محمد طلب يكتب: المقدر لابد يكون (1)

هذا العنوان يحمل اعظم معاني الايمان على الاطلاق فمن يؤمن بالقضاء و(المقدر لابد يكون) دون ادنى شك انه يؤمن بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الاخر…. فهي دائرة اي نقطة فيها تقود للاخرى، وكما تعلمنا ونحن اطفال في مناهج ما قبل (الانقاذ) ان هذا العنوان هو احد اركان الايمان التي بينها (العلماء).
علق بعض الاصدقاء والمتابعين لمقالاتي وعابوا استخدامي وبشكل مكثف مقاطع الاغاني كعناوين للمقالات…
وربما يكونون على حق الا انني اعتقد ان الشعر والتغني به ما هو الا تلخيص لثقافة الشعوب وسجل تاريخي عظيم يحاكي حركة الشعوب وشيئاً من الواقع وثقافة الناس (علواً وهبوطاً) وتراثهم وعاداتهم فيه من الحكمة ما فيه وكذا المواعظ
ولا اجافي الحقيقة إن قلت هذا العنوان يصلح ان يكون (خطبة الجمعة) اليوم والاغنية كلها حكم ومواعظ تحمل كثيراً من القيم الراقية (راجعوا الاغنية مع عمكم قوقل) وليتكم تسمعونها بصوت الراحل بادي محمد الطيب.
ومثلما تجد في اغنياتنا:
ما عصيت مولاي ماني فاجر
لا ولا بالعالم بتاجر
لم اكن كل يوم لي لون
ايضا سوف تجد في الغناء:
حمام التش يللا يا منقة التش التش يللا يا منقة
ولا ادري الى اين تسهر المنقة هذا المساء في النداء اعلاه (يللا يا منقة)
والغناء هو شعر يتم تلحينه وغناءه ولا يخرج عن كونه (كلام) يمكنك اسقاطه على ما تراه يناسبه و يعبر عنه بشكل رائع بغض النظر عما اثار شجون قائله
وهناك قصة شهيرة عن متصوف شهير غرق في بحر الدموع والمغني يغني:
(يا ليل ابقي لي شاهد على نار سهدي وجنوني)
اما العنوان اعلاه فهو من قصيدة محمد عبد الله الامي
وهو رجل صاحب (حساسية) عالية يعبر عنها بروح سامية ورغم انه (امي) الا انه انتج للمكتبة السودانية الجميل من الغناء
عزيزي القارئ ان شاء الله سوف اتناول هذه الاغنية تفصيلاً في سلسلة مقالات تحت ذات العنوان واسقطها على الاحداث الحالية.
الاغنية السودانية يعمل المهتمون بامرها على تصنيفها الى اغاني حقيبة… اغاني السبعينات… اغاني البنات… اغاني هابطة… اغاني القونات.. اغاني ثورية او وطنية… اكتوبريات.. وغيرها ويعتمدون في ذلك علي الحقب الزمانية او المضامين
لكن تظل الاغاني رغم انها قد ترتبط بحقبة زمانية معينة الا ان الكلمات الرائعة والمعبرة تظل خالدة ويمكن اسقاطها على الاحداث المختلفة.
سلام

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى