لقاءات ” فولكر والجد”.. اللعب على المكشوف

 

الخرطوم: نجدة بشارة. 19 أغسطس 2022م

بعد صمت، وغياب عن الساحة السياسية لأكثر من شهر، منذ إعلان رئيس مجلس السيادة عبد الفتاح البرهان انسحاب الجيش من العملية السياسية، عاودت الآلية نشاطاتها، ظهر فولكر مؤخراً على شرف مبادرة نداء أهل السودان التي يقودها شيخ “الطيب الجد”، وطلب توضيح حول المبادرة، وعن إمكانية مناقشتها مع أطراف سياسية أخرى، أو طرحها عليهم لمزيد من التشاور حتى يتمكن الجميع من المشاركة.

واطلعت الآلية الثلاثية على مقترحات مبادرة نداء أهل السودان، وتبادل اللقاء وجهات النظر حول سبل الخروج من الأزمة الحالية، والتقديم نحو حكم ديموقراطي تحت قيادة مدنية.

بينما أوضح فولكر أن المبادرة مفتوحة للجميع وأن اللجنة التنفيذية، واللجنة العليا مفوَّضة لمقابلة كل من لم يشارك في المبادرة، وتقديم الدعوة لهم.

مسافة واحدة

وقال المدير التنفيذي للمبادرة هاشم قريب الله عقب اللقاء، إن اللقاء كان شفافاً وتم من خلاله توضيح كل ماتم من خطوات في المبادرة وعن المشاركة الكبيرة للأحزاب، الشباب، المرأة والكيانات المختلفة .

وأن اللقاء شمل الشرح بوضوح عن الفترة القادمة، وأنه طلب من فولكر أن يكون على مسافة واحدة من كل الأطراف السياسية، لأن دوره تسهيل الانتقال مما يتطلب الحيادية.

وفي السياق راى محلِّلون أن قوى الثورة تنظر إلى مبادرة شيخ الجد بعين الريبة والشك، وأنها مبادرة “إخوانية” خالصة وتهدف إلى عودة الكيزان إلى المشهد، وتدعم استمرار الانقلاب.

بينما أعلن فولكر، في السابق أن الحوار الذي تقوده الآلية الثلاثية تسمح لكل الأحزاب السياسية في الساحة من المشاركة باستثناء المؤتمر الوطني المحلول، الشيء الذي سوف يثير حفيظة قوى الثورة من حوار فولكر برمته .

وفي المقابل تساءل متابعوين على منصات التواصل الاجتماعي عن كيف سيقف فولكر على مسافة واحدة بين قوى الثورة من جهة، وأحزاب مبادرة “الجد”؟ أم أن اللعب أصبح على المكشوف؟

وفاة سريرية

وأوضح رئيس اللجنة القانونية للمكتب السياسي حزب الأمة آدم جريجير لـ (الصيحة) أن لقاء فولكر بشيخ الطيب الجد أصبح لعب على المكشوف، لاسيما وأن الأول سبق وأعلن رفض مشاركة المؤتمر الوطني المحلول، وشركائه في الحوار الذي تقوده الآلية.

وقال: (لسنا رافضين للحوار ولكن!!) ..الحزب ينتقد الشكل الذي يدار به الحوار، وزاد: هنالك متطلبات وشروط سبق وطرحت، ترهن استمراره بتهيئة المناخ السياسي .

وقال: ماحدث أن الآلية الثلاثية بدأت الحوار من الخطوة الثانية، وتركت الخطوة الأولى وهي رصف الطريق للانطلاق بالتهيئة .

وانتقد جريجير المشاركين في الحوار وقال: هم ذات الوجوه يحاور بعضهم البعض من الانقلابيين،ولا جديد، ولا جدوى لأننا نعلم أن نهاية الطريق من حوار الآلية هو الجلوس في طاولة واحدة قبالة المكوِّن العسكري، ولقاءات فولكر الأخير واستيضاحه لمبادرة الجد مع الإعلان عن إمكانية إشراكها في الحوار تشكل تراجعاً لحوار الآلية الثلاثية، ووفاة سريرية .

انفتاح ولكن!

قال الأمين العام للحزب الوطني الاتحادي الموحد محمد الهادي محمود عباس لـ(الصيحة) إن لقاء فولكر بالجد طبيعية، وذلك لأن طريقة الأول في إدارة الحوار مفتوحة، ويكاد يكون قد التقى بصورة فردية مع كل فرد من الجالسين داخل قاعة الصداقة، الطرق الصوفية، الإدارات الأهلية، وغيرها من الأحزاب وتحت مظلة مبادرة شيخ الطيب .

وزاد: فولكر منفتح على كل القوى السياسية في البلاد بهدف الوصول إلى حكومة تتشكل من أكبر قاعدة مدنية، وأضاف لكن فولكر يصطدم بعقبة تعقيدات الأزمة، وانسداد الأفق السياسي،

وقال: على الآلية الثلاثية أن تدرك أن إدارة الفترة الانتقالية يجب أن تكون لقوى الثورة رغم خلافاتهم

ورأى أن مبادرة الجد جمعت كل ألوان الطيف الإسلامي، المؤتمر الوطني، الصوفية، جميع الإسلام السياسي بقيادة علي كرتي، عاد بكل قوته وعتاده، وإمكانيات مادية كبيرة وتسهلت لهم كل السبل ويجدوا السند من البرهان، ولكن حميدتي قطع الطريق أمام مبادرة الكيزان بعدم موافقتة على المبادرة .

وأشار إلى أن موقف فولكر أصبح ضعيفاً، بعد انسحاب المكوِّن العسكري من الحوار، نسبة إلى أن قاعدة انطلاق حواره كان من إيجاد التوافق بين القوى المدنية، والعسكرية لإكمال الفترة الانتقالية، وبعد أنسحاب البرهان ضعف موقف فولكر، وبالتالي حاجز الحوار انكسر، وأصبح فضاء الحوار مفتوحاً، بين قوى الثورة، والقوى المدنية التي أيَّدت الانقلاب، لكن لا شرعية، ولا مساومة، ولا شراكة مع العسكر في السلطة، وأي رجوع إلى تسوية يكون خيانة للمدنية.

مرونة وجدية

من جانبه رأي السكرتير العام لتيار الوسط للتغيير وقوى التحالف المدني المهندس نصر الدين أحمد عبدالله في حديثه لـ(الصيحة) أن حوار فولكر مفتوح على جميع القوى المدنية الفاعلة، لكن لابد من إظهار الجدية والمرونة، إضافة إلى الرغبة الصادقة من قبل الكيانات السياسية المختلفة لدعم الحوار والمشاورات التي تقودها اليونتامس والآلية الثلاثية حتى تحقق نتائج إيجابية تنقل الأزمة من مربع الانسداد إلى الأفق الايجابي وبلورة حل مرضي .

وقال : نصر الدين إن الأزمة التي خلفها الانقلاب أوقفت مسيرة الدولة المتجهة نحو رحاب الحكم المدني الديموقراطي .

وأضاف بأن أمام القوى المدنية فرصة كبيرة لاكتمال التسوية، وأن الساحة الآن مهيأة أكثر من أي وقت مضى لإجراء مصالحة سياسية قابلة للتطور والتوافق .

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى