ورشة تطوير الإعلام الشرطي.. إزالة الصورة السالبة لدى المواطن

 

الخرطوم: آثار كامل       11  اغسطس 2022م 

العلاقة بين الشرطة والجمهور قضية استراتيجية فرضت نفسها على اهتمام الباحثين باعتبارها من التحديات الأمنية الكبيرة التي تواجه الدول والمجتمعات في عالم اليوم، وتكتسب العلاقة بين الشرطة والجمهور خصوصية مختلفة في ظل تطور المفهوم الأمني، نجد أن التعاون بين الشرطة والجمهور أصبح مطلوباً استراتيجياً لتحقيق الأمن ووضع هذه العلاقة في الطريق الصحيح، حيث توجد أزمة حقيقية بين الشرطة والمواطن خصوصاً عقب ثورة ديسمبر المجيدة.

وللتعاطي الموضوعي مع العلاقة بين الشرطة والجمهور لابد من مراجعة الشرطة كيفية التعامل وإعادة الثقة، كما أن السيولة السياسية بفعل حدة الموجة الثورية أحدثت كثيراً من التغيُّرات في جهاز الشرطة وجعلته محاصراً بالظنون السيئة وعرضة للنزيف المستمر  للمناقشة. كل ذلك أقامت الإدارة العامة للإعلام والعلاقات العامة ورشة تطوير الإعلام الشرطي تحت شعار (نحو رؤية استراتيجية لإعلام شرطي فاعل) بدار الشرطة ببري برعاية وزير الداخلية المكلف المدير العام لقوات الشرطة وبحضور أعضاء هيئتي القيادة والإدارة بالشرطة وممثلي جهاز المخابرات والقوات المسلحة والدعم السريع وعمداء كليات الإعلام .

تجديد خطاب الشرطة

قال اللواء إبراهيم مصطفى، مدير الإعلام والعلاقات العامة، إن ورشة تطوير الإعلام الشرطي جاءت لتناقش دور الإعلام، ونجد أن الإعلام الذي تقوده الشرطة ليس بجديد، بل الهدف تجديد خطاب الشرطة، ونوَّه إلى أن الهم قيام دولة مخلصة ومحمية بالشرطة بالداخل، فيما أكد اللواء شرطة خالد حسان، رئيس هيئة التوجيه والخدمات، الحاجة لمواكبة التطور والتمسُّك بتوعية الفرد الشرطي، منوهاً إلى أن الطرح الذي ستقدمه الورشة هو تقديم العون والتبصير للشرطة مستصحبين التطوُّر التكنولوجي.

 

توصيل الحقائق

قال وزير الداخلية المُكلَّف المدير العام لقوات الشرطة الفريق أول عنان حامد بأنه منذ تسلمه منصبه وجه بقيام هذه الورشة منذ نوفمبر الماضي، وأضاف: لابد أن نقول إن العمل لمصلحة الوطن والكل يؤدي دورة لمصلحة الوطن والكل يعلم أنه مسؤول بما يقول ونحن نؤمن بعكس الحقائق وتوصيلها للمواطن دون محاباة أو جهوية كل منا يؤمن تماماً أي شخص يكتب مسؤول أمام الله قبل الناس، وأقر عنان بوجود بعض الخلل في المصادر وكيف تصل المعلومة، فهذه الورشة لمزيد من التنسيق ووضع الحقيقة المجرَّدة أمام المواطن لمزيد من التواصل والترتيب ووضع الأسس للإعلام الأمني وتناول مواضيعه التي لها تأثير، وأضاف بأن تناول القضايا الأمنية في الإعلام لا تقبل القسمة على اثنين، فلابد من الرجوع للجهة الرسمية أو مبادرة الجهة بالتوضيح بجانب إزالة السلبيات وتقوية الإيجابيات وتطوير مراكز الاستفسار لوصول الجميع للحقيقة وسوف تكون التوصيات مسار اهتمام .

 

الشرطة والجمهور منظور دولي

 

ترأس الفريق د. عادل العاجب، الجلسة المتعلقة بتقديم الورقة الأولى التي جاءت تحت عنوان (الشرطة السودانية والتعامل مع الجمهور من منظور دولي) وابتدر النقاش ممثل وزارة الخارجية السفير عمر صالح، وجاء ملخص الورقة بأن مهام الشرطة حماية أمن المواطن والممتلكات من خلال المساعدات العامة وإنفاذ القانون والسيطرة على الجريمة والوقاية بجانب واجبات الشرطة المتمثلة في منع وقوع الجريمة واكتشافها وتعريف المهام الشرطية والحفاظ على النظام العام وتقديم المساعدة لمن يحتاجها ولابد من تفعيل الشراكات بمختلف أنواعها ولكن يجب أن تكون منضبطة ووزن المعلومات وتكون متوازنة.

 

 

الواقع والمأمول

 

تناولت الورقة الثانية التي أعدها العقيد د. الصادق الفاضل، الإعلام الشرطي الواقع والمأمول واستصحبت معها واجب الشرطة حفظ الأمن والمحافظة على الاستقرار أي الوقاية من الجريمة ومنعها وتناولت رفع معدَّل الثقة فيها وتحقيق التعاون المستمر بين الشرطة والمواطن وتعزيز الثقة، فلابد من اتباع الوسائل الحديثة ومواكبة التطور بجانب تعرُّض الشرطة في الفترة الماضية إلى هجمة منظمة أدخلت العلاقة بينها والجمهور في ضبابية بجانب إرفاد تصوُّر بإدخال كيفية التحدث للإعلام في الدورات الحتمية لرتبة الرائد والمقدم والعقيد، فيما استعرضت مبادئ وأهداف الإدارة العامة للإعلام والتي تمثلت في كثرة التوعية الأمنية بين القطاعات المجتمعية بكل مهنية واحترافية لتأسيس وعي أمني مجتمعي وكسب ثقة الجمهور واتباع وسائل وأساليب علمية وعملية لمواجهة المشكلات وحلها، فيما تمثلت الأهداف في إبراز دور الشرطة في منع الجريمة وترسيخ ثقافة احترام القانون وضرورة تطبيقه في المجتمع ونشر ثقافة بناء السلام المجتمعي وإبراز تضحيات الشرطة واستنهاض همم المجتمع لشراكة مع الشرطة تحقيقاً لشعار “الأمن مسؤولية الجميع”، فيما استعرضت المهدِّدات التي تمثلت في تساقط القوة وعدم توفير كادر مؤهل وعدم رغبة الشباب وضعف الرواتب وعدم تحديث الآليات، فيما استعرضت الفرص وتمثلت في اهتمام وقناعة قيادة الشرطة بأهمية الدور الإعلامي والعلاقات الجيِّدة والتواصل الفعَّال مع أجهزة الإعلام والقرارات الفورية لتطوير وتحديث أجهزة والدعم وتجاوب الإدارات الشرطية وقياداتها مع دائرة الإعلام.

 

العلاقة بين الشرطة والجمهور

 

قدَّم الأستاذ الصحفي محمد عبد القادر، الورقة الثالثة بعنوان العلاقة بين الشرطة والجمهور الواقع والمطلوب والتي تناولت العلاقة بين الشرطة والجمهور في الأونة الأخيرة وكيفية المحافظة على العلاقة مع الجمهور وتفادي تأثير سلوك أفرادها السالب على التواصل مع المواطنين، فيما أوصت الورقة بتأسيس علاقة إيجابية بين الشرطة والجمهور وتبصير المواطن بمخاطر  الجريمة والعمل على تصحيح الصورة السالبة التي يحملها المواطن وتدريب وتوعية المنتسبين من الشرطة بالتعامل مع الجمهور وفتح مسارات تواصل بين الجمهور والشرطة والمسؤولين.

 

 

توصيات الورشة

 

تسلَّم الفريق أول عنان محمد عمر حامد، توصيات ورشة تطوير الإعلام الشرطي  والتي  تمثلت في (45) توصية، منها التوصيات الواردة في الأوراق وتوصيات التداول التي جاء فيها تدريس تاريخ ومفاهيم الشرطة في جميع المراحل الدراسية وإنشاء وتأسيس متحف الشرطة  ووضع خطة استراتيجية برؤى واضحة وإنشاء شراكة ذكية قوية شاملة مع أجهزة الإعلام وإزالة الصورة السالبة لدى المواطن والتنسيق بين التلفزيون وإدارة الإعلام بشأن البرامج إنشاء مجلس أعلى للإعلام الأمني تمثل فيه جميع الجهات ذات الصلة وإنشاء أفلام سينمائية تعرض مجهودات في كشف الجرائم والعمل الاستباقي في تعقب وتفكيك الشبكات التخريبية والتحريضية وآليات مكافحتها في استغلال الظرف السياسي الراهن إلى جانب تعقب الشبكات التخريبية، فيما أوصى عنان بتشكيل مجلس خبراء لمساعدة هيئة التوجية والخدمات لتنفيذ التوصيات بجانب اتباع مركز الدراسات الاستراتيجية والأمنية لجامعة الرباط.

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى