يوم عرس السُّودان في الجنوب.. جوبا.. من شرفة الاحتفال الكبير

جوبا- الغالي شقيفات
أنهت الحكومة والجبهة الثورية بعد مُفاوضات شاقّة وطويلة امتدت عاماً بجوبا وتُوِّجت بالتوقيع أمس الأول على اتفاق السلام النهائي، ليطوي صفحة حرب امتدّت لـ(17) عاماً، ووقّع عن الجانب الحكومي نائب رئيس مجلس السيادة، رئيس الوفد الحكومي للمُفاوضات الفريق أول محمد حمدان دقلو (حميدتي) مع قادة الكفاح المُسلّح والمسارات، وسط حُضُور دولي وإقليمي وحُشُود جماهيرية من مُواطني السُّودان وجنوب السُّودان ومنسوبي الحركات، ووقّع الجانبان على نسختين للاتفاق باللغتين الإنجليزية والعربية في خيمة نُصبت وسط ميدان الحرية بجوبا.
عروس السَّلام
وشهدت مدينة جوبا، حراكاً كثيفاً ومشهوداً استعداداً لعرس السلام والتجهيزات لضيوف البلاد أمنياً ولوجستياً، حيث نُشرت القوات الأمنية المُجهّزة في الشوارع والمداخل كافة، وأُغلقت بعض الطرق واكتظت الفنادق بالضيوف، وازدانت الشوارع باللافتات والمُلصقات وصور أبطال السَّلام الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، رئيس الوفد الحكومي لمفاوضات السلام، والفريق توت قلواك رئيس لجنة الوساطة، رئيس اللجنة العليا للاحتفال، وقادة الكفاح المسلح.
وشهد مطار جوبا حركة دؤوبة للطائرات وسيّارات الدفع الرباعي الفارهة تنقل الضيوف والوفود على مدار اليوم، وتُراث المُواطنين على امتداد الطريق المؤدي إلى ضريح الزعيم الراحل د. جون قرنق دي مبيور وهم يحملون الأعلام يلوحون بها وبعضهم حمل علم السودان القديم.
وبذلت اللجنة المنظمة برئاسة توت قلواك وأمين الحكومة والسكرتارية برئاسة رمضان محمد عبد الله مترجم القصر الرئاسي ومن سكرتارية الوساطة، جهوداً مشهودة في بروتوكولات رؤساء الدول والحكومات وأفراد السلك الدبلوماسي ومواقع لقادة الحرية والتغيير وقيادات الحركات المُسلحة والنازحين ورجالات الإدارة الأهلية القادمة من الخرطوم ودارفور والمنطقتين والإعلاميين والفنانين ونُصبت الخيام للأمطار ودورات المياه المُتحرِّكة والتأمين العالي للضيوف.
قلواك.. إنجاز المُهمّة
سخّر رئيس لجنة الوساطة، رئيس اللجنة العُليا للاحتفال الفريق توت قلواك، جل وقته لإنجاز اتفاق السَّلام وتقريب وجهات النظر بين الفُرقاء واجتماعات اللجنة العليا للاحتفال ثُمّ استقبال الضيوف.
ويوم الاحتفال، أعلن قلواك انتهاء مُهمّته بقوله للرئيس سلفا كير ميارديت “إننا في لجنة الوساطة إلى هنا انتهت مُهمّتنا”، وأضَافَ “إننا شعب واحد في دولتين”، وثمّن جُهُود الفريق أول محمد حمدان دقلو نائب رئيس مجلس السيادة، ورفاقه من الوفد الحكومي والحركات المُسلّحة.
دعوات للحلو وعبد الواحد
وَجّه كُلٌّ من رئيس مجلس السيادة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، ورئيس مجلس الوزراء د. عبد الله حمدوك، رئيس (الإيقاد)، ورئيس دولة الجنوب الفريق أول سلفا كير ميارديت، والرئيس التشادي إدريس ديبي، الوسيط المُشترك، ورئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي موسى فكي، الدعوات لرئيس حركة تحرير السودان عبد الواحد محمد نور ورئيس الحركة الشعبية – شمال عبد العزيز الحلو إلى الجلوس للمفاوضات والتّوصُّل إلى اتفاقٍ لإنهاء المُعاناة.
حضور فني
قدم فنانون من السودان وجنوب السودان، عروضاً أمام الحضور قبل بدء المراسم، حيث غَنّت الفنانة هدى عربي والفنانة سعدية والفنان مبارك المنصور، وقدم شاعر الثورة الفنان أزهري محمد علي قصيدة، وعُزفت المُوسيقى العسكرية ورقص الحضور وبعض النساء يرتدين ثياباً بأعلام حركاتهن مطبوع عليها صور القادة، إضافةً إلى الرقصات الشعبية من جنوب السودان والجنوب الجديد، مع غياب تام لفرق دارفور الشعبية باستثناء الفنان مبارك المنصوري، الذي شارك بأغنية واحدة في الاحتفال.
تهاني السيسي
نقل رئيس الوزراء المصري د. مصطفى مدبولي، تحايا وتهاني الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي للحاضرين وللشعب السُّوداني بمُناسبة توقيع السَّلام، وأكّد عزم مصر على استمرار الروابط الأبدية للشعبين الشقيقين، وعبّر عن تمنياته أن يكون الاتفاق بداية جديدة، وقال إنّ مصر تُثمِّن جُهُود دولة الجنوب في التوصُّل لاتفاق جوبا.
دعمٌ خليجيٌّ
شهد الاتفاق، حضور دولي وإقليمي، حيث قدم الأمين العام للأمم المتحدة كلمة صوتية مسجلة، أكد فيها دعمه للاتفاق وتعاونهم عبر البعثة المُشتركة.
وحضر رئيس الاتحاد الأفريقي ومُمثلون للأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي ورئيس الإيقاد عبد الله حمدوك ورؤساء إثيوبيا وتشاد والصومال، والمبعوث الأمريكي للسودان وجنوب السودان وممثلان للرئيسين الكيني والأوغندي، وممثل للإمارات وقطر والسعودية، حيث أكد وزير الدولة للشؤون الخارجية القطري سلطان بن سعد، أن بلاد ستواصل دعمها للسودان واستكمال المشاريع المتبقية في دارفور خاصةً قرى العودة الطوعية، وثمّن دور حكومة الجنوب.
فيما وصف ممثل دولة الإمارات سهيل المرزوقي، الاتفاق بأنه بداية عهد جديد لسودان آمن ومستقر، وأكد دعم بلاده للسودان.
وقال وزير الدولة للشؤون الأفريقية السعودي أحمد بن عبد العزيز قطان، إنّ المملكة تقف مع السودان حكومةً وشعباً وتدعمه لتحقيق طُمُوحاته وآماله المشروعة وفك عزلته الدولية، وأكد دعمه لوحدة السُّودان وتقديره لدور دولة الجنوب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى