شيخ طريقة يروي وقائع “نهب مسلح” غريبة ويناشد قيادات الدولة

الخرطوم- محمد موسى     4  يوليو2022م
كشف الشيخ الشريف يعقوب أمبدي صاحب زاوية دار المراية التجانية لتحفيظ القرآن وعلومه بضاحية الرياض- الخرطوم، تفاصيل تعرّضه وأسرته وحيرانه لعملية نهب مسلح والاستيلاء على أموال علاج بالخارج بالعملة الصعبة (الدولار) وهواتف نقالة من داخل منزله قبل أكثر من عامين.
نهب مسلح
وقال الشيخ الشريف في تصريحات اليوم، إنه وفي العام 2019م تهجّمت عليهم قوة تحمل السلاح (الكلاشنكوف) ودلفت لمنزله المكون من (5) طوابق بالرياض والمقابل لأحد مراكز التجميل المعروفة، وأضاف أن القوة أبلغته بأنها جهة نظامية، وأبرزت إذن تفتيش لمنزله بحجة أنه ينشط في تزييف العملة الصعبة تحت ستار زاويته لدراسة القرآن وعلومه، وأوضح أنه أفاد القوة بأن ذلك غير صحيح، وأن داره لحفظ القرآن وأن حيرانه ومريديه من كافة أنحاء البلاد وحتى خارجه، لكن القوة لم تكترث لأقواله وظلت تجوب طوابق المنزل وتفتيشه حتى عثرت في البدء على (فلتر) مياه الشرب، وأشار أحد أفراد القوة للمسؤول عنهم بأن هذا هو جهاز تزييف العملة، لكن وبمعاينة الضابط للجهاز اتضح له أنه فلتر للمياه.
وذكر الشيخ أن ذلك لم يثنِ القوة المسلحة بل دلفت إلى شقتي زوجتيه الأولى والثانية وبعثرا حاجياتهما الشخصية وحتى ملابسهما الخاصة من داخل خزانتيهما لكنهم لم يجدوا الأموال.
وأفاد بأنه وقتها ظل يفرك يديه لاسيما وأنه أصبح مكتوف الأيدي لا يستطيع حماية عرضه وزوجاته وأطفاله من ذلك التهديد المسلح، وقال وهو يحبس دمعه إنه في ذلك اليوم أصبح عاجزاً عن حماية آل بيته، وأضاف أن القوة المسلحة وأثناء تفتيشها عثرت على أكثر من (7) آلاف دولار أمريكي وهي كلفة علاج ابنة أحد الشيوخ بزاويته والتي تقرّر سفرها إلى الهند لاخضاعها لعملية (قلب) آنذاك، وأوضح أنه ظل يقنع القوة بأن تلك الأموال مقابل علاج ابنة الشيخ لكنهم لم ينصتوا له وإنما أخذوا الأموال.
ونوه الشيخ أمبدي إلى أن القوة لم تكتفِ بذلك بل أمرت الكثير من حيرانه بالخلوة التي تقع داخل منزله من الناحية الغربية، بالاستلقاء على الأرض دون حراك وهم يحملون السلاح فوق رؤسهم، ومن ثم أخذوا هواتف بعضهم، وقال إن القوة قرّرت أخذه برفقتهم، إلّا أن حيرانه وقفوا حائلاً دون ذهابه معهم وأكدوا أنه حال مضى برفقتهم سيذهبون معه خطوة بخطوة، ونوه إلى أن أفراد القوة تشاوروا فيما بينهم ومن ثم تركوه وأخبروه بأنهم سيعودون في اليوم التالي لأخذه بغرض فتح إجراءات قانونية ضده.
اقتحام منزل وبلاغ
وقال الشيخ إن القوة المسلحة لم تأتِ إلى منزله بعد ذلك مطلقاً، وبدوره توجه إلى قسم الشرطة محل الاختصاص، وشرع في تدوين بلاغ بحادثة النهب وعرض صوراً لبعض القوة التي داهمتهم، وأضاف أن أحد حيرانه تمكّن من التقاط صور عبر هاتفه الجوال لبعض أفراد المجموعة أثناء تهديدهم بالاستلقاء على الأرض وعدم التحرك، وأوضح أنه وحينذاك تم ابلاغ جهات عليا باحدي القوات النظامية في الدولة بالامر الذين بدورهم تابعوا مجريات ما حدث حتي وصولهم الي القوة التي نفذت عملية النهب بمنزله والقبض عليهم واتضح بانهم نظاميون بالخدمة ، مبينا بانه تم تدوين اجراءات بلاغ في مواجهة القوة علي راسهم ضابط برتبة ملازم اول ومن ثم اخضاعهم للتحقيق حول ملابسات الحادثة ، ومن ثم احالتهم لاحقا الي المحكمة التي عاقبتهم بالسجن لـ(17) عاماً ، مبينا بانه وبعد مرور وقت ليس ببعيد اتضح بان القوة التي داهمت منزله تم الافراج عنهم لاحقا واخلاء سبيلهم وفق لقرارت(تصفير ) السجون وقتها للحد من انتشار جائحة كورونا بحد تعبيره ، وكشف الشيخ في تصريحاته الصحفية بانه علم لاحقاً ومن اقوال احد المتهمين من القوة بان أحد حيرانه له يد فى الأمر وانه ارشدهم عن منزله بحجة تفتيشه وتوقيفه لنشاطه في تزييف العملة – لاسيما وانه دخل في اختلافات مالية معه حول شراء مولد كهربائي انتهت بمقاضاته له امام المحكمة الجنائية والحكم باستراد المبلغ الدولارى له مقابل قسط شراء المولد الكهربائي بحد تعبيره ، وكشف الشيخ خلال تصريحاته بان احد حيرانه الذي ارشد عنه بعض المتهمين من القوة المداهمة بانه من اخبرهم بان المنزل مقراً لتزييف العملة قد أخفي نفسه وقت الحادثة واغلق هاتفه الجوال وحينها تمكنت السلطات من تتبع خطواته حتي تبين بانه يقيم بمنزل احدي الشخصيات الدبلوماسية الاجنبية في البلاد ويحتمي بها – الا ان السلطات وقتها وبذكاءها الخارق تمكنت من استدراجه والقبض عليه ، وافاد الشيخ ، بان وجود احد حيرانه وقتها بمنزل احد الدبلوماسين يطرح عدة تساؤلات بحد تعبيره.
استرداد ووفاة طفلة
وكشف الشيخ يعقوب، بان ابنة احد حيرانه قد توفت بعد الحادثة بوقت ليس بطويل– وذلك لتوقف اجراءاته بعد نهب اموال علاجها الدولارية من افراد القوة بحد قوله- الا ان الشيخ عاد واكد بان السلطات الامنية تمكنت من استرداد جزء من المال محل علاج ابنة احد حيرانه وسلمتها له ولكن بعد فوات الاوان اي بعد موت ابنته بحد قوله لتاخير موعد سفرها واجراء عملية القلب لها بالهند، موضحاً بان بقية مبلغ العلاج الدولارى لم يتم استرداده لهم، الي جانب عدم استرداد هواتف زوجاته وحيرانه الجوالة .
مناشدة للأجهزة النظامية
وأوضح الشيخ يعقوب، أنه لا يأمن علي حيرانه واطفاله وزوجاته من تكرار ذات الامر– لا سيما وان المتهمين افراد القوة تم الافراج عنهم وخرجوا من السجن، متسائلاً كيف يتم إطلاق سراحهم دون علمه – لاسيما وان الدعوى التى دونها ضدهم تتعلق بحق خاص وليس عام- بحد قوله.
وناشد الشيخ جميع الجهات الأمنية في البلاد علي رأسهم القيادات العليا في حمايته واسرته وزوجاته واطفاله وحيرانه من تكرار ذلك ، لاسيما وان احد حيرانه الذي كان سببا في مداهمة منزله مازال متواجدا في البلاد ولديهم عدة بلاغات مدونة فيما بعضهم البعض ، مشددا علي انه شيخ الطريقة التجانية وانه من شيوخ الدين المعروفين وان زاويته (دار المراية) لها طلاب من جميع اصقاع الدنيا تتعلق بتحفيظ القراءان وعلومه ويقيمون الذكر فكيف تتم مداهمته ومن فعلوها حرين طليقين دون عقاب بحد قوله، مستنكرا حدوث مثل هذه الحادثة لشيخ دين يعلم القراءان وعلومه والاحاديث النبوية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى