السفير الأمريكي في دارفور.. بحث تحديات السلام

الخرطوم: صبري جبور 11سبتمبر 2022م
في أول زيارة له خارج العاصمة الخرطوم منذ تسلُّمه مهام عمله سفيراً لبلاده في الرابع والعشرين من شهر أغسطس الماضي، بدأ السفير الأمريكي الجديد جون جودفري، أمس، زيارة إلى إقليم دارفور، تستغرق ثلاثة أيام، ووصل جودفري، إلى مطار مدينة الفاشر حاضرة شمال دارفور، بمعية ثلاثة أعضاء بالكونجرس، وكان في استقبالهم والي الولاية نمر محمد عبد الرحمن.
ووصل السفير الأمريكي إلى السودان، الشهر المنصرم، بعد نجاح يحسب للحكومة الانتقالية في تطبيع علاقات البلدين، بعد سنوات من القطيعة.
ورفعت واشنطن تمثيلها الدبلوماسي في الخرطوم من القائم بالأعمال إلى سفير، في محاولة أمريكية جادة لتعزيز علاقاتها بالسودان،وقرَّرت الإدارة الأمريكية تعيين جودفري، كأول سفير لها في السودان، منذ العام 1996م، وهو ضابط رفيع المستوى في السلك الدبلوماسي الأمريكي، عمل نائباً لرئيس البعثة الأمريكية في السعودية، ومنسقاً لوزارة الخارجية الأمريكية لمكافحة الإرهاب.
تفاصيل الزيارة
وطبقاً لـ(متابعات الصيحة)، إن الزيارة الوفد تهدف للتعرف على الأوضاع بالإقليم والتحديات التي تواجه اتفاق السلام. ويتضمَّن برنامج الوفد زيارة مخيَّم زمزم للنازحين، وقرية طرة، وجامعة الفاشر.ويعقد الوفد خلال فترة الزيارة لقاءات مع المنظمات والهيئات الدولية، وقادة الإدارة الأهلية ولجان المقاومة.
اجتماع مغلق
وعقد الوالي اجتماعاً مغلقاً مع السفير الأمريكي ووفده المرافق بالأمانة العامة لحكومة الولاية بالفاشر، ورحب سيادته بالزيارة، مؤكداً أنها ستسهم كثيراً في تسهيل مهمة السفارة تجاه دعم وتوطيد العلاقات السودانية الأمريكية بما يخدم مصالح الشعبين.
وقدَّم نمر، تنويراً مفصلاً للسفير الأمريكي حول سير تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام في السودان، مؤكداً أن التنفيذ يسير بصورة طيبة برغم بروز بعض التحديات.
وقال نمر: إن حكومته تتطلع إلى أدوار أكبر للولايات المتحدة في دعم مسيرة التنمية، وتقديم الخدمات لمواطني الولاية الذين لايزالون يعانون من الآثار التي خلفتها الحرب.
التعرُّف على الأوضاع
قال السفير غودي فري: إن الهدف من زيارته إلى الفاشر هو التعرُّف على مجمل الأوضاع بدارفور، خاصة فيما يلي سير تنفيذ اتفاقية جوبا للسلام في السودان، بجانب التعرُّف على قضايا التنمية والاستقرار بدارفور، وبحث السبل المثلى لتطوير العلاقات الثنائية بما يمكِّن أمريكا من الاطلاع بدور أكبر في تعزيز الأمن والاستقرار في السودان عامة وإقليم دارفور على وجه الخصوص، مضيفاً إن برنامج زيارته سيمتد لثلاثة أيام، يتضمَّن القيام بزيارة ميدانية إلى مخيَّم زمزم للنازحين “15 كلم، جنوب مدينة الفاشر” ، بجانب عقد لقاء مع المنظمات والهيئات الدولية العاملة بالولاية، فضلاً عن عقد لقاء آخر مع قادة الإدارات الأهلية ولجان المقاومة وزيارة إلى جامعة الفاشر وزيارة قرية طرة شمال الفاشر.
زيارة ميدانية
يرى القيادي بحركة “تمازج” الموقعة على اتفاق السلام، عثمان عبدالرحمن سليمان، أن زيارة السفير الأمريكي لدارفور تأتي لتقييم الوضع الراهن، خاصة وأن الإقليم تعرَّض لمشاكل في الفترة الانتقالية، وشدَّد عبد الرحمن، في حديثه لـ(الصيحة) إلى أن الزيارة لابد أن تشمل أصحاب المصلحة بالإقليم، بجانب زيارة معسكرات النزوح، وأقر أن اتفاق جوبا لم يحقق سلام شامل أو نتائج ملموسة على أرض الواقع، باعتبار أن الأزمة المجتمعية موجودة، وأضاف: ” الاتفاق ركز على الجانب السياسي قبل المجتمعي”، وتابع: لذلك لم يعط أولوية للإقليم في معالجة المشاكل الاجتماعية.
اتفاق في “المحك”
قال القيادي بقوى الحرية والتغيير، الناطق باسم حزب البعث العربي الاشتراكي المهندس عادل خلف الله، إن زيارة السفير الأمريكي الجديد إلى إقليم دارفور، تأتي في إطار أن الولايات المتحدة الأمريكية دعمت التفاهمات التي قادت إلى اتفاق السلام في جوبا، وأوضح خلف الله في تصريح لـ(الصيحة) أن الاتفاق بعد أن خضع لفترة ليست بالقصيرة للتطبيق هو في المحك، خاصة بعد المواقف التي اتخذها بعض أطرافها من قرارات 25 أكتوبر.
ونبَّه خلف الله إلى أن الاتفاق عملياً لم ينزل على أرض الواقع، وقال: إلا في جانب الاستحقاقات المالية للحركات المسلحة على السلام، مشدِّداً على أهمية مراجعة الاتفاق لأنه فيه العديد من الأخطاء، وأيضاً من خلال الممارسة فيه بعض التقديرات غير السلمية وتعامل الفصائل المسلحة بانتقائية لبنوده، بجانب عدم حرصها مع الحكومة على تنفيذ الترتيبات الأمنية
علاقات قوية
وخلال كلمة ألقاها جودفري في الفيديو عقب تقديمه أوراق اعتماده سفيراً للولايات المتحدة، أكد جون جودفري، بأنه يتطلع لتعزيز علاقة الولايات المتحدة مع الشعب السوداني.كما أوضح رغبته في دعم رغبته في دفع عجلة التحوُّل الديموقراطي تحت قيادة مدنية، كما أعرب عن سعادته بالعمل في السودان والتعرُّف على شعبه وتعزيز العلاقات الثنائية والروابط معه، مشيراً إلى أن “فهم الشعوب هي مهمة كل الدبلوماسيين في البلاد التي يعملون بها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى