بينهم حمدوك ووجدي والخطيب: محاولات اغتيال السياسيين.. الدواعي!!

بينهم حمدوك ووجدي والخطيب: محاولات اغتيال السياسيين.. الدواعي!!

الخرطوم- صلاح مختار

ارتباك المشهد السياسي الداخلي في البلاد وما يعانيه من استقطاب حاد بين المكوِّنين العسكري والمدني, فَتَح الباب أمام مفردات ما كانت متعارفة أو متداولة في قاموس السياسة السودانية, ولعل الاغتيالات السياسية كوسيلة في السودان للوصول إلى كرسي الحكم لم تكن معروفة, ربما ساهم في ذلك  الانسداد السياسي والمواجهات بين السلطات الأمنية وموجة الاحتكاكات المستمرة بين الثوار والسلطات.

قائمة بأسماء

في أكتوبر 2021م، كشف عضو سكرتارية لجنة إزالة التمكين والقيادي بحزب الأمة القومي عروة الصادق وجود قائمة تشمل أسماء سياسيين في تحالف قوى الحرية والتغيير وأعضاء في اللجنة، تشمل وجدي صالح وصلاح منّاع، كمستهدفين بعمليات اغتيال، قائلاً: (هذه القائمة ليست الأولى وسبق أن تلقينا قائمة بأسماء شخصيات بارزة مستهدفة بعمليات اغتيال).

محاولة حمدوك

وظهر ملف الاغتيالات لأول مرة بعد الثورة في عهد السلطة الانتقالية عندما جرى استهداف موكب رئيس الوزراء عبدالله حمدوك، وفشلت عملية اغتياله وهدأت الأمور واعتبرت المحاولة في وقتها غريبة على السودان, ولكنها وضعت علامة استفهام وتساؤل حول طبيعة الأسباب التي أدت إلى هذه الخطوة, ربما في ذلك الوقت لم يكن الأفق السياسي بالسؤء الذي نشهده اليوم, ولذلك قتامة الوضع الداخلي وحالة الارتباك واحدة من مسببات اللجوء إلى تلك الظاهرة الغريبة كما يقول المحلِّلون.

محاولة سابقة

ربما ما تعرَّض له عضو لجنة تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989م، وجدي صالح ما هو إلا تجسيد لحالة الارتباك والسيولة السياسية وانسداد الأفق وانعكاس للوضع الداخلي, ويبدو أن  صالح  في هذه  المحاولة كان مباشراً في اتهامه لرموز النظام السابق، حيث قال صالح عن المحاولة: توقف عدد من الملثمين على متن ثلاث عربات ماركة بوكس تايوتا دون لوحات ثم غادرت بسرعة مبتعدة عن طريق الأسفلت وفرَّت باستخدام الطرق الداخلية الترابية, وقال في (تغريدة): تعلمون جيِّداً أن ما نقوم به من عمل يوجع رموز وأنصار النظام المباد، وأننا بسند ودعم شعبنا نعمل على تفكيك نظامهم، كما كان الوعد، وقال: قبولي بالعمل في لجنة التمكين تفكيك نظام الثلاثين من يونيو، ومحاربة الفساد جاء من إيماني المطلق بأن هذا المكان هو حصن الثورة ودرعها المتين وأن لا حرية ولا سلام ولا عدالة ستحقق ما لم يتم تفكيك النظام المباد.

العبث بالإطارات

وكان عضو لجنة تفكيك تمكين نظام الثلاثين من يونيو 1989م، الدكتور صلاح منَّاع، كشف عن تعرُّض اثنين من أعضاء اللجنة لعمليتين مدبرتين لاغتيالهما من خلال العبث بإطارات سيارتيهما. وأضاف صلاح منَّاع أن عضوي اللجنة وجدي صالح وبابكر فيصل، تعرَّضا لمحاولتي تصفية بطريقة مشابهة عن طريق فك (صواميل) الإطارات الأمامية لسيارتيهما. من جهته أكد وجدي صالح بحسب صحيفة (الديموقراطي)، حدوث الواقعتين، وقال: “تم تدارك الأمر بعد تحرُّك السيارة مباشرة”، وأضاف أنه تلقى العديد من التهديدات، وشدَّد صالح على أن ذلك لن يثني اللجنة أو يمنعها من تأدية واجباتها الوطنية.

قضايا التأمين

المحاولات تكرَّرت وطالت الحزب الشيوعي الذي أكد أن السكرتير السياسي للحزب، محمد مختار الخطيب، يواجه استهدافًا يتمثل في المتابعة والترصد ما يمثل تهديدًا مباشرًا عبر ظهور عناصر شبه عسكرية ملثمة بالكدمول (غطاء الوجه) لأكثر من مرة. واستعرض المكتب السياسي للحزب “قضايا التأمين والحماية لمجمل عضوية الحزب والمرافق الخاصة به في العاصمة والمناطق المختلفة, كما وجه المكتب السياسي للحزب “هيئات الحماية بالحزب لاتخاذ تدابير الحماية اللازمة والتصدي لمثل هذه التهديدات.

حزب الأمة

وفي مطلع سبتمبر ٢٠٢٢م، أعلن حزب الأمة القومي تعرَّض سكرتير الحزب بولاية غرب دارفور، عبد الرسول عبد الواحد، لمحاولة اغتيال بإطلاق نار على منزله بمدينة الجنينة من جهاتٍ مجهولة وقالت الأمانة العامة للحزب في بيان: إن المجموعة كانت تراقب منزله، وعندما لم تتمكَّن من العثور عليه أطلقت وابلاً من الرصاص على منزله. وأشار الحزب إلى ارتباط العملية ببيان أصدره الحزب قبل ثلاثة أيام حول الفساد في قطاع الأراضي بالولاية، ومحاولة إعادة تخطيط الأراضي في المدينة بهدف تحصيل مزيد من الجبايات المالية, وحمّل الحزب حكومة الولاية المسؤولية الكاملة عن سكرتيره وطالب بالتحقيق الفوري في الحادث والكشف عن الجناة؟

ظاهرة دخيلة

ويرى القيادي بحزب الأمة القومي إمام الحلو، أن ظاهرة محاولة الاغتيالات هي ظاهرة دخيلة على المجتمع السوداني, بأن تكون هنالك استهداف لشخصيات سياسية أو اجتماعية أو شخصيات لها تأثير في المجتمع. وقال لـ(الصيحة): هي ظاهرة ما كانت موجودة في العمل العام, ليس هناك عنف كما في المجتمعات من حول البلاد. لذلك واحدة من إفرازات عدم استقرار المسار الديموقراطي واستمرار التعقيدان وحالة الانسداد الذي جاء بعد قرارات (25) من أكتوبر, ورأى أن الحكومة الحالية تتحمَّل المسؤولية كي تحقق وتكشف وتعرف من يقف وراء هذه المحاولات, وتقدمهم للقضاء. وأكد هي مسؤولية الدولة والسلطة الحاكم الآن, وأضاف نحن ندين أي محاولات لاستخدام العنف والإرهاب في العمل الوطني ونربى أن تكون هنالك جهة تقف خلف هذه المحاولات.  وأقر بوجود جهات لها  مصلحة في زعزعة الاستقرار في البلد, وإحداث فوضى كي تمهِّد لخطوات مقبلة, مبيِّناً أن هذا -أيضاً- لن يحقق شيئاً, وستقود في النهاية إلى فشل السلطة الحاكمة في الأمن وهي النتيجة الأخيرة.

غير متشائم

ويقول الحلو: أنا لست متشائماً ومتفائل دائماً, رغم قتامة الوضع السياسي. فإن الشعب السوداني في اللحظات التاريخية سيتجلى مهما كان في إيجاد مخرج. وكذلك قياداته مهما كان  الوضع الآن يبدو مهترئاً ويبدو فيه سيولة عالية, ولكن تلك الإفرازات سواءً أكان العنف ومن قبلها (9) طويلة كلها ظواهر دخيلة, غير أنه أكد أن بنية المجتمع السوداني سواءً أكان في العاصمة أو الأقاليم, هي بنية اجتماعية متماسكة جداً من الصعب أن تفلح قوى في قلقلتها, إلا وكان نظام الإنقاذ خلال ثلاثين عاماً، فيما كان يعرف بالتخطيط الاجتماعي،وقال: نحن نعتمد على التربية الاجتماعية للمجتمع السوداني وترابطه, أن لا يعطي قوى الردة الفرصة بأن تظهر بمظاهر جديدة, سواءً على المستوى السياسي أو الاجتماعي أو الأمني.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى