نبيل البلى يكتب : النبيل

 

18 يونيو2022م

الامور في الحافلة عادية قعدت في كنبة ورا جمب الشباك ومنتظر الحافلة تتم آخر راكب عمك عجوز لابس بنطلون وقميص وجاكيت أسود الجو بارد شوية والدنيا صباح لاحظت للولد الكمساري مركز مع عمك وبعاين ليه من طرف خفي وكان بادي عليه الإحراج والخجل الود بدا يخلص في الحافلة وطقطق لينا ومرقنا قريشاتنا ولأنه عمك في المقعد القدامي ناولته مية جنيه وهو استلمها وناول الكمساري والكمساري بي دوره استلم القروش، لكنه رجع المية جنيه لعمك ودار الحوار العجيب دا

الاستاذ ليه يا ابني ما بتشيل مني

الكمساري  لأنك استاذ ودرست اخوي الصغير

الاستاذ اسمع يا ابنى انا بدرس التلاميذ لي ٤٠ سنة وما بنسى لي تلميذ درسته قبل كده إنت قايل راسي دا فيه شنو غير التلاميذ انا درستك إنت ذاتك ما تقول لي درست اخوي الصغير قايلني بنساك يا ولدي.

الكمساري حسيت بيه محرج لدرجة خت اصابعينه في وشه وقال للاستاذ بصوت مليان خجلة والله يا استاذي ما داير أنكرك قدام الناس لكن دائما الاستاذ بكون داير يشوف طلبته دكاترة ومهندسين وناس عندهم مناصب كويسة لكن بصراحة كنت خجلان أوري ناس الحافلة ديل اني تلميذك وشغال كمساري.

الاستاذ  شفت كيف أنا متذكرك لأنك تلميذ نبيل وما كل التلاميذ البندرِّسهم عندهم النبل دا يا ولدي ما تخجل من شغلك مهما كان ما دام شغل نضيف وبتكسب منه رزق حلال  ثم ثانياً منو القال ليك انحنا بندرس الناس عشان يكونوا دكاترة ومهندسين بس نحن بنتعب عشان تلاميذنا يبقوا ناس وبعدها بختاروا الأشغال الهم دايرنها.. مهمتنا في الاول تربية حتى بعداك بجي التعليم بالمناسبة انت قريت لحدي وين

الكمساري اتخرجت آداب لغة انجليزية لكن لسه ما اشتغلت.

الاستاذ الله يديك العافية يا ولدي ويبارك ليك في أخلاقك وينور دربك والله العظيم رفعت رأسي قدام الركاب ديل ومليتني شرف وعزة بموقفك دا يكفيني عشر سنوات لقدام.

تحية إجلال وإكبار لكل من علّمني حرفاً، ولكل معلمي بلادي الذين يعملون في صمت، والذين لا يخفون أعمارهم الحقيقية لأنه الكاردكس قادر على نفش الماضي وإظهار حقائق اعمار المديرين الحاليين في التعليم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى