سراج الدين مصطفي يكتب : نقر الأصابع 

2 ابريل 2022م

خواطر رمضانية

رمضان في كوستي:

حينما يأتي شهر رمضان ينتابني حنين خاص إلى مدينة كوستي .. حيث النشأة وحكايات الصبا والايام الخوالي .. وكان لشهر رمضان مذاق خاص وطعم مازال يخرج من أقاصي الذاكرة ..ففيها تسكن الكثير من التفاصيل الحميمة التي تستدعي نفسها  كلما جاء شهر رمضان .. ويطل من بينها جلسة والدي المرحوم محمد مصطفى وهو يداعب الجيران ويضاحكهم .. كانت أياما ما أحلاها .. أصبحت مجرد أطياف فقط تداعب الذاكرة بعد أن أخذتنا الخرطوم بزحامها وضجيجها وكادت أن تسلبنا طعم الأيام الجميلة.

أمنيات رمضانية:

في بداية هذا الشهر الكريم نسأل الله تعالى أن تتغير هذه الأوضاع المأساوية التي يعيشها شعبنا في ظل حكومة غضت الطرف تماماً عن معاناة الناس .. (وسدت دي بطينة ودي بعجينة) .. وكأنها تتآمر ضد شعبها وتمارس أسوأ أنواع التعذيب بلا رحمة .. ولكن المؤكد تماماً بأنها فقدت السند والتعاطف الشعبي .. وتلك هي الحقيقة بلا مواربة او زيف.. نقولها رغم دعمنا الكامل للحكومة المدنية ولكن ذلك لا يعني بالطبع السكوت على الأخطاء الجسيمة التي وقعت وكان لها تأثير سلبي على مجمل الأوضاع الاقتصادية.

الأداء السلبي للحكومة الحالية  يتمظهر تماماً في غياب الشفافية وعدم الوضوح .. ورغم تراكم الأزمات وتصاعدها بشكل مُثير ومُخيف ولكن لا يوجد ولا مسؤول واحد يمتلك الشجاعة الكافية ليوضح للناس حقيقة ما يجري حالياً خصوصاً فيما يخص الملف الاقتصادي وأزمة الكهرباء التي ضيّقت على الناس حياتهم وزادت من أوجاعهم.

سباق القنوات:

شهر رمضان هو شهرٌ خاصٌ جداً بالنسبة للقنوات .. فهي تتسابق لتقديم أفضل ما عندها من مُحتوى برامجي .. وهو سباقٌ سنويٌّ لاهث الأنفاس نحو خدمة برامجية تستهدف بها القنوات البحث عن الإعلان وحصد أكبر قدرٍ من الأموال والمشاهد يندرج في أدنى سلم الاهتمامات.. وتلك هي الحقيقة الناصعة التي لا يجب أن نهرب منها أو الجهر بها .. كل القنوات تقدم ما تريده وليس ما يريده المشاهد .. حيث تغيب فكرة الإحصاءات العلمية ورصد ما يطلبه المشاهد من برامج مختلفة .. كل القنوات تخطط لبرامج قادرة على جذب الإعلان وليس جذب المشاهد والبرامج وتكوينها ومُحتواها أصبحت رهينة لكل شركة أو معلن فهم من يتحكمون في تلك التفاصيل ومن يدفع أكثر هو صاحب الصوت الأعلى.

يلا نغني:

برنامج يلا نغني الذي يبث على قناة الهلال هو من البرامج الغنائية الحديثة في الخارطة البرامجية التنافسية .. ولكن هذا البرنامج حقق تصاعداً كبيراً خلال السنوات الأخيرة من عمره وأصبح ينافس برنامجاً بتاريخ أغاني وأغاني .. ويمكن أن نقول إن البرنامج خلق نوعا من التوازن التنافسي وربما جعل كرسي أغاني وأغاني يهتز قليلاً بعد أن بدأ بسحب البساط منه تدريجياً والاستعانة ببعض الذين كانوا من اللاعبين الأساسيين في أغاني وأغاني مثل عصام محمد نور وجمال فرفور.. لذلك أتوقع لهذا البرنامج أن يتقدّم أكثر من حيث المشاهد العالية وأن تمضي مناسيب الجودة ومؤشرها إلى ارتفاع.

أغاني وأغاني:

ويظل برنامج أغاني وأغاني محل اهتمام كبير من الجميع.. وهذا البرنامج ظل طيلة السنوات الماضية يثير جدلاً كثيفاً لا يتوقف حتى بعد نهاية البرنامج.. ولعل هذا الجدل الكثيف يعبر تماماً عن نجاح البرنامج وقدرته على الصمود طيلة هذه الفترة الطويلة التي بلغت ثمانية عشر عاماً

صحيح أن البرنامج أصبح عبارة عن نسخة مكررة لا جديد فيه من حيث المُحتوى، ولكن عدم التجديد في مثل هذه البرامج لا يعد منقصة أو سبة تجعلنا نقلل من المجهود الضخم في إعداد البرنامج .. لأن فكرته الأساسية هي التوثيق والتذكير بماضي الأغنية السودانية عبر اجترارات  الغائب الأستاذ السر قدور .. وهو المعاصر لكثير من التواريخ والأحداث تجعله في مقام الراوي. في هذا العام أبعدت بعض الأسماء وأُضيفت أخرى وحافظ بعضها على وجودها لاعتبارات يصعب فهمها .. كما تمت إعادة البعض للظهور مرة أخرى.. ولكن إطلالة الأستاذ مصعب الصاوي كمقدم للبرنامج ستظل هي الحدث الأبرز وسيكون هناك جدٌ كثيفٌ حوله منذ اليوم الأول.. ولكن يظل البرنامج هو المتحكم على المزاج العام وهو الأكثر حضوراً رغم مزاحمة بعض البرامج وأبرزها بالطبع (يلا نغني).

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى