الجبهة الثورية.. هل ينجح المسلحون في تقديم حل فشل فيه المدنيون؟ 

 

الخرطوم: صلاح مختار  27مارس2022م

دخلت الجبهة الثورية على خط القوى السياسية والدولية التي طرحت مبادرات لحل الأزمة السودانية. ويلوح السؤال الذي يطرح نفسه هل ستصمد مبادرتها أم ستطيح بها رياح الخلافات السياسية الداخلية؟.

ويقول عضو مجلس السيادة الانتقالي رئيس الجبهة الثورية، الهادي إدريس ان الجبهة كيان كبير، سيتصدى لمسؤوليته التاريخية في هذا الظرف الدقيق، لمنع انهيار السودان.

 

الخروج بمبادرة

وأضاف إدريس خلال مخاطبته، الجلسة التي نظمتها حكومة إقليم النيل الأزرق أن المؤتمر التداولي الأول للجبهة الثورية المنعقد بمدينة الدمازين، من المُقرّر أن يخرج بمُبادرة، لمعالجة الأزمة السودانية الراهنة، ستُطرح لكل السودانيين، مشيراً إلى أن السودان الذي يزخر بموارده البشرية والطبيعة الضخمة يستحق شعبه حياة أفضل.

تنفيذ المصالحات

وفي السياق نفسه،  حذّر عضو مجلس السيادة، الطاهر حجر، السودانيين من أي محاولة من شأنها أن تقود إلى احتكار السلطة، مطالباً بضرورة العدل بين الناس، وقال إن هذا البلد يسع جميع أبنائه ويجب أن يمثلوا جميعاً في إدارته، لافتاً إلى أن سبب الحروب في السودان، محاولات البعض احتكار السلطة والمحاباة ، مشدداً على عدم تكرار تجارب الماضي في هذا الصدد.

طرح المبادرة

يؤكد المحلل السياسي أبو بكر آدم أن الجبهة الثورية ستواجه اعتراضات ومعاول من العقبات التي لا يمكن تجاهلها بأي شكل من الأشكال، وقال ان واحدة من تلك الاشكال النظرة التي يبديها البعض تجاه الحركات المسلحة، خاصة الرأي العام بعد دخول قواتها العاصمة، بجانب ذلك فشل الترتيبات الأمنية وعملية الدمج والتسريح لقوات الحركات المنتشرة حول الخرطوم، وقال ان البعض يرى ان الحركات المسلحة عليها ان تدمج قواتها وتصبح  أحزابا سياسية وبالتالي يمكنها التعاطي مع المجتمع المدني، وقال لـ(الصيحة) كيف يمكن لحركة تحمل السلاح بيد واليد الأخرى تحمل اغصان الزيتون؟ ورأى أن الأمر يحتاج الى نوع من العقلانية في التفكير السياسي السوداني, لأن البعض يرى ان القوى الثورية لا تحتاج من القوى السياسية في الخرطوم أن تقترح أو تُملِي عليها ماذا تفعل.

وزاد بقوله: المطلوب من الحركات، الاتفاق معنا على الرؤية والبرنامج، أما الآليات فلم نطلب منها تبني العمل المسلح، وكما يجب عليها أن لا تطلب منا التخلي عن الآلية التي نعتقد أن النظام لن يزول بدونها.

ويقول آدم، الجبهة الثورية ربما أرادت ان تدفع في اتجاه الحل السلمي خاصة في ظل الوضع الخطير الذي يمر به البلاد وضرورة الاتفاق على مشروع سياسي واحد يجمع الكل.

خلق علاقة

يذهب محللون سياسيون إلى الجزم بفشل تحالف الحركات المسلحة في خلق علاقات مع الأحزاب السياسية في الداخل، مستبعدين إمكان تطوير أفكار السياسيين التقليديين في أحزاب المعارضة التي تنظر إلى الحركات المسلحة بشيءٍ من التوجُّس لأنها تطرح نفسها كبديل في سدة الحكم.

وحسب مصدر، فضّل عدم الكشف عن هويته، فإن النبرة العنصرية والجهوية التي يحملها التحالف بين طياته هي التي حفّزت الأحزاب السياسية الداخلية على عدم الموافقة على منهج التحالف الثوري. وقال المصدر (المواطنون في الداخل ليسوا جميعاً مع النظام، لكنهم ضد ما يلوح في الأفق من فوضى وراء أهداف هذا التحالف الذي يحمل طاقة هدم لا طاقة بناء)، وأضاف (حالة العنصرية والرغبة في الانتقام والتدمير التي يشعر بها المُوقِّعون على تحالف القوى الثورية هي التي أبعدت الشارع عنهم، ليس تأييداً للنظام القائم، بل لأن المواطن ملّ الحروب والصراعات التي استمرت طيلة نصف قرن من الزمان).

تناغم وتنسيق

ويقول نائب رئيس هيئة الأركان المتحدث الرسمي الأسبق للقوات المسلحة السودانية الفريق ركن محمد بشير سليمان لـ(اندبندنت) ، ما حدث قبل وبعد اجراءات الـ(25) أكتوبر يؤكد أن هناك تناغماً وتنسيقاً بين المكون العسكري والحركات المسلحة، فاعتصام القصر الجمهوري وفضّه لم يكن عفوياً، فضلاً عن أنّ استمرار وزراء الحركات وعضويتهم في مجلس السيادة في مناصبهم بعد إجراءات البرهان دلالة على أن هناك وحدة هدف ورؤية مشتركة بينهما، كما أن الحركات هي الجهة الوحيدة التي أيّدت تلك الإجراءات ولم ترفضه كبقية مكونات المجتمع السوداني، واستطرد هذا التحالف وضع القوات المسلحة محل اتهام بأنّها تُمارس نشاطاً سياسياً، فضلاً عن أنه خلق حالة من السيولة الأمنية والصراع السياسي الحاد الذي قد يعرض البلاد إلى أخطار محدقة ومصير مجهول، بالنظر إلى شعارات اللاءات الثلاثة التي يرفعها المحتجون في التظاهرات (لا شراكة، لا تفاوض ولا شرعية).

وأضاف محللون لـ(الصيحة) ان جانبا كبيرا من الشعب السوداني ينظر للحركات المسلحة بأنها جزء من المكون العسكري وتحمل نفس رؤيته للحل، وهذا الاعتقاد ما يجعل رؤيتها مرفوضة قبل ان تطرحها، وذكر أن الجبهة الثورية عليها أن تثبت أولاً أنها تنطلق من منطلقات وطنية، وأنها حريصة على استقرار السودان وبعد ذلك يمكنها طرح رؤيتها للحل.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى