن أن يختلفوا معه جميعاً، لكن الأمر المهم أن يتم الاتفاق على ضرورة الانتقال والتحول نحو الديمقراطية واستقرار البلد وإعادتها للمجتمع الدولي. فحمدوك مثله مثل أبناء الشعب السوداني المستنيرين الأكفاء يمكنه ان يقوم بهذا الدور في إدارة البلد والوصول بها لانتخابات حرة ونزيهة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى