بمشاركة البرهان.. قمة الدول المطلِّة على البحر الأحمر.. إعلان تحالف جديد

 

 

تقرير: مريم أبَّشر  5  سبتمبر2022م

تشهد مدينة جدة السعودية يوم الخميس المقبل، الموافق الثامن من ديسمبر أول قمة رسمية وتدشين رسمي لمجلس الدول العربية والأفريقية المطلِّة على البحر الأحمر، وسيشارك السودان وفق ما هو مقرَّر حتى الآن بوفد رفيع يترأسه رئيس المجلس السيادي الفريق عبد الفتاح البرهان، برفقة عدد مهم من الوزراء و كبار المسؤولين في الحكومة، وحسب المعلومات فإن القمة ستكون ليوم واحد .

وكانت الدول المشاطئة للبحر الأحمر وقعت في يناير 2020م، على ميثاق تأسيس المجلس، حيث دخل الميثاق حيز التنفيذ في دسيمبر من ذات العام. وطبقاً للمعلومات التي تحصلت عليها (الصيحة) فإن السودان صادق بشكل رسمي على الميثاق في مايو الماضي، وبالتالي أصبح عضواً في المجلس، وتعد قمة الخميس المقبل، بمثابة البداية الرسمية لعمل المجلس والذي يعد أول كيان من نوعه يجمع الدول العربية والأفريقية المطلِّة على البحر الأحمر على ساحليه الشرقي و الغربي في كيان جامع واحد.

لحظة ميلاد

وشهد العام 2020م، أول ضربة بداية لكيان يجمع الدول المطلِّة على البحر الأحمر، وذلك عبر اجتماع وزاري لوزراء دول خارجية المجلس، وقال وقتها وزير الخارجية السعودي، الأمير “فيصل بن فرحان”، خلال اجتماع  وزرا ء خارجية الدول المشاطئة للبحر الأحمر في الرياض، إن قادة الدول المطلَّة على البحر الأحمر وخليج عدن، اتفقوا على تأسيس هذا المجلس الجديد، استشعاراً منهم للخطر الذي يواجههم وإدراكاً لأهمية التعاون المشترك. ولفت إلى أن دول المنطقة تمر بمرحلة حساسة، ما يستدعي رفع مستوى التنسيق والتعاون وتسريع وتيرته. وأن الرياض حريصة على التنسيق والتعاون لمواجهة التحديات والمخاطر التي تحيط بها من كل جانب وتعزيز قدراتها بما يمكِّنها من مواجهة أي مخاطر أو تحديات تواجه المنطقة، والعمل على حماية أمن البحر الأحمر وخليج عدن.

ويرى مراقبون أن خطوة إنشاء المجلس  للتنسيق بين دوله, ربما تنطوي على مخاوف حقيقية نظراً لوجود صراع خفي بين قوى إقليمية ودولية تبحث عن موطئ قدم لها قرب البحر الأحمر، للسيطرة على الممر المائي الذي يحتضن واحداً من أهم المضايق الاستراتيجية “باب المندب”.

مصالح مشتركة

وبات البحر الأحمر في الفترة الأخيرة  ساحة لسباق محموم وموقع يستقطب  القواعد العسكرية لصالح دولة محدَّدة  تسعى للسيطرة  والاحتفاظ بأهم ممر مائي يعبر به أكثر من ثلاثة ملايين، برميل نفط، فضلاً عن أنه  معبر للتجارة العالمية خاصة بين دول شرق آسيا، ولا سيما الصين والهند واليابان مع أوروبا.

ويرى مسؤول ذو صلة بالملف في إفادته لـ(الصيحة) إلى أن مجلس تعاون الدول المطلة على البحر الأحمر يمثل سانحة مواتية لتنسيق المواقف والمصالح سياسياً واقتصادياً وأمنياً بجانب التنسيق و التعاون الثقافي والاجتماعي، معتبراً ذلك بمثابة فرصة للتكامل والتكافل، وقال: إن الفترة الماضية شهدت تنافساً محموماً بين بعض الدول، ويعتقد أن التعاقد على قيام المجلس سيكون فرصة لتكامل الأدوار بين الدول الأعضاء للاستفادة من الموانئ  خاصة السودان, لافتاً إلى أنه يمتلك أطول ساحل على البحر الأحمر، خاصة الغربي حيث يقدَّر طوله بأكثر من (800) كلم متر، الكثير منها غير مستغل، ويرى أن المجلس يفتح الأبواب أمام السودان للتنسيق والتعاون وتبادل الأدوار مع رصفائه من موانئ بلدان المجلس الصديقة بدل التنافس الضار، لافتاً في هذه الصدد لميناء إحدى دول المجلس الذي قطع شوطاً بعيداً في التطوير وأصبح قبلة للعديد من الدول وسيفتح التنسيق بيئة  البحر الأحمر التي تعج بالشعب المرجانية وهي تعد الأفضل عالمياً وسيتيح التكتل الجديد المجال أمام المستثمرين لإقامة استثماراتهم بالسودان ودول المنطقة، أضف إلى ذلك فإن المملكة العربية السعودية أقامت على البحر الأحمر مشروعات عملاقة للسياحة والاستثمار يمكن للسودان أن يستفيد منها ويعتقد الخبير أن مجلس الدول المطلِّة على البحر الأحمر يعد أول منصة للتعاون التنسيق والاقتصادي.

تكالب الدول

معلوم أن البحر الأحمر يتمتع بأهمية بالغة ويقع في منطقة تتكالب عليها النفوذ خاصة الموانئ وبناء القواعد العسكرية من دول خارج الإقليم وتتصارع فيما بينها، بينما الدول صاحبة الحق تتفرَّج ويعتقد مراقبون أن مجلس الدول المطلِّة يمثل صوت موحَّد للمجموعة من شأنه المحافظة على مصالحها العليا وحقوقها في الشواطئ والمياه الإقليمية. كما أن البحر الأحمر يزخر بخيرات وموارد مهولة سيكون للمجلس فرصة لتوقيع اتفاقيات وبروتوكولات للتعاون والتنسيق في استخراج تلك الموارد والاستفادة منها خاصة السمكية والمعدنية والبترولية .

عمليات القرصنة

وكانت شواطئ البحر الأحمر شهدت العديد والمثير من عمليات القرصنة و غيرها من العمليات المشبوهة المتمثلة في تجارة البشر والمخدِّرات وتجارة السلاح، خلال العقد المنصرم، وبحسب مراقبين فإن تلك الأعمال الإجرامية والمنتهكة لحقوق البشر أدت في كثير من الأحيان للتدخل الأجنبي ووفقاً لمراقبين فإن قيام كيان للتنسيق والتعاون سيقطع الطريق أمام الكثير من الأعمال المشبوهة من اتجار بشر وتعدٍ على الثروات بما فيها السمكية والمعدنية، ويرون أن العمل الجماعي يشكِّل حائط صد أمام كافة أشكال التدخل, أضف إلى ذلك فإن مجلس التعاون للدول المطلِّة على البحر الأحمر يمثل تكتلاً سياسياً واقتصادياً وأمنىياً جديداً في المنطقة, في وقت باتت فيه التكتلات أحد الأسلحة المشروعة لانتزاع وحفاظاً على الحقوق والمكتسبات .

الجيوسياسي

أهمية موقع السودان الاستراتيجي و توسعه للدول المطلِّة على البحر الأحمر، فضلاً عن احتكاره لأطول ساحل منحه صفة أن يكون من إحدى الدول المهمة بالمجموعة، حيث يتمتع بالانتماء العربي والأفريقي ويشكِّل واجهة  للتعاون مع دول الخليج ودول القرن الأفريقي .

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى