الآفات تهدِّد نجاح الموسم الزراعي بمحلية مرشنج

 

بقلم- عز الدين المصري   22 سبتمبر 2022م

تزداد المخاوف يوماً بعد يوم لدى مزارعي محلية مرشنج بولاية جنوب دارفور نيالا بسبب الموسم الزراعي هذه العام  هجوم الآفات الزراعية على مزارعهم ليلاً، وبما أن فترة حصاد قد اقتربت والمؤشرات الأولية تبشِّر بإنتاجية كبيرة نسبة لمعدَّلات هطول الأمطار الغزيرة والمنتظمة التي شهدتها المنطقة، إلا أن الخطر الحقيقي أمام المزارعين هذه الأيام هو تفاقم الآفات وانتشارها في مساحات واسعة وتأثيرها على المحاصيل الزراعية خاصة محصولي الدخن والذرة في الاتجاه الجنوبي والجنوبي الشرقي والجنوبي الغربي للمنطقة، والتي تعتبر من المناطق المنكوبة، حيث أصبح هناك تخوُّف واضح وسط المزارعين بأن تقضي الآفات على إنتاجهم الزراعي مع استمرار حجم الخسائر الناتجة عند ظهورها حتى الآن نتيجة لكثرتها وسرعة انقضاضها على المحاصيل الزراعية وطبقاً للمعلومات الأولية المقدَّمة من قبل المزارعين أن هذه النوع من الآفة المسمى بـ(الجوران الليبي) حسب التسمية المحلية تظهر لأول مرة في تلك المناطق حيث أنها تختفي نهاراً وتظهر بكثافة بعد مغيب الشمس، وأكد بعض المزارعين من بينهم  محمد الزين عبدالله، الذي هاجمت مزرعته هذه الآفات ويوسف آدم طه، بأنهما أبلغا السلطات بالمحلية والولاية بتزايد الآفات الزراعية إلا أن قدرة وإمكانات المحلية على التصدي لها ضعيفة مقارنة بالمساحة الواسعة التي انتشرت فيها، فيما أشار الأستاذ أحمد محمد حامد، مفتش وقاية ومدير محطة وقاية النباتات بالمحلية أنهم أجروا مسحاً ميدانياً للمنطقة التي ظهرت فيها الآفة  (دوي كري) بمجرَّد وصلهم شكاوى المزارعين وتم إرسال عينات من الآفة ومعها جزء من السنابل التالفة إلى الولاية  وقدَّمت السلطات الولائية عدة أنواع من المبيدات لاستخدامها في المكافحة، حيث نجحت إحدى أنواع المبيدات في القضاء علي الآفة وفشلت أنواع  أخرى إلا أنه ذكر بأن هناك تحديات أخرى  تقف أمامهم منها سرعة الانتشار ونقص في الطلمبات المستخدمة وأن الأجهزة المختصة بالولاية لم تشرع حتى الآن في تزويدهم بطائرات رش بحجة أن الآفة تم تصنيفها من ضمن الآفات المحلية التي يمكن القضاء عليها بالطرق التقليدية  الأرضية، إضافة إلى أن قدرة المزارع ضعيفة في تحمُّل نفقات شراء الوقود مع اتساع حجم المساحات المزروعة . وأشار مفتش وقاية النباتات في ختام حديثه بأنهم اجتمعوا مع المزارعين ولجنة أمن المحلية وحماية المزارع وكان من ضمن المخرجات دفع عربتان لحماية المزارعين على أن يتحمَّل المزارعون تكلفة الوقود.

إن ضعف قدرة وإمكانيات المحلية على السيطرة على تلك الآفة وانعدام الوقاية الزراعية فيها رغم الاستجابة لنداء المزارعين يتطلب تدخلاً من الولاية  لتوفير طائرات رش للمكافحة العاجلة والسريعة لإنقاذ تلك المناطق من الكارثة المحققة – فشل الموسم الزراعي يزيد من عمليات الهجرة الداخلية ويجعل سكان المنطقة تحت رحمة المنظمات الإغاثية التي تعتبر عملها غير منتظم كما تفقد المحلية ميزتها الإنتاجية الزراعية والحيوانية إذا استمر الأمر على ماهو عليه الآن مما يؤدي إلى نقص في المخزون الاستراتيجي للولاية، وأضعاف حركة التجارة نظراً للمساهمة الفاعلة التي تقدِّمها المحلية للولاية – إن تأخر تدخل السلطان المختصة بمكافحة الآفات وترك الأمر للمزارعين لمكافحتها بالطرق التقليدية بالرش بواسطة الآليات الأرضية اليدوية لوقف انتشارها يؤدى إلى استفحالها وبالتالي تصعب محاربتها ومكافحتها وإلى ضياع الموسم الزراعي، كما أن استمرار المزارع  بالمكافحة بالطرق التقليدية يعرِّض نفسه وممتلكاته للخطر بسبب تعدي المليشيات على المزارعين في الطرق وفي مزارعهم أثناء المكافحة، علماً بأن هذه الآفات لا تظهر إلا ليلاً.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى