للمرة الثانية .. الدعوة لنشر قوات حفظ سلام بدارفور.. العودة لـ(زيرو سلام)

 

الخرطوم: مريم أبَّشر   30 مايو 2022م

تعالت من جديد تصريحات مسؤولين في المجتمع  الدولي والإقليمي تدعو لنشر قوات حفظ السلام بدارفور في أعقاب ازدياد وتيرة العنف القبلي في عدد من الولايات مخلِّفاً ضحايا ومشرَّدين فضلاً عن  الخسائر المادية، ويبدو أن اتفاق جوبا للسلام في السودان – بحسب المخاوف الدولية والإقليمية بشأن ما يحدث في دارفور الآن، الذي قيل إنه عالج جذور الأزمة – لم يسهم في وضع نهاية للعنف بدارفور ولم يحقق السلام المرتجى والمأمول ولم تجد بنوده طريقاً للتنفيذ بخلاف تلك المتعلقة باقتسام السلطة وتوزيع الوظائف بين قيادات الحركات المسلَّحة الموقعة على الاتفاقية، فدارفور مازالت تنزف ومازال إنسانها يعاني من ويلات الحرب ومازالت قضايا النازحين معلَّقة تنتظر الحل، في وقت لم تسع الأطراف المعنية لتنفيذه.

نقلت سفارة واشنطن بالخرطوم حديثاً لمستشارة السلام وحل النزاعات بمكتب السودان وجنوب السودان كيمي لمباردو، دعت فيه لنشر قوات لحفظ الأمن في دارفور، وأوضحت كيمي لمباردو، عبر حسابها الرسمي على تويتر أن زيارتها لدارفور كانت للتأكيد على دعم الولايات  المتحدة للشعب السوداني ولمناقشة  أولويات الأطراف المعنية وحلول معالجة العنف المتزايد في دارفور، وقالت إنها شدَّدت خلال لقائها حاكم دارفور على رغبة واشنطن في رؤية تحركات ملموسة للإسهام في سلام مستدام في دارفور     وحثت النشر الفوري لقوات حفظ أمن في دارفور تتشكَّل لمعالجة قضايا الأمن بمافي ذلك حماية المدنيين.

سلام جوبا

انتقادات واسعة تُصوَّب باتجاه اتفاق جوبا للسلام لجهة أنه لم يحقق السلام في دارفور، وإنما نقل المشكلة من جوبا للخرطوم وفق توصيف السفير والخبير الدبلوماسي الطريفي كرمنو، لافتاً إلى أن الاتفاق حل مشاكل جوبا نفسها بترحيله لقوات الحركات المسلحة للسودان و تحديداً الفاشر والخرطوم وبكامل عتادها   وعدتها من الأسلحة والعربات، وأضاف في حديثه لـ(الصيحة): كان من الأوجب أن يتم إنشاء مفوضية يكون مهمتها تخزين أو بيع السلاح، وتساءل كرمنو، بقوله: كيف يستقيم أن يكون حاكم دارفور وعضو سيادي ووزير مالية في حكومة و يكون في ذات الوقت يمتلك قوات عسكرية وعربات مسلحة وينتظر الترتيبات الأمنية؟ لافتاً إلى أن نزع السلاح يمكن أن يتم دون الانتظار الترتيبات الأمنية لو أن الثقة توفرت بين الأطراف ويتم استيعابهم في الوظائف الملائمة، مضيفاً إلى أن أكثر من (600) عربة تاتشر، دخلت دارفور و لم يحقق الاتفاق السلام في دارفور، ما زال القتل والعنف والنهب يتسيَّد الموقف هنالك، بل حتى الخرطوم، وأشار إلى أنه ليس من المنطق أن يتم العمل لتوفير الأموال للجيوش عبر فرض الزيادات في السلع والخدمات الضرورية، ويرى كرمنو، أن دعوة واشنطن والمجتمع الدولي بنشر قوات لحفظ السلام في دارفور ليست ذات جدوى، مشيراً إلى أن القوة كانت موجودة لعدة سنوات ولم يتحقق السلام في دارفور، وزاد بل، إن ذات القوة المأمول أن تحفظ السلام كانت تحرسها القوات المسلحة السودانية، ودلل على ذلك بأن القوة المناط بها حفظ السلام في أبيي لم تحفظ السلام في المنطقة وقبلها قوات (اليوناميد)      وطالب كرمنو، بتوفير المبلغ المحدَّد لتنفيذ الترتيبات الأمنية (700) مليون دولار،    وأن يشرف المجتمع الدولي عبر ممثيله بنفسه على بنود الصرف وتنفيذ البروتوكول الخاص بالترتيبات الأمنية.

 

 احترام الآخر

الفريق (م) محمد محمود جامع، قلَّل من أهمية الاستفادة من نشر قوات حفظ سلام بدارفور، ولفت إلى أنه ووفق التجربة أن قوات حفظ السلام التي كان قد تمَّ نشرها بدارفور هي نفسها كانت تحرسها القوات المسلحة، وأشار إلى أن تلك القوة لم تكن فاعلة، وذكر لـ(الصيحة) أن المجتمع السوداني إذا ما تفاعل مع قواته واتفق السودانيين فيما بينهم يمكن يحفظوا الأمن في دارفور في كل أنحاء البلاد، وعلى غير ما يثار قال جامع: إن اتفاق جوبا للسلام أتى ببعض الثمار، لافتاً إلى أنه من الأفضل لنا كسودانيبن أن يكون قادة الحركات بيننا، وأضاف: إن السودان وقَّع في السابق عدة اتفاقيات مع الجنوب أفشلتها التدخلات والأجندة الخارجية، مضيفاً أننا كسودانيين مهما اختلفنا و عظمت مشاكلنا قادرين على تجاوز الصعاب والعقبات، وأشار إلى أن هنالك أخطاء بشرية تحدث -أحياناً- من بعض الأطراف يجب أن لا تفقدنا الثقة، وطالب السودانيين بالعمل كفريق ووفق القانون   وأن نحترم الآخر وأن تكون حريتك لا تتجاوز حرية الآخرين.

 

 

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى