مقرِّر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله أوبشار لـ(الصيحة): لم نتلق دعوة من الآلية الثلاثية, وانقطع التواصل بعد قرارات البرهان

حوار:  صلاح مختار       2 يونيو 2022م

بالنظر الى الذي يحدث في شرق السودان لا أحد يتكَّهن بما تؤول إليه الأحداث غداً، ففي الوقت الذي نفى فيه المجلس الأعلى  لنظارات البجا والعموديات المستقلة تلقي أي دعوة من الآلية الثلاثية للوساطة الدولية والذي تناقلته الوسائط المختلفة. وقال مقرِّر المجلس الأعلى لنظارات البجا والعموديات المستقلة عبد الله أوبشار، عدم وصول  أيِّ دعوة من الآلية الثلاثية أو مكاتب البعثة الأممية، وقال: لو كانت هنالك دعوة لوصلت إلى المجلس عبر الأمانة العامة أو الأمانة السياسية أو المقرِّرية أو عبر مكتب رئيس المجلس، وتابع: هذا مالم يحدث حتى الآن، وفنَّد أوبشار، الكثير من القضايا المطروحة في ملف الشرق، ولكنه أكد التزامهم القاطع بمطالب إلغاء المسار، فماذا قال؟

 

حمَّلتم البعثة الأممية وزر ما يحدث في شرق السودان ماهي تحفظاتكم؟

ليس لدينا تحفظات تجاه ما تقوم به البعثة الأممية على العموم، ولكن هنالك تجاهل وإقصاء غير عادي من البعثة الأممية تجاه مطالبنا، مع أن البعثة بعد الإغلاق الأخير الذي استمر (48) يوماً, أوفدت مسؤول الملف السياسي،  حيث طرح مبادرة أمامنا, وبعد ما جلسنا معها في سنكات اتفقنا معها على نقاط داخل المبادرة, وذهبت البعثة وجلست مع الجانب المدني برئاسة رئيس الوزراء السابق د. عبد الله حمدوك، واتفق معهم على نقاط.

ماذا حدث بعد ذلك؟

الذي حدث يوم صدور قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر،  كنا والبعثة موجودين في مقر التفاوض في أركويت كي نبدأ في التفاوض المباشر لقضايانا المتعلِّقة بإلغاء مسار الشرق وإعلان المنبر التفاوضي، كانت تلك القرارات متفقين عليها مع البعثة .

لماذا لم تواصل البعثة في تنفيذ الاتفاق؟

لا علم لي، لماذا انقطع التواصل؟ ولكن بعد قرارات البرهان الأخيرة انقطع التواصل بيننا والبعثة الأممية حتى في آخر اجتماع مع المبعوث الأمريكي الداعم للمبادرة طرحنا لهم بشكل واضح وقلنا لهم حتى اللحظة البعثة والآلية الثلاثية مستبعدة قضايانا ولم تناقشنا فيها.

لماذا هاجمتم البعثة الآن؟

الأسبوع الماضي، جلست البعثة مع قادة مسار الشرق ومع بعض الداعمين للمسار، وبالتالي استنكرنا المسألة ورفضناها كأنما البعثة الأممية تريد إعادة نفس الأخطاء السابقة قبل قرارات الخامس والعشرين من أكتوبر، ولهذا الأساس أبدينا تحفظنا، ورأينا أن المسألة فيها عدم جدية وعدم الحيادية من البعثة في تناول القضية.

كانت هنالك لجنة مشكَّلة من السيادي أين وقفت؟

هذه اللجنة ناقشت الجانب الاجتماعي في قضايا تنفيذ القلد والمصالحات، ولكن اللجنة حدودها قاصرة على الجانب المتعلق بالجوانب الاجتماعية, ولكن نعتقد نحن محتاجون إلى تفاوض مباشر مع الحكومة، كذلك نحتاج إلى وسيط ولا يمكن أن يكون هنالك تفاوض بيننا مع الحكومة بشكل مباشر، لأننا نفاوض الحكومة بشأن حقوقنا في شرق السودان، وبالتالي  مسألة معالجة القضية عبر لجنة مسألة غير مجدية إطلاقاً ولن تتوصل إلى نتيجة.

بمعنى أنتم ترفضون وساطة اللجنة؟

لا، نحن لم نرفض وساطة لجنة السيادي، لأنها مكلَّفة بالجانب الاجتماعي وشكَّلت لجاناً, ولكن هنالك بطء في تنفيذ مهامها، أما في الجانب السياسي والحقوق السياسية والتاريخية دور اللجنة قاصر وليس لديها أيِّ جهد في هذا، ولا نعوِّل عليها كثيراً في معالجة قضايا الشرق.

كان هنالك مقترح بإجراء استفتاء حول مسار الشرق؟

لا، لا، أصلاً المسار مرفوض لدينا، منذ بدء التفاوض الناس رفضت مسار الشرق, وقدَّمت في سبيل ذلك شهداء, وعقدت مؤتمراً بحضور ومشاركة الحكومة نفسها ناقش فيه قضية المنطقة، ولكن مع الأسف الحكومة بعد ما استلمت توصيات المؤتمر بدلاً من إيقاف التفاوض ذهبت إلى الأمام ووقعت اتفاقية للإقليم، لذلك نحن غير ملزمين بها ولا تعنينا في شيء, وطالبنا الحكومة بتنفيذ قرارات مؤتمر سنكات، وعندما لم نجد أرضية طالبنا بمنبر تفاوضي لتنفيذ مقررات مؤتمر سنكات.

هنالك حديث عن دور أريتري في الملف؟

في آخر مرة ظهر الجانب الأريتري جاءوا وسطاء طرحنا عليهم رؤيتنا لحل الأزمة بشكل واضح، وذلك بعد ما جلسوا مع مجلس السيادة.

ولكن يتخوَّف البعض من أيِّ دور خارجي في تدويل قضية الشرق؟

أريتريا قبل ذلك رعت اتفاقية أسمرا, بالتالي بنفس القدر طالبنا البعثة الأممية التي اتفقت معنا في إعلان المنبر التفاوضي, وطرحت المنطقة التي سنتفاوض فيها. وهي كانت نقاط اتفاق بيننا مع البعثة الأممية, ولكن التجاهل الذي وجدناه بعد قرارات (25) من أكتوبر، جعلنا نتشكك في نواياهم في إعادة القضية إلى المربع الأول. كذلك ناشدناهم أكثر من مرة وطالبنا بضرورة المضي قُدماً في الالتزام فيما اتفقنا عليه معهم, ولكن دون جدوى, رغم أن رؤيتنا كانت واضحة للحل, والمذكرة موجودة لديهم إذا أرادوا تبني القضية للوصول إلى الحل.

طرحتم سقف للمطالب وصل درجة التلويح بالانفصال مدى صحة ذلك وهل هو تكتيك؟

هذا ليس تكتيك، ليس هنالك حديث عن انفصال شرق السودان إطلاقاً, لكن شرق السودان من الأقاليم التي تقدَّمت في طرح قضاياها بشكل ديموقراطي وجد القبول كأول إقليم على مستوى السودان طرح قضيته عام (58) بعد الاستقلال بعامين فقط, حيث طرحنا الحكم الفيدرالي أنموذجاً لحكم الأقاليم السودانية، وبنفس القدر عقدنا مؤتمر سنكات وكانت رؤية المطالبة بحق تقرير المصير ليس سقف لمزايدة سياسية بقدر ما هو مقرِّر في المؤتمر ربما يحقق الآن أو غداً أو بعده.

ألا تعتقد أنها مزايدة على القضية؟

لا، ليس صحيحاً، ولكن مثلما قدَّمت الفيدرالية في (58) قدَّمت (2020) المطالبة بحق تقرير المصير، نعتقد مفاوضات دارفور وغيرها أفضت إلى الحكم الذاتي، هناك نماذج أخرى في تحالف الولايات نعتقد مسألة تقرير المصير والحكم الذاتي  ربما تساهم في استقرار السودان في مشاركة حقيقية بين الأقاليم حتى نخرج من الصراع بين المركز والولايات التي أخَّرت السودان.

ما الخطوة التالية حال عدم استجابة البعثة لمطالبكم؟

الآن أنا أتحدث معك ونحن في ترس أمام أمانة الحكومة بالولاية في اليوم الرابع, وسوف ندخل إلى العصيان المدني خلال الأيام المقبلة, الآن هنالك شلل كامل في ولاية البحر الأحمر نسبة للتمسُّك بالمطالب وتعطيل حكومة الولاية  للجانب الخدمي والتنموي، وسوف نظل حريصين لانتزاع حقوقنا. حقيقة لن نعوِّل كثيراً على البعثة الأممية وغيرها, كان خطابنا تحذيري حتى لا نتفاجأ غداً أو بعد غدٍ أن هنالك شيء تم في السودان وتم استبعاد شرق السودان, حتى نعود إلى المربع الأول، لهذه ذكرنا بأننا لابد من استصحاب قضية شرق السودان وإلا أن ما سيحدث لا يحمد عقباه.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى