محمد طلب يكتب: المقدر لابد يكون (2)

لا يراودني شك إطلاقاً أن هذه الاغنية تحسب من الاغنيات العظيمة التي ستظل خالدة في الوجدان السليم لأنها تحمل معانٍ راقية وعظيمة:
ما بخاف من شئ برضي صابر والمقدر لابد يكون
أحسب أن هذا الحال يمثل تماماً حال شباب الثورة هذه الايام حيث (ينتفي الخوف تماماً) ويواجهون الموت بالاضافة (لصبرهم الطويل) والايمان القاطع بأن (المقدر لابد يكون) وهذه أعظم حالات الإيمان بقضية ما والعمل من أجلها.
كما ويجيب النص على الصفات التي تصفهم بها بعض (الفئات المضادة) التي تعتمد المظهر الخارجي دلالة على (العمل الصالح) بل يصف في ذات الوقت تلك الفئة بما هي عليه الإن ومن قبل:
(ما عصيت مولاي ماني فاجر… لا ولا بالعلم بتاجر..
نفسي يا أحباب ليها زاجر.. لم أكن كل يوم لي لون)
أجد نفسي في حيرة كيف اختار الأبيات التي تنطبق تماماً على حالة الشباب المنتصر لقضيته بإذن الله فكل بيت في نص الأغنية يمثلهم تماماً كما أنه يحوي رسائل واضحة لجهات بعينها القارئ الكريم أقرب لها ويدري جيداً اتجاهاتها ومراميها:
قول لأهل الجور والمساخر ما في أول ما ليهو اخر….
ما بدوم العز والمفاخر…. وما بدوم الظل والحصون
وليس هناك أوضح مما يقوله النص الغنائي في وصف الوضع الحالي وما قبله من تلفيق واتهام ثم محاولات التستر خلف التحالفات (المريضة) التي تسمي جوراً (العريضة):
قول لشاهد الزور فيما سائر…. هدي روعك قبل الخسائر…. ياما قبلك عميت بصائر… من لساني وقولي الهتون
وكأن الشعب والشباب في حاله المتواصل واعتصامه وتظاهره بحثاً عما يربد يغني بصوت واحد به غصة وغضب يخالطه حزن وقوة وأمل قادم:
إن أتاني الهم جيشو دافر… يلقي يا خلاي صبري وافر…
يلقى عزمي التام ليهو خافر… ويلقي قلبي شجاع ما جبون
ويتضح جلياً سلمية هذا الشعب وشبابه وعدم العداء السافر للاخرين متى ما كانت تحكمهم القيم الراقية…
والتزام شبابنا في كفاحهم الأخلاق العظيمة ولا يفتتنون بما ينجزون اطلاقاً:
(بالعداء معروف ما ببادر…. وما بخون الجار ماني غادر…
وما بقول للناس مثلي نادر… بل أقول للخالق شؤون)
وهل هناك أعظم من إدارة الخالق لشئون خلقه… فقد يطول الظلم والجور لكن وراء ذلك ما لا نعلمه من منافع كبيرة بمشيئة الله
كما هو معروف ثبات هذا الشعب المغوار:
(الثبات معروف لي معاصر… والإله غير شك لي ناصر… رغم انف الواشئ الخؤون)
بحثت بحثاً دوؤباً فيما يعرف بالأغنية الوطنية عن نصوص تعبر عن الوضع الراهن فلم أجد نصاً أكثر تعبيراً من نص هذه الأغنية التي لم تصنف من قبل كأغنية (وطنية) إطلاقاً… ومقاربتها واسقاطها على الوضع الراهن تدل دلالة قاطعة أنها تمثله تماماً:
(ما جحدت الخير ماني كافر…. عن سبيل الحق ماني نافر…
ما ضمرت السوء ماني حافر…. للصديق هاويات السجون)
عيد سعيد وكل عام وأنتم بخير.. نسأل الله الرحمة والمغفرة لشاعرنا (الاُمي) وربما نعود لكم مع الشاعر الكبير (العبادي) في رائعته وفي ذات المضمار:
برضي ليك المولى الموالي وفيك لازم الصبر الجميل
ويظل الصبر يلازم هذا الشعب إلى أن يكتب الله لنا الخلاص
سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى