كوبري (السكيران) بالهشابة.. الحلم أصبح حقيقة!!

تقرير: رضا حسن باعو

لا يشعر بأهمية كوبري (السكيران) بمنطقة الهشابة الذي يربط ولاية شمال كردفان بولايتي جنوب وغرب كردفان، إلا من تقطعت به السبل جراء الخريف وعطله (الخور) عن قضاء مصالحه بين شمال وجنوب وغرب كردفان.

ويمثل كوبري السكيران أهمية قصوى لمواطني ولايات شمال وجنوب وغرب كردفان من جهة، وولايات دارفور من جهة أخرى، حيث أنه يمثل رابطاً لهذه الولايات ببعضها البعض.

خسائر عدة كانت تنجم عن انقطاع العابرين للخور الذي يفيض بالمياه حتى قبل هطول الأمطار بغزارة ويشكل خطراً كبيراً على الأهالي الذين يتنقلون عبر الطريق من وإلى الخرطوم.

حاجة ماسة وكبيرة تمثلت في ضرورة إنشاء هذا الكوبري الذي يمثل شريان حياة للولايات المذكورة ليعين الناس ويسهل حلهم وترحالهم بين بوادي كردفان الغرة أم خيرا جوة وبرة، لذا عكفت الهيئة القومية للطرق والجسور على إنشاء الكوبري الذي كان يمثل حلماً للكردافة عموماً، حيث يقلل لهم معاناتهم في سفرهم المتكرر خاصة في فصل الخريف، لذا كان لابد من إنشاء الكوبري حتى يقلل وعثاء السفر لمواطني كردفان الكبرى.

(الصيحة) وقفت من خلال زيارة رافقت فيها وكيل وزارة النقل والطرق والجسور، ومدير عام الهيئة القومية للطرق والجسور للوقوف على المراحل النهائية لإنشاء الكوبري الذي كان بمثابة الحلم ووقفت الصحيفة على العزيمة والإرادة التي يتمتع بها العاملون بالكوبري من مهندسين وفنيين وعمالة سودانية خالصة، حيث نفذ الكوبري رغم ضخامته، إذ يبلغ طوله نحو(100) متر وعرضه حوالي (11) متراً بأيدٍ سودانية خالصة بدءًا من وضع التصاميم الأولية انتهاءً بجميع مراحله التي أكدت قدرة السودانيين على تطويع المحال فصار الحلم حقيقة وصارت المركبات بكافة أحجامها تعبر من الأبيض إلى ولايتي غرب وجنوب كردفان والعكس، في سهولة ويسر وطمأنينة.

سرعة في الإنجاز

وكيل وزارة النقل والطرق والجسور مالك بشير، أكد من على الكوبري خلال وقوفه على الأعمال النهائية له أن هذا العمل أنجز بسرعة، حيث لم يستغرق إنجازه أكثر من (3) أشهر رغم ضخامة العمل فيه، وقال: تبقت أعمال قليلة حتى يكتمل الكوبري بصورة نهائية، وأضاف: الآن نرى جميع المركبات تعبر الكوبري دون مشاكل مما يؤكد أن العمل تم وفقاً للمواصفات المطلوبة.

وقال بشير في تصريحات للوفد الإعلامي المرافق له في رحلته: اطمأننا خلال هذه الزيارة على جميع المعابر في طريق أم درمان بارا، وأعلن استمرار جهود وزارته لإنجاز العديد من الأعمال من أجل توفير سبل الراحة للمواطنين في جميع أنحاء البلاد.

متانة العمل

أكد مدير عام الهيئة القومية للطرق والجسور، جعفر حسن أن الكوبري الآن أصبح جاهزا تماماً، وأشار إلى بدء عبور المركبات بكافة أحجامها، وأوضح أن الحركة تنساب بصورة عادية دون مشاكل، وأكد أن ذلك دليل على أن الأعمال أسفل الكوبري متينة جداً وتمت وفقاً للمواصفات المطلوبة.

وأشار حسن إلى استخدام الأقواس لأول مرة في السودانن وأوضح أنه سيكتمل بصورة نهائية خلال حوالي (10) أيام فقط، وأضاف: تبقت الطبقة الاسمنتية حتى يكون وفقاً للمواصفات العالمية، وقال إنه تم فتحه لحركة المركبات قبل أسبوعين تقريباً، وأوضح أنه يساهم في تقليل معاناة المواطنين العابرين من شمال كردفان إلى ولايتي جنوب وغرب كردفان ومنها لولايات دارفور بسهولة ويسر.

هاجس وأزمة صحية

ومثّل عدم وجود الكوبري هاجساً أرّق مضاجع مواطني ولايات كردفان الكبرى، حيث ظلت السيول التي تجرف المنطقة تشكل مخاوف جمة للمواطنين وتبرز معاناة كبيرة جداً خاصة في الجانب الصحي، ولم يكن الهاجس للأهالي فقط، حيث صار مقلقاً حتى للهيئة القومية للطرق والجسور.

وأشار مدير قطاع كردفان بالهيئة القومية للطرق والجسور، المهندس عاصم علي الحسن المهندس المقيم بالمشروع، إلى أن عدم وجود الكوبري كان يمثل هاجساً كبيراً للأهالي في ولايات شمال وغرب وجنوب كردفان، وأوضح أنه كان هاجسًا كبيراً للهيئة حيث لا بد من البقاء في المنطقة من أجل توفير طرق بديلة حتى يتمكن الأهالي من العبور، وقال: كنا نفكر في كيف يمكن أن ينجز هذا العمل الكبير نسبة لأهميته، وأضاف: كان لابد من معالجة جذرية حتى نوقف معاناة الأهالي الذين يعبرون هذا الكوبري.

وقال علي الحسن: فكرنا في ضرورة السيطرة على السيول في هذه المنطقة من خلال الإسراع في عمل الكوبري رغم ضخامة تكلفته التي قال إنها تتجاوز الثلايثن مليار جنيه، وأكد أنه كان مصدر إزعاج للهيئة والقائمين على أمرها، لذا تم التفكير في ضرورة إنجازه وهو ما تم الآن، وأوضح أنه أصبح جاهزاً أمام حركة المركبات التي تعبر الآن، وأشار إلى أنه تبقت فقط الطبقة الاسفلتية للكوبري والحواجز، ونوه إلى أنه تم إنجاز العمل بنسبة تتجاوز الـ(90%)، وقال إن العمل تم بأيدٍ سودانية خالصة من التصميم وحتى إنفاذ كافة الأعمال بالكوبري، وأضاف: الآن يمكن القول بأننا عبرنا ولا خوف إن جاءت السيول الآن حيث أن العمل أنجز ولا يوجد ما يقلقنا.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى