الحكومة الانتقالية.. هل التزم حمدوك بمعيار الاختيار؟

تقرير: صلاح مختار

حركة الإحلال والإبدال الأخيرة في قائمة قوى الحرية والتغيير للحكومة الانتقالية، أحدثت الكثير من التفسيرات والجدل، حيث ذهب البعض إلى أن رئيس مجلس الوزراء عمل بالمعايير والشروط التي أمامه والمتفق عليها على القائمة، بالتالي سقط منهم من سقط وبقي من بقي. ولكن رغم ذلك الحديث لم تخل الحكومة من النقد والاتهام بوجود محاصصة وتكالب على كرسي السلطة دفعت ببعض القوى السياسية للنأي بنفسها وأخرى أبدت معارضتها للحكومة الجديدة، وثانية تبحث عن تفاوض جديد بغية الحصول على ما تبقى من الفترة الانتقالية. (الصيحة) طرحت ثلاثة أسئلة حول التزام حمدوك بمعايير الاختيار. وهل التزم رئيس مجلس الوزراء بمعايير اختيار الجهاز التنفيذي؟ وهل مورست ضغوط عليه لقبول أسماء بعينها في الوزارة الجديدة؟ وإلى أي مدى استطاع الجهاز التنفيذي الجديد تحقيق أهدافه في ظل ظروف السودان المعقدة؟   

توجه للمحاصصة

يقول الخبير الاستراتيجي حسين كرشوم لـ(الصيحة): المعايير هي الكفاءات، ولكن في تقديري بجانب الكفاءة كان هنالك توجه للمحاصصة السياسية، ويبدو من واقع التشكيل أن حمدوك أصر على ما سماها الوزنة الجغرافية، بحيث تمثل كل أقاليم السودان في التشكيل الوزاري، وحسب تبريره أن الثورة تمثل كل أطراف السودان على غير الثورات السابقة، بالتالي تمثيل كل الولايات كما يعتقد خطوة أولى نحو إزالة الغبن السياسي الذي ترتب عليه خروج الحركات المسلحة.

رد فعل

ويرى كرشوم أنه من الطبيعي أن يتعرض حمدوك لضغوط ولابد أن يكون هناك اختلاف رؤى حول تشكيل الحكومة الانتقالية, وقال: هناك خلاف حول هذه الرؤى انعكس على كل القوى السياسية التي كانت تنظر لهذه التشكيلة من زاويتها، فالبعض يرى أنه لابد من محاصصة تعبر عن رؤى سياسية وآخرون يرون أنه لابد من تمرير أجندة سياسية، ويعتقد كرشوم أن حمدوك استطاع مقاومة تلك الضغوط حتى يستطيع الخروج بحكومة متوازنة تحفظ سلامة الفترة الانتقالية وتحقق أهدافها .

تيارات خاصة

وقالك أعتقد أن المبدأ الذي عمل به حمدوك يجنب البلاد الكثير من المزالق، الآن هناك تيارات خاصة في خارج المركز تعتقد أن هنالك التفافاً حول الثورة وأهدافها، غير أن هناك رضا حول التمثيل الجغرافي، والأمر الآخر أن حمدوك مزج بين الكفاءات والتمثيل الجغرافي كجهة قاعدية للعمل السياسي خلال المرحلة القادمة.

 وأوضح أن هناك الكثير من الشخصيات المختارة لديها رضا دولي، حيث كان يعاني منه السودان للحصول على اختراق في بعض الملفات، وكون هناك قبول لبعض الكفاءات في الخارج مع بعض الخبرات والمؤهلات العلمية تشمل إضافة تكون مقنعة للأطراف التي تتعامل مع السودان وإظهار وجوه جديدة للسودان تلفت الانتباء في التعامل الخارجي.

الكفاءة والخبرة

وبدا المحلل السياسي والأكاديمي بروفسير علي الساعوري متحفظاً في الحديث عن تطبيق معايير الكفاءة، ولكنه استدرك بأن المعيار الذي وضع ابتداء للتشكيل الوزاري هوالكفاءة والخبرة، وتساءل هل الكفاءة والخبرة في المجال المعني أم في أي مجال آخر؟ وأضاف أنهم لم يوضحوا الكفاءة والخبرة في ذلك، ويفترض أن تكون الكفاءة والخبرة في المجال المعين، ولابد من تطبيق تلك المعايير على كل الوزراء فرداً فرداً الآن معيار الاختيار مختل عند تطبيقه على بعضهم، ولابد مع الكفاء العلمية الخبرة في الممارسة إذا كنت تريد (الحسنيين).

الجماعة دقسوا

وأكد الساعوري أن ضغوطاً مورست على رئيس الوزراء، لأنه قال أكثر من مرة أنه لا يسمح الا بالمعايير المتفق عليها، وكلمة لا يسمح تعني أن هناك ضغوطاً، وأعتقد أن (الجماعة ديل دقسو) عندما أجمعوا على الكفاءة معياراً للتوزير في الحكومة الانتقالية، وما كانوا يعتقدون أن لديها تعريفاً محدداً ولكن الكفاءة علم مع خبرة مع بعض، وإذا الاثنان غير موجودين أنت غير مؤهل للمنصب، وقال: لا أعتقد أنه يلتزم بها في جمع الوزارات ورأى عندما ذهب للبحث عن المناطقية وجد من الصعوبة أن يجتمع علم وخبرة ومناطقية، لأن المناطقية تعني (أنك ضيقت واسعاً) ولا  تتواجد في المعايير، وهو يتحدث عن كفاءات فقط ولا مناطقية ولا حزبية ولا قبلية، وبالتالي المطالبة بالكفاءات أصبحت رأياً قبل سقوط الإنقاذ، وإذا ما قالوا كفاءات يقولون تكنقراط، وهو الخبير في المجال المعني، ولذلك لا أتوقع أن يلتزم كل الناس بذلك، ولكن في الوزارات الرئيسية مجبور يلتزم مثل وزارة السياحة قد لا يلتزم (100%) وكذلك وزارة الثقافة والإعلام، ولكن مثلاً وزارة الزراعة والتعليم العالي والمالية والتربية غير ممكن أن يأتي بشخص من (سقط لقط).

بشريات خارجية

ونظر الساعوري بإيجابية إلى بشريات تلوح في الأفق من العالم الخارجي، وقال إنه يتسابق لكسب ود رئيس الوزراء، بمعنى أن لديهم الاستعداد للتعاون مع الحكومة الجديدة، قد تكون لديهم شروط (تحت تحت) والانتظار مدى استعداد رئيس مجلس الوزراء للتعامل معها . إذا وجدوه في خطهم وبشروطهم سوف يساعدونه مساعدة كاملة، أما إذا وجدوه (نص نص) سيتعاملون معه بنفس الفهم. والمشكلة العرب لديهم شروط والأروبيون لديهم شروط، الآن هناك قضيتان مستعجلتان إذا استطاع حمدوك تجاوزهما سوف ينجح، وهي رفع اسم السودان من قائمة الدول الراعية للإرهاب، وإذا حدث هذا وأصبح السودان يتعامل اقتصاديا مع العالم سيكون نجاحاً كبيراً جدًا لفك الضائقة الاقتصادية، الأمر الآخر السلام في جنوب كردفان، والنيل الأزرق  ودارفور، لذلك يعتبران شرطين أساسيين إذا نجح حمدوك في الاثنين خلال ثلاثة أشهر الأولى أتوقع أن ينجح في الباقي في حال لم تضع قوى التغيير أي متاريس أو يحفرون له. وهو أعلن من قبل أنه إما أن يطبق معاييره وإما أنه سيستقيل، وهذا يعني أن الضغوط موجودة إذا صمد أمامها سيعبر وسيكون زعيماً سياسياً.          

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى