مالك عقار.. في مرمى النيران

 

الخرطوم: مريم أبَّشر    10 يونيو 2022م 

على نحو غير متوقع انتقد نائب رئيس الحركة  الشعبية شمال ياسر عرمان، حديث رئيس الحركة وعضو مجلس السيادة مالك عقار، الذي وصف الاحتجاجات ضد الحكم العسكري بأنها إرهاب ضد الدولة، وقال ياسر عرمان، معقِّباً على حديث عقار: إن “رؤية السودان الجديد لا تتسق مع وصف الثورة بالإرهاب، وتقدير عرمان أن الإرهاب الحقيقي هو قتل الشباب واستخدام أسلحة وأموال الشعب لقتل أبناء وبنات الشعب” وأضاف: “يعز عليَّ صدور هذا التصريح من الرفيق مالك عقار، وهو صديق لسنوات، وحديثه يجد مني الاستنكار ومن غالبية أعضاء الحركة الشعبية الذين شاركوا ويشاركون في الثورة، وكان عقار،  قال في مقابلة أجرتها قناة الشرق الفضائية: إن “ما يحدث في السودان هو فوضى وإرهاب ضد الدولة، وأنا لا أسميها ثورة”. وهي تصريحات وجدت رفضاً واسعاً من السودانيين في مواقع التواصل الاجتماعي، وانتقد عقار في وقت سابق ائتلاف الحرية والتغيير، وقال: إن الصراع مع قادة الجيش في نهاية الأمر هو صراع حول السُّلطة.

ويصطف عرمان مع قوى الحرية والتغيير، التي تُعد الحركة الشعبية إحدى التنظيمات المنضوية تحت لوائها، في مقاومة الحكم العسكري الذي يتمسَّك عقار بتقاسم السلطة معه بدعوى تنفيذ برنامج اتفاق السلام، وأشار عرمان إلى أن الثورة التي انطلقت شرارتها في 13 ديسمبر 2018م، بمدينة الدمازين بولاية النيل الأزرق ــ وهي معقل مالك عقار، والحركة الشعبية التي يرأسها، أتت بالحركة إلى الخرطوم، وأقر عرمان بقوله: لم نكن نستطيع توقيع اتفاق السلام رغم التضحيات الكبيرة إلا بهذه الثورة”، وذكر عرمان رئيسه مالك عقار بنضاله لسنوات طوال ضد قهر أنظمة المركز التي تعاقبت على السودان وخاطبه بالقول: “عليك أن تواصل مسيرتك في الوقوف مع الشعب السوداني في الريف والمدن وسننتصر رغم تعقيدات الأوضاع”.

ويأتي حديث عرمان المغاضب في وقت انخرط فيه عضو السيادي رئيس الحركة الشعبية شمال في حوار ترعاه الآلية الثلاثية وغاب عنه أكبر شريك في الحكومة الانتقالية قوى الحرية والتغيير  قائدة الحراك الثوري.

 

خطأ المقصد

المستشار الإعلامى السابق لمالك عقار، الأستاذ النذير إبراهيم، مضى باتجاه إيجاد بعض التبريرات للانتقادات التي وجهها  عقار للثوار، ووجدت الرفض من نائبه، ويرى النذير أن  رئيس الحركة الشعبية شمال ربما أخطأ في توصيل المقصد،     وأضاف: ربما كان يقصد أن يوجه الشباب طاقاتهم من أجل وضع الخطط والبرامج التي يمكن أن تدفع باتجاه إنشاء المشاريع التنموية وأن يشارك الشباب في المشاريع الزراعية والبلاد مقبلة على موسم خريف  وأمطار وأن يفجِّر الشباب طاقاته لمساعدة الحكومة بالمركز والولايات، بدلاً عن ما أسماه بالفوضى ورغم تأكيد مستشار عقار السابق على أن الحكومة الحالية هي حكومة أمر واقع، إلا أنه أكد أن الخطأ يجب أن لا يعالج بخطأ، مضيفاً بقوله: يجب أن يضع الناس (الكرة واطه)       والبحث عن الحلول التي تخرج البلاد من المأزق الذي أدخلت فيه وأن يسعى الجميع للبحث عن الحلول التي خرج الشعب  بأثره وأسقط حكم البشير، من أجلها. وزاد: الآن البلاد تمضي كل يوم للوراء وبدل أن نتقدَّم أصبحنا نتأخر، وأوجد إبراهيم، المبرّر لغضب عرمان من تصريحات رئيسه، لكنه لفت إلى أن حديث عقار، ربما أخطأ في إيصال مقصده، غير أنه قال -أيضاً-: كان يجب أن يكون انتقاد القيادة بعيداً عن التصريحات عبر القنوات وأن يكون بالطرق الرسمية.

تنكُّر

جملة من الانتقادات وجهت للقائد عقار، جراء حديثه الذي انتقد فيه الثوار و خروجهم السلمي، فقد انضم إلى جانب عرمان -أيضاً- الأكاديمي والقيادي بالحرية والتغيير صلاح الدومة، ووصف خلال حديثه لـ(الصيحة) عقار، بالمتنكِّر  للثورة وأفضالها عليه، وقال: إن عقار بعد أن وصل الكرسي تنكَّر للثورة، وثمَّن الدومة الحديث الذي صرَّح به القيادي ياسر عرمان، منتقداً موقف رئيسه، وقال:  يجب أن يحترم الثورة والثوار والتي وصلت عبرها الحركة الشعبية للخرطوم والقصر، واعتبر الدومة حديث عقار، بمثابة تهديد وتحريض للجيش لضرب الثوار بيد من حديد بما فيهم قواته، ولفت إلى أن عقار نسي أن قواته ساهمت بشكل مباشر في الثورة حتى إسقاط حكم البشير، مشيراً إلى أن هذا الجيش قاتَل ضد الممارسات الخاطئة وأن زمن (السواقة بالخلا) قد انتهى، لافتاً إلى أن تلك القوات على درجة عالية من الوعي وقاتلت ضد الأساليب الفاسدة وأن حديثه بعيداً عن الأهداف والمبادئ التي قاتلت من أجلها قواته.

 

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى