حذَّر من تسرُّب الزمن.. خطاب البرهان.. موجة تجرف الساحة  لانتخابات مبكِّرة

 

الخرطوم: عوضية سليمان     16 اغسطس 2022م 

أكد رئيس مجلس السيادة الانتقالي القائد العام للقوات المسلحة الفريق أول ركن عبد الفتاح البرهان، أمس، في عيد الجيش  أن القوات المسلحة ستظل وفيه للشعب السوداني وتنحاز لخياراته الوطنية في كل الأحوال وأن الجيش يستمد شرعيته من شعبه.

وجزم، أن الحل للأزمة السياسية الراهنة لن يحدث إلا بتشكيل حكومة توافق وطني أو الذهاب إلى انتخابات.

وذكرالبرهان القوى السياسية بمآلات الأوضاع بالبلاد منبِّهاً أنها لا تحتمل التشرذم والتفرقة، داعياً القوى السياسية بتحمُّل مسؤوليتها الوطنية وذلك بالتقدُّم في التوافق الوطني والجلوس للتحاور، قائلاً: (إن الوقت يتسرَّب من بين أيدينا وظللنا نكرِّر أننا على مسافة واحدة من الجميع، ونأمل أن تنتهي المبادرات إلى صيغة توافقية نستكمل فيها الفترة الانتقالية ونخلص لانتخابات حرة ونزيهة).

وأشار البرهان إلى متابعة القوات المسلحة للعديد من المبادرات الوطنية التي تقدَّم بها نفر من أبناء السودان من أجل إيجاد صيغة توافقية تجمع أبناء الوطن في رؤية وطنية تكمل بها فترة الانتقال وتمهِّد لقيام انتخابات يفوَّض فيها الشعب السوداني من يحكمه. ورحَّب بهذه المبادرات، داعياً الجميع إلى الجلوس على صعيد واحد والالتفات إلى شأن الوطن، مؤكداً على أن القوات المسلحة لن تنحاز إلى طرف بعينه، ولكنها ستنحاز لخيارات الشعب السوداني وحده، واضعة تحقيق شعارات ثورة ديسمبر نصب أعينها.

ولقد اعتبر البعض أن خطاب البرهان في عيد الجيش ماهو إلا رسائل قذف بها في بريد القوى السياسية كلها حاثاً لها على التوافق وتكوين حكومة أو الذهاب إلى صناديق الانتخابات، بينما اعتبر البعض أن حديثه عن الانتخابات هو حديث جاد على اعتبار أن الخلافات بين القوى السياسية ستمهِّد لها.

وكانت الدعوات المتواترة لإجراء انتخابات مبكِّرة في السودان، والتي ظلت تصدر من حين لآخر، تقابل  بالرفض القاطع من غالبية القوى السياسية، معتبرة أن مثل هذه الدعوات لا تخرج عن كونها مناورة سياسية، بل ذهب البعض لوصفها بالانقلاب على الاتفاقيات التي وقعتها قوى المعارضة الخاصة بالفترة الانتقالية، والتي جرى التوافق عليها لتهيئة البلاد للانتخابات من خلال وضع قوانين تساعد في الوصول إلى الديموقراطية المنشودة.

الأزمة معقَّدة ومركَّبة

وحول ما جاء به رئيس مجلس السيادة الانتقالي الفريق البرهان بأن الوقت يتسرَّب لحل الأزمة السياسية والوصول إلى انتخابات سريعة، قال المحلِّل السياسي عبد الرحمن أبو خريس، لـ(الصيحة): إن الأزمة أصبحت مركَّبة ومعقَّدة دفعت الكل إلى التفكير في حل الانتخابات السريعة والمبكِّرة بعد الإحساس بالزمن الضائع، وقال: لايزال الخلاف على كل طرف يسير على الطريق الذي رسمه.

 مرحلة القلقلة

ويواصل أبو خريس حديثه بأن قرارات 25 أكتوبر، واضحة جداً وقرار 4/7 الذي أبعد الجيش من العملية التفاوضية واضح وأنهم يريدون اتفاقاً مدنياً ينهي الخلاف لإنتاج حكومة ديموقراطية مستقلة تدير الفترة الانتقالية وهذا هو رأي الجيش والجيش لا ينحاز إلى المبادرات الفردية من الجد أو قحت أو التوافق الوطني،  وأن الجيش واضح جداً في كلامه مثل ما قال البرهان، إما حكومة مدنية أو انتخابات مبكِّرة، مؤكداً بأن الكل لا يذهب في تيار التوافق لذلك الجيش سيضطر أن يذهب في تكوين حكومة مستقلة وانتخابات مبكِّرة، وكشف عن أن الانتخابات لا تخشاها الأحزاب الكبيرة إنما تخاف منها الأحزاب الصغيرة التي تعتمد على لجان المقاومة والشيوعي واليسار، لذلك أصبح الآن خيار الانتخابات مطروحاً بقوة، مبيِّناً بأنه لا خيار سوى التحاور أو يذهب البرهان في اتجاه أن يكوِّن حكومة انتخاب مبكِّرة.

تصليح وضع مأزوم

وفي ذات الاتجاه يرى المحلِّل السياسي عبد الله آدم خاطر، بأن اتفاق كل القوى السياسية على الحل هذا هو الأنسب في ظل التوقيت الذي اجتمعت عليه كل الأحزاب والأطراف، على الحل وتصليح الوضع السياسي المأزوم، وقال خاطر لـ (الصيحة): حديث البرهان لا يأتي من فراغ، موضحاً بأن الكل ذاهب في طريق الحل والاتفاق وكل القوى السياسية الآن ذاهبة في اتجاه الاتفاق للتوصل إلى ما يفضي إلى حكومة انتقالية تمهِّد الطريق إلى الوصول إلى انتخابات حرة نزيهة بعد فترة انتقالية بسيطة، وأضاف خاطر: كل من اتفق على وجود انتخابات مبكِّرة تعبِّر هذه عن وجه نظر في هذا التوقيت الحرج، موضحاً بأن اليوم الأمور ذاهبة إلى الأحسن من خلال زيادة النقاش والتلاقي في المجموعات أصبح بشكل أريحي أكثر  مما هو عليه في السابق، مبيِّناً ليس هنالك ما يقلق أبداً في حل الأزمة.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى