(الخارجية) وقضايا الساعة.. توضيحات مهمة

الخرطوم: مريم أبشر

لأول مرة منذ سقوط نظام الرئيس السابق عمر البشير، تبادر وزارة الخارجية بالدعوة لعقد مؤتمر صحفي لتنوير الرأي العام الداخلي والخارجي بتطورات الأحداث المتسارعة في كافة الصعد، خاصة فيما يلي توالي تدافع المبعوثين الدوليين والممثلين الخاصين للدول القريبة والأبعد المهتمة بالأوضاع فى السودان والحادبين بدفع مبادراتهم وأفكارهم لتقريب وجهات النظر بين المجلس العسكري وقوى التغيير.

 المؤتمر الصحفي الذي  عقد عصر أمس، خصصه السفير عمر دهب وكيل وزارة الخارجية المكلف والرجل التنفيذي الأول فيها في الوقت الراهن، قال إنه سيكون دورياً لتوضيح الأمور الوطنية ومواقف الشركاء لجهة أن السودان أصبح محط أنظار الجميع  في ظل تسارع الاحداث، ولفت دهب إلى أن السفراء والعاملين بالوزارة يعملون في تناغم تام وبهمة عالية لتجاوز المرحلة.

 

إرث نفتخر به

وزارة الخارجية، أكدت أن السودان قادر على تجاوز مطب الأزمة التي يمر بها حالياً مستفيداً من إرث عريق من التعافي الوطني. السفير عمر دهب، أكد ثقته في حدوث توافق وطني، ولفت إلى أن مهمة الوزارة نقل المعلومات الصحيحة حول ما يدور في الساحة السودانية.

المبعوثون

اللافت في تتابع الأحداث التي تجري في البلاد، أن الأام الماضية شهدت تدافع أعداد كبيرة من مبعوثي الدول والمنظمات ذات الصلة بالسودان، وأشار دهب إلى أن المبعوث الأمريكي ووفد الترويكا لديهم اهتمام خاص بالوضع الاستثنائي، وقال إن المبعوثين وقفوا على حقيقة الوضع، وقدموا مقترحات للتحول الديمقراطي بعد الانتخابات.

وبالمقابل، حسب السفير دهب، فإن رئيس المجلس أبلغ المبعوثين حرصه على التحول الديمقراطي وأنهم يعملون كضامنين لإحداث التحول، وأن المجلس لن يألو جهداً في ذلك، وذكر أنهم يطالبون بتقصير الفترة الانتقالية وإعطاء الفرصة لكل الأطراف السودانية للتداعي لموقف وطني يحفظ للبسودان أمنه واستقراره والتفرغ للجانب الاقتصادي باعتباره الأهم.  وأشار إلى أن التحول الديمقراطي شارك فيه الجميع وسيكتمل بإجراء انتخابات حرة ونزيهة.

الانترنت مهدد أمني

إحداث التحول الديمقراطي يتطلب – وفق كبير مسؤولي وزارة الخارجية- إرساء دعائم الأمن والسلام، واعتبر دهب لجوء المجلس الانتقالي لحجب الانترنت، جاء من ذلك المنطلق حفاظاً على الأمن، لافتاً إلى أن السودان ليس وحده من يلجأ لهذا الإجراء حيث سبقته دول ديمقراطية أخرى، فالهند وسيرلانكا قطعتا الانترنت لأسباب أمنية، وعبر عن أمله في عودة الخدمة قريباً.

التعدد مضر

وعرج وكيل الخارجية على المبادرة الإثيوبية، واصفًاٍ رئيس الوزراء الأثيوبي أبي أحمد بالمهتم بما يجري فى السودان، وأكد دعمه لجهود الاتحاد الأفريقي، واعتبر دهب تعدد المبادرات ربما يخلق نوعاً من البلبلة في النظر لاتخاذ مواقف القوى، ومن هذا المنطلق لابد من الاتفاق على تفويض المبادرة الإفريقية باعتبارها الأساس، ونفى أي اتجاه لفرض عقوبات آنية على السودان من قبل الولايات المتحدة، بخلاف العقوبات الأحادية السابقة، لافتاً إلى أن جلسة أعضاء الكونغرس وما أثير حولها، أنها تطرقت لكافة الاحتمالات، وقال: السودان ينظر إلى ذلك فى سياقه، ولفت إلى أن المبعوث الأميركي أكد للخارجية قبيل مغادرته أمس تخليهم عن سياسة الجزرة والعصا التي سبق وأن تعاملوا بها مع السودان، والآن هم ينتهجون سياسة الانخراط الإيجابي.

أوضاع حقوق الإنسان

وزارة الخارجية، نفت أي اتجاه لإرسال بعثة من الأمم المتحدة للسودان لتقصي الحقائق كما أثير، وأشار الوكيل إلى أن الأمم المتحده تتوخى أساليب محددة في التعاطي مع الأحداث بإعطاء فرصة للأجهزة الوطنية، ولفت لخطوة المجلس العسكري بتشكيله لجنة لتقصي الحقائق.

وكشف عن محاولة بريطانية لعقد جلسة خاصة لمجلس حقوق الإنسان حول السودان لكنها فشلت، وأكد أن الخارجية والجهات المختصة ستزودهم بالمعلومات المطلوبة لتوضيح الحقائق في اجتماعات لجنة حقوق الإنسان القادمة، وأكد أن السودان ما زال تحت البند العاشر الخاص بتقديم المساعدات، لافتاً إلى أن السودان لديه الآليات الكافية بالنظر لحالة حقوق الإنسان فيه .

ملتزمون بالاتفاقيات

نفت الخارجية أي اتجاه للتنصل من الاتفاقيات والمعاهدات السابقة، وأكد الوكيل أن الفترة القادمة ستتم فيها استعادة قدرات العمل الدبلوماسي، وأكد أن كل الاتفاقيات ملزمة وليس هنالك أي سبيل للتنصل والنكوص عنها، وشدّد على التزام المجلس بها والتأكيد عليها وأن الوزارة ستتواصل جهودها مع الآخرين ذوي الاستنارة من الخبرات الدبلوماسية والاهتداء بهم.

 وكشف عن اجتماع جرى في الوزارة بين منسوبيها والمجلس العسكري تم التأكيد فيه على الدور الدبلوماسي وتجديد الثقة من أجل صيانة أمن واستقرار السودان، واستعادة دور الدبلوماسية السودانية صاحبة التاريخ العريق عبر الإعداد الجيد للكوادر الدبلوماسية، وقطع دهب بأن الفترة القادمة سيتم الاختيار لمدخل الخدمة في الخارجية عبر الكفاءة واختيار الأفضل.

علاقة وثيقة

كثر خلال الفترة الماضية عقب سقوط نظام الإنقاذ، الحديث عن فتور العلاقات بين الخرطوم والدوحة في ظل تصعيد إعلامي على الأقل من طرف واحد، غير أن وكيل وزارة الخارجية وصف علاقة السودان بالدوحة بالوثيقة، وقال: تربطنا معها علاقات مشتركة، فالدولتان أعضاء في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الغسلامي والأمم المتحدة ولديهما علاقات نتطلع لتعزيزها.

عطا مواطن عادي  

ساد حديث حول استخدام بعض السفراء الذين تم إعفاؤهم لجوازاتهم الدبلوماسية في أغراضهم الخاصة، غير أن السفير صلاح الجنيد المدير العام لإدارة المراسم نفى أي حديث في هذا الصدد، وأكد أن الجوازات تمنح لمنتسبي الوزارة وفق القوانين واللوائح وليس هنالك أي استثناء  تنتهي بانتهاء صلاحية الوظيفة ويصبح صاحبها مواطناً عادياً، وقال إن المبعوثين يتم اعتمادهم وفق الاتفاقيات الدولية، حيث يتم منحهم حصانات ومزايا تنتهي بانتهاء صلاحية الوظيفة، وذلك في سياق حديثه حول ما أثير بشأن رفض الولايات المتحدة منح الفريق محمد عطا تأشيرة دخول إليها، وقال إن عطا أصبح مواطناً عادياً، وهذا شأن داخلي، من حق أمريكا أن تنمحه تأشيرة دخول أو تمنعه، مضيفاً بأن عطا لم يعُد ممثلاً لحكومة السودان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى