كتب أروع الأغنيات السودانية وهو بعيد عن الوطن: الشاعر عبد المنعم عبد الحي.. شاعر عبقري ظلمته الغربة!!

 

كتب: سراج الدين مصطفى   1 سبتمبر2022م

(1)

الشاعر الكبير عبد المنعم عبد الحي شخصيّةٌ سودانيّة أصيلة وحميمة، إذ تعود جذوره إلى جنوب السودان فهو من أصل دينكاوي، نشأ ما بين الخرطوم التي درس فيها بعضاً من مرحلته الأوليّة في مدرسة الخرطوم الجديدة الأوليّة، ثم انتقل إلى أم درمان ليتم إلحاقه بمدرسة الموردة الأوليّة التي كانت تحمل اسم مدرسة العباسيّة، حسب ما جاء في حديث ذكرياته لإذاعة ركن السودان بالقاهرة، الذي سجّل له الأستاذ فؤاد عمر، عام 1970 وتمت إذاعتها لأوّل مرة في أول يناير 1971.

(2)

العلاقة بين فؤاد عمر والشاعر عبد المنعم عبد الحي قديمة امتدت لخمسة وأربعين عاماً، وهو من وضع كلمات شعار برنامج (حبابك عشرة يا زائر) الذي كان يقدِّمه الأستاذ فؤاد عمر، وقد وضع اللحن لذلكم الشعار الأستاذ الراحل الموسيقار برعي محمد دفع الله.. سافر إلى مصر حيث التحق بالكلية الحربية تخرج فيها ضابطاً وتدرج مع (الضباط الأحرار) إلى ان وصل لرتبة لواء، وتزوج هناك بزوجته المصرية واستشهد له اثنان من أبنائه: الأول في حرب يونيو 1967م والثاني في حرب أكتوبر 1973م.. الجدير بالذكر أن تاريخ ميلاد الشاعر عبد المنعم عبد الحي غير معروف، وإن كان الترجيح أنه كان ما بين عامي (1920 – 1922)، أمّا تاريخ وفاته فقد كان في العام 1975.

(3)

أوّل من تعرّف عليه من أهل الأدب والفن والشعر، فقد كان زميله في المدرسة الأوليّة بالموردة وهو الشاعر الراحل مبارك المغربي، وإنه كان  يقيم بجوار الفنان إبراهيم عبد الجليل وكان يزورهم في البيت ويسمعه يغنِّي، ولم يكن التلميذ عبد المنعم عبد الحي وقتها قد سمع بإبراهيم عبد الجليل إلا في الأسطوانات خاصة أغنيته «هاتي لي شيء من روحي يا الجاهلة أم سماح.. وخدي الفؤاد والعافية وأديني السماح».

(4).

ومنذ ذلك الوقت اهتم عبد المنعم عبد الحي بأمر الغناء. في أوائل الثلاثينات انتقل عبد المنعم عبد الحي إلى المدرسة الوسطى، تحديداً إلى مدرسة ام درمان الأميريّة الوسطى، وافترق عن صديقه مبارك المغربي الذي ذهب للدراسة في مدرسة أم درمان الأهليّة.. وفي السنة الثانية من الدراسة بالمرحلة الوسطى غادر عبد المنعم عبد الحي أم درمان إلى القاهرة، وكان ذلك عام 1934، ومنها الى شبين الكوم، لأن شقيقه الأكبر كان يعمل هناك.

(5)

وكان يدرس في تلك الأيام الهندسة بالجامعات المصريّة.. وقال عن تلك الفترة – أي إجازة عام 1935م – إنها فترة استمتع فيها بالغناء، وإنّهم كانوا يقومون بعمل «البروفات» – منذ الصباح حتى العصر ويشاركون فيها جميعهم باستثنائه هو وحده الذي كان المستمع الوحيد لهم. يقول الأستاذ الشاعر عبد المنعم عبد الحي في ذكرياته تلك إنه قرّر بينه ونفسه أن يكون في مصر – ويعني القاهرة – بدلاً من مدينة شبين الكوم، طالما أن مجموعة الفنانين تأتي إليها لتسجيل الأسطوانات لدى «مشيان»،

(6)

الشاعر الراحل عبد المنعم عبد الحي تغنى بكلماته العديد من المطربين الكبار، وأثرى مكتبة الغناء السوداني بأسفار عديدة.. ومن أشهر من تغنوا بأعماله المطرب إبراهيم الكاشف الذي تغنى له بأسمر جميل والمطرب عبيد الطيب يا ساير يا ماشي والنظرة ماشة وراك .. والمطرب حسن عطية الحجل بالرجل والنيل الفاض وعيوني عشقوا السهر وكذلك تغنى له المطرب أحمد المصطفى بأغنيتي فارق لا تلم.. أنا أهوى الألم وأنا أم درمان تأمّل في ربوعي.

(7)

كما ردد كلماته المطرب عثمان حسين في أغنية  أوراق الخريف ويا ناس لا لا.. وكذلك المطرب سيد خليفة غنى له المامبو السوداني.. إزيكم .. كيفنكم .. أبني عشك يا قماري ..  وغنى له المطرب عبد العزيز محمد داؤود أغنيات مثل عذارى الحي ويا حليلهم دوام نطراهم.. ويا نديما عب من كأس الصبا.. كما قطف من حديقته المطرب عثمان الشفيع وغنى له أيامنا .. يا النسيت أيامنا .. داك الصباح .. أسمر أسمر يا جميل ..انساني و أنا أنساك.. كما تغنى له الراحل حمد الريح من ألحان عبد اللطيف خضر ود الحاوي بأغنية  المطرب حمد الريح بين اليقظه والأحلام.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى