العضو المستقل في مجلس السيادة.. مخاطر الاستقطاب

تقرير: النذير دفع الله

لأكثر من ثمانين يوماً عجافاً خاضتها قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري، حول التوصل لاتفاق سياسي يرضي الطرفين لتشكيل حكومة انتقالية يلتف حولها الجميع، وتوافق عليها القوى السياسية الأخرى، ولكن خاب الظن وانقطعت المساعي.

وما بين الشد والجذب والوساطة والتصعيد توصل الطرفان لاتفاق على كيفية تكوين المجلس السيادي الذي يمثل نقطة الخلاف الأساسية بين الطرفين، فتم التوافق على اقتسام مجلس السيادة بنسبة 5 إلى 5 وشخصية مدنية مستقلة يتوافق عليها الطرفان ذي خلفية عسكرية، وهو ما يفتح الباب أمام الكثير من التحفظات هو تعرض تلك الشخصية إلى عملية استقطاب خلال الفترة الانتقالية.

مدنية فقط

القيادي بقوى الحرية والتغيير خالد عمر، قال لـ(الصيحة) إنه لا توجد مخاطر تواجه الشخصية المستقلة التي تمل العدد ل(11) شخصا، موضحاً أن الحكمة من وراء اختيار الشخصية المستقلة، هي ضمان مبدأ الغلبة المدنية، وهو ما أصرت عليه قوى إعلان الحرية والتغيير بل وتهدئة مخاوف المجلس العسكري من أن المدنيين يستهترون بالقرار بل وتهميش دور المجلس العسكري، لذلك فإنه واحد من الحلول التي تخدم القضيتين اللتين توافق عليهما الطرفان، مبيناً أن الاستقطاب لن يكون مرتبطاً بالشخصية التي سيتم اختيارها، وإنما بمدى قدرة قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري على العمل كشركاء، وهنا تذوب عملية الاستقطاب مهما كانت، نافياً أن تكون الشخصية التي سيتم اختيارها شخصية لديها خلفية عسكرية، وإنما شخصية مدنية حسب الاتفاق الذي تم بيننا والمجلس العسكري، وكشف سلك أنه لم تتم مناقشة القضية في اختيار الشخصية المستقلة.

ازدواجية الشخصية

القيادي بحركة الإصلاح الآن أسامة توفيق، قال لـ(الصيحة) إن شخصية العضو المستقل في مجلس السيادة إذا كانت تحمل خلفية عسكرية فسيكون المجلس السيادي 5 مقابل 6، مشدداً أنه لا توجد شخصية لديها خلفية عسكرية ستقوم بالتصويت ضد المؤسسة العسكرية حتي في أسوأ القرارات، مؤكدًا أن ما حدث لم ولن يخدم قوى إعلان الحرية والتغيير في شيء، وأوضح توفيق أن الحديث عن شخصية مدنية بخلفية عسكرية هو أمر للاستهلاك السياسي، إذ لا يمكن العمل بتلك الازدواجية على الواقع، وإنما كانت حيلة فقط لكبح جماح الشارع العام، وقال توفيق: نعيب على الاتفاق أنه حاول التقليل والاستخفاف بعقول الآخرين، مشيراً أن مخاطر الاستقطاب ستواجه تلك الشخصية بالاستقطاب من بيده السلطة والمال.

كاملة الدسم

القيادي بالمؤتمر الشعبي أبوبكر عبدالرازق، أرجع اختيار الشخصية المستقلة وتسميتها اصطلاحاً بأنها شخصية مدنية بخلفية عسكرية، مؤكداً أنه في واقع الأمر سيكون عسكرياً دون رتبة الفريق أول، مما يعني أنها شخصية عسكرية تربت في أحضان القوات المسلحة أو الأجهزة العسكرية لمدة لا تقل عن أربعين عاماً، مضيفاً أنها ستكون ذات ثقافة عسكرية كاملة الدسم والأركان بامتياز كامل، لذلك ستكون هنالك غلبة للمجلس العسكري مقابل المدنيين أي 5 مقابل 6، وأشار أبوبكر أن الشخصية ستخضع لمعلومات جهاز الأمن والمؤسسة العسكرية، وبالتالي لابد أن تكون من غير انتماء سياسي وليست لها سوابق في الانقلابات العسكرية، ولكن في الغالب ستكون من ذات الخلفية العسكرية وثقافة القوات المسلحة، وهي من ترأس الفترة التي تلي فترة الحادي والعشرين شهراً إذا اصبح ذلك واقعاً، وقلل أبوبكر من دور قوى الحرية والتغيير في تقديم أي جديد يخدم الساحة السياسية من مكسب للشارع السوداني أو الدولة المدنية، مؤكداً أنه ليس هنالك تغير في الأمر يتعلق بطبيعة المرحلة الآنية، موضحًا أن التغيير إيجابي، ولكن نحا جزء قليل نحو الاستقرار السياسي ونحو فتح المدارس والجامعات وإزالة الاحتقان والتوتر متهماً القوى الدولية أنها من أملت الاتفاق على الجانبين مما أعطي الاتفاق طابع الثنائية ممثلة في الوساطة والمجتمع الدولي وبعض دول الاعتدال العربي، لذلك هو وليد لعدم رضى وتشاور حقيقي، ولا يتمتع بالسلطانية، إذا كان على مستوى العسكري وقوى الحرية والتغيير.

وقال أبوبكر إن قوى الحرية والقوى السياسية المدنية لم تظهر بشيء بل فقدت الكثير من الإجماع والتوافق وفقدت الحكم المنتخب لمدة ثلاث سنوات، وهي فترة حكم حقيقية، وقالك نتمنى أن تتواضع قوى إعلان الحرية والتغيير على إجماع وطني مدني لكل القوى السياسية من أجل إقرار مدة عام للفترة الانتقالية وبعدها إقامة الانتخابات وتسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، وألا يشارك في الانتخابات من كان في المجلس السيادي، أو كان في مجلس الوزراء، وألا يكون هناك مجلس تشريعي خلال الانتقالية، بل يتقاسم الطرفان التشريع ويتقاسمان الإعلان بحالة الطوارئ بمبادرة من مجلس الوزراء.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى